واشنطن ــ وُجّهت تهم بالقتل من الدرجة الأولى إلى رجل يُشتبه أنه اعتدى على اثنين من عناصر الحرس الوطني في العاصمة الأمريكية، بعد أن توفيت إحدى الضحايا متأثّرة بجراحها.
أعلنت المدعية الأمريكية لواشنطن دي سي، جينين بيرّو، الجمعة، عن ترقية التهم التي كان قد وُجهت في البداية إلى المتهم، رحمن الله لاكانوال، البالغ من العمر 29 عاماً، وهو أفغاني الجنسية، الذي أطلق النار على عضوَي الحرس الوطني سارة بيكستروم (20 عاماً) وأندرو وولف (24 عاماً) على بُعد بضعة مربعات من البيت الأبيض.
وأبلغت بيرّو برنامج “فوكس آند فريندز” بأن لكانوال كان يواجه سابقاً ثلاث تهم بالاعتداء مع نية القتل أثناء حمل سلاح، وثلاث تهم بحيازة سلاح ناري أثناء ارتكاب جريمة عنف، أما الآن فـ”سيُوجّه إليه تهمة القتل من الدرجة الأولى”. وأضافت: “ستكون هناك تهم إضافية بالتأكيد، لكننا نرقّي التهم الأولية من اعتداء إلى قتل من الدرجة الأولى.”
أعلن الرئيس دونالد ترامب الخميس ليلاً وفاة بيكستروم بعد إصابتها، وقال إن تلك القوات كانت مُنَشَّطة كجزء مما وصفه بحملة لمكافحة الجريمة. وفي وقت سابق، صرّحت المدعية العامة بام بوندي بأنها ستسعى إلى عقوبة الإعدام إذا أدى الهجوم إلى وفاة أي من الجنديين. وصرّح مكتب التحقيقات الفدرالي أنه يحقق في الحادث بوصفه “إرهاباً”.
لا يزال أندرو وولف في حالة حرجة حتى يوم الجمعة.
«عقوبة جماعية»
تأتي ترقية التهم في سياق وعود من إدارة ترامب بتشديد شامل على سياسات الهجرة وإجراء إعادة فحص واسعة للمهاجرين الموجودين حالياً في الولايات المتحدة، عقب الهجوم. وصف مناصرون لمَن يُطالهم الإجراء هذه الخطوات بأنها “عقاب جماعي”.
غرد ترامب أنه سيـ”يُوقِف الهجرة نهائياً من جميع دول العالم الثالث”، موسعاً قراراً سابقاً أوقف طلبات هجرة متعلقة بالوافدين من أفغانستان، ومتعهدًا أيضاً بـ”إزالة أي شخص ليس صافياً ربحياً للولايات المتحدة أو عاجزاً عن محبة بلادنا”.
وقالت إدارة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية إنّها ستجري “إعاده تدقيق شاملة وصارمة لكل بطاقة خضراء لكل أجنبي من كل دولة محل قلق”، في إطار مراجعة شاملة للاجئين وطالبي اللجوء الذين قُبلوا إلى الولايات المتحدة أثناء عمليات نقل الأفغان. هذا التغيير السياسي جاء بينما تتكشف مزيد من التفاصيل عن المشتبه به لاكانوال.
اتهم مسؤولو إدارة ترامب مراراً سياسات التدقيق خلال عملية استقبال الأفغان إبان إدارة الرئيس السابق جو بايدن، والمُعلَنة آنذاك باسم “عملية الترحيب بالأفغان”، التي شهدت نقل عشرات الآلاف من الأفغان إلى الولايات المتحدة بعد انسحاب القوات الغربية.
ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن لاكانوال عمل ضمن قوة أفغانية تعاونت مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في وحدة تُعرف باسم “الوحدة صفر”. ونقل عن صديق له لصحيفة نيويورك تايمز أن المتهم عانى مشاكل نفسية مرتبطة بسلوك تلك الوحدة، التي اتهمت منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش، بالقيام بعمليات إعدام خارج نطاق القضاء واستهداف مدنيين من بين انتهاكات أخرى.
وأظهر تقرير حكومي اطلعت عليه وكالة رويترز أن لاكانوال قدّم طلب لجوء في ديسمبر 2024، لكن قضيته أُقرّت في أبريل من العام التالي، بعد أشهر من تولّي ترامب فترة رئاسية ثانية، مع الإشارة إلى خدمته إلى جانب الولايات المتحدة في أفغانستان وعدم وجود معلومات تستبعده آنذاك.
قال دعاة الهجرة إن إدارة ترامب تستغل الحادث لتبرير تصعيد حملة القمع ضد المهاجرين، وإنّ الإجراءات تستهدف أيضاً مهاجرين قانونيين وفئات ضعيفة، بمن فيهم لاجئون فرّوا من الاضطهاد.
ورد فرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية بمنطقة خليج سان فرانسيسكو على وقف معالجة طلبات الأفغان بالقول إن “العقاب الجماعي لا يمكن تبريره أبداً”. وأضافوا: “أولئك الفارّون من العنف والاضطهاد واللااستقرار يستحقون الحماية وإجراءات عادلة — لا أن يُشَوَّهوا بسبب أفعال شخص واحد مزعوم.”
ودعا “المؤتمر الأفغاني الأميركي” القادة ووسائل الإعلام إلى التحلي بالمسؤولية: “اتبعوا الحقائق، قاوموا الخوف، وتأكدوا من ألا تُستَغل هذه المأساة لتفريق المجتمعات أو تقويض أواصر التآزر بينها.”