انقطاع كبير في أنظمة CME يعطل التداول لأكثر من 11 ساعة
أعادت مجموعة CME السبب إلى فشل في نظام التبريد بمركز بيانات مهم في منطقة شيكاقو، ما أدى إلى توقّف التداول عبر الأسهم والسندات والسلع والعملات لأكثر من إحدى عشرة ساعة، وفق بيانات LSEG.
تسبّب العطب في فوضى لعدد من أسواق العقود الآجلة العالمية لعدة ساعات، بعد أن توقّف أكبر مشغّل بورصات في العالم عن العمل في أحد أطول انقطاعاته خلال السنوات الأخيرة، ما أثر على تداولات السلع والعملات ومؤشرات الأسهم والعقود المستقبلية.
بحلول الساعة 13:35 بتوقيت غرينيتش يوم الجمعة استؤنفت التداولات في عقود الصرف الأجنبي والأسهم والسندات وغيرها من المنتجات بعد انقطاع دام أكثر من 11 ساعة نتيجة العطل في مركز البيانات، وفقاً لبيانات LSEG.
عزت CME الانقطاع إلى فشل في التبريد بمراكز بيانات تديرها شركة CyrusOne، التي قالت إن منشأتها في المنطقة أثّرت على خدمات العملاء، ومن بينهم CME.
أدى الخلل إلى تعطل التداول في أزواج العملات الرئيسة على منصة EBS التابعة لـCME، وكذلك في العقود المرجعية لخام غرب تكساس الوسيط ومؤشر ناسداك 100 ونيكي وزيت النخيل والذهب، بحسب بيانات LSEG.
«وصمة على السمعة»
قَلّ حجم التداول هذا الأسبوع بفعل عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة، ومع سعي المتعاملين لإغلاق مراكزهم مع نهاية الشهر كان هناك خطر أن يشتد التقلب لاحقاً، حسبما ذكر مشاركون في السوق.
قال بن لايدر، رئيس الاستراتيجية الأسهم في Bradesco BBI: «إنها لطخة على سمعة CME وربما تذكير مستحق بأهمية بنية السوق ومدى ترابط كل هذه الأنظمة». وأضاف: «نحن نأخذ الكثير من الأمور كأمر مسلم به بصورة مريحة؛ التوقيت في الحقيقة ليس مناسباً. إنه نهاية الشهر، والكثير من الأمور يُعاد توازنها».
ورغم ذلك أشار إلى أن الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير: «سيكون يوماً منخفض الحجم. ولو كان لا بد من حدوث انهيار بهذا الشكل، فكانت هناك أيام أسوأ يمكن أن يحدث فيها».
العقود الآجلة تشكل ركيزة أساسية للأسواق المالية، ويستخدمها المتعاملون والمضاربون والشركات للتحوّط أو الاحتفاظ بمراكز على نطاق واسع من الأصول الأساسية. وبغياب هذه الأدوات وغيرها، وجد الوسطاء أنفسهم بلا مرجع مباشر للأسعار، وتردّد كثير منهم في التداول على عقود بلا أسعار حية لساعات طويلة.
قال أكسل رودولف، المحلل الفني الأول في منصة التداول IG: «بعيداً عن الخطر الفوري المتمثل في عجز التجار عن إغلاق مراكزهم — وما يترتب على ذلك من تكاليف محتملة — يثير الحادث مخاوف أوسع تتعلق بالموثوقية».
أفادت بعض شركات الوساطة الأوروبية في وقت سابق من اليوم بأنها عجزت عن تقديم التداول لبعض المنتجات على عقود آجلة معيّنة.
تتابع الجهات المنظمة الوضع عن كثب، إذ أكدت كل من لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) ولجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) علمهما بالمسألة وتجريان مراقبة مستمرة.
أكبر مشغّل بورصات
تُعد CME أكبر مشغّل بورصات من حيث القيمة السوقية، وتقول إنها تقدم أوسع مجموعة من المنتجات المرجعية، التي تشمل أسعار الفائدة والأسهم والمعادن والطاقة والعملات المشفّرة والزراعة.
بلغ متوسط حجم المشتقات اليومي 26.3 مليون عقد في أكتوبر، بحسب ما صرّحت CME في وقت سابق من الشهر.
يأتي انقطاع CME يوم الجمعة بعد أكثر من عقد من إغلاق المشغل للتداول الإلكتروني لعدد من العقود الزراعية في أبريل 2014 بسبب مشاكل تقنية، والتي أعادت التجار إلى أرضيات التداول آنذاك. ومؤخراً في 2024، تسببت انقطاعات في LSEG ومشغل بورصة سويسرا في تعطيل الأسواق لفترات وجيزة.
سجلت أسهم CME ارتفاعاً بنحو 0.4% في تداولات ما قبل الفتح.