من المتوقع أن تتقدم الهند بطلب لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2036، لكن عليها أولًا أنْ تصلّح أخطاء الماضي عبر تنظيم ألعاب الكومنولث 2030.
ينفى المنظمون أن تتكرر كوارث النسخ السابقة حين استضافت الهند ألعاب الكومنولث، لكن أمام بلد يطمح للأولمبياد تحديات عديدة قبل بلوغ تلك الغاية.
أُعلن يوم الأربعاء أن مدينة أحمد آباد الواقعة في ولاية غوجارات، مسقط رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ستستضيف دورة ألعاب الكومنولث 2030.
تنظر الهند إلى الحدث كخطوة انتقالية نحو استضافة الألعاب الأولمبية 2036، وتأمل السلطات أن يثبت هذا الاستحقاق أن الدولة الأشد كثافة سكانية في العالم وجهة رياضية عالمية.
وستسهم دورة ناجحة في طمس ذكرى ألعاب الكومنولث 2010 في نيودلهي، التي طغت عليها اتهامات بالفساد وتأخيرات في البناء.
تفتخر أحمد آباد بوجود أكبر ملعب كريكت في العالم بسعة 130 ألف مقعد ويحمل اسم مودي، ومن المرجح أن يستضيف حفلات الافتتاح والختام.
لكن ذلك لن يكفي؛ فهناك حاجة لاستثمارات هائلة في الطرق ومترو الأنفاق والمرافق الرياضية لإعادة تشكيل مدينة يزيد عدد سكانها عن سبعة ملايين نسمة.
وبما أن المهلة تكاد لا تتجاوز خمس سنوات فزمن التنفيذ يُعد قصيرًا نسبيًا.
قال أشواني كومار، مسؤول كبير في حكومة غوجارات مكلف بالقطاع الرياضي، إن الملاعب الحالية في أحمد آباد قادرة على احتضان الألعاب «مع بعض التعديلات».
وأضاف أن «ساحات جديدة ستُبنى أيضًا بحلول أواخر 2028 أو أوائل 2029».
«لقد أجرينا عملاً تحضيريًا جيدًا كفريق ونحن واثقون جدًا»، صرح كومار للصحفيين، مشيرًا إلى أن ميزانية تم وضعها لكنه لم يذكر أرقامًا.
إلى جانب الملاعب، ستحتاج الهند إلى تعزيز البنية التحتية لاستيعاب آلاف الرياضيين والمشجعين والمسؤولين القادمين إلى المدينة.
وتتوقع الفنادق إضافة آلاف الغرف الجديدة، بينما سيبدأ المطار المحلي بناء صالة جديدة في العام المقبل.
«خمس سنوات كافية لبناء قدراتنا»، قال ناريندرا سوماني، رئيس جمعية الفنادق والمطاعم في غوجارات. وأضاف: «نتوقع أيضًا أن تضع الحكومة سياسات صديقة للصناعة تعزز النظرة المستقبلية».
واعترف سوماني بوجود تحديات على مستوى الكوادر: «لدينا نقص في العمالة الماهرة في قطاع الفنادق بولاية غوجارات. سنضطر لتوظيف عمال من ولايات أخرى مثل أسام وبنجاب»، قال لوكالة الأنباء.
ظل شبح ألعاب الكومنولث 2010 يلوح في الأفق. فقد كانت النسخة آنذاك تهدف لإظهار مكانة الهند كقوة عالمية صاعدة، لكن العناوين الصحفية تناولت بدلاً من ذلك التأخيرات، وسوء البناء، وتجاوزات في الميزانية.
اتهم سباحون من إنجلترا وأستراليا حوض السباحة في دلهي بتعرّضهم لعدوى معوية، بينما اشتكى بعض الرياضيين من العثور على كوبرا في مساكن قرية اللاعبين.
اتهم المدقق الوطني حكومة دلهي بالإسراف بمبالغ لا تقل عن 29 مليون دولار خلال برنامج «التجميل» الذي وُصف بأنه سيئ التصميم والتخطيط قبل انطلاق الألعاب.
وردّت تقارير مكتب المراجع العامة بسرد أمثلة على مزاعم تلاعب في المناقصات لصفقات مربحة لتوريد معدات توقيت وإضاءات لحفل الافتتاح وخدمات التموين.
وانتقد المدققون اللجنة المنظمة لتضخيم توقعات العوائد المالية من الألعاب لتصل إلى 17.8 مليار روبية (200 مليون دولار)، «في حين أن الإيرادات المتعاقد عليها بلغت في الواقع 6.8 مليار روبية (76 مليون دولار)».
أقر المسؤول الكوماري في حكومة غوجارات بوجود «بعض التحدييات» في 2010، لكنه شدد على أن الوضع هذه المرة مختلف.
«اننا جميعًا مستعدون جيدًا. واثقون جدًا أننا سنقدّم دورة ستُذكر لسنوات قادمة»، قال كومار، مع تحفّظه قائلًا: «لا نرغب في المبالغة في الوعود، ونفضل أن نتعلم من الإصدارات السابقة للألعاب في دول أخرى».