مزارعون يغلقون طريقاً سريعاً بين أثينا وثيسالونيكي ويصطدمون بالشرطة
1 ديسمبر 2025
أغلق مئات المزارعين أجزاءً من الطريق السريع الرابط بين أثينا وثيسالونيكي قرب مدينة لاريَّسا، احتجاجاً على تأخر صرف الدعم المالي الموجَّه لهم من الاتحاد الاوروبي، ما أدى إلى مواجهات مع قوات الأمن في مناطق وسط وشمال اليونان.
أفادت الشرطة بأنها لجأت إلى قنابل الغاز المسيل للدموع الأحد، بعدما جلب المحتجون مئات الجرارات لإعاقة حركة المرور على الطريق القومي. واعتقلت الأجهزة الأمنية ثلاثة أفراد، إلا أن المزارعين نجحوا في إغلاق الطريق تمهيداً لتصعيد تحركاتهم في أيام مقبلة.
قال كوستاس تزلاس، نقابي في اتحاد تجار المزارع المحلي، للصحافيين: «سنَبقى هنا حتى تقدم الحكومة حلولاً»، مؤكداً الإصرار على استمرار الاحتجاجات إلى حين تلبية المطالب.
تعود جذور أزمة المدفوعات إلى تحقيقات تكشف عن ملف فساد واسع، يتهم فيها بعض المزارعين بتقديم بيانات مزوَّرة عن ملكية أراضٍ وحيوانات للحصول على إعانات زراعية بموجب السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد، وقدّر المسؤولون قيمة المطالبات المزيفة بأكثر من 30 مليون يورو.
قال نائب وزير التنمية الريفية والغذاء، خرسطوس كيلاس، لقناة ERT العامة إن صرف المساعدات تباطأ لأن التحقيقات لا تزال جارية، مضيفاً أن المزارعين تلقوا في الوقت الحالي حوالي 100 مليون يورو أقل، وأن من يثبت استحقاقه سيستلم المستحقات بعد البت في الطعون.
أطلقت السلطات تحقيقات متوازية، ويجري البرلمان تحقيقاً في وكالة التوزيع OPEKEPE، الجهة المسؤولة عن توزيع نحو 2.5 مليار يورو سنوياً على مئات الآلاف من المزارعين. وقد أدت الفضائح إلى استقاله وزير في الحكومة المحافظة لرئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
من جانب آخر، طالب مربو الثروة الحيوانية بتعويضات إثر نفوق أكثر من 400 ألف رأس من الغنم والماعز بعد تفشّي مرض جدري الأغنام، حيث أُعدم القطيع المصاب بالكامل لاحتواء الوباء. وقد رفضت السلطات دعوات المزارعين لتلقيح المواشي، مرجحة عدم كفاية الأدلة العلمية على فعالية اللقاحات في هذه الحالة.
تُظهر لقطات جوية الجرارات المصفوفة لإيقاف الطريق خلال الاحتجاجات في نايكيا قرب لاريَّسا، في مشهد يعكس تصاعد التوتر بين القطاع الزراعي والحكومة مع اتساع دائرة التحقيقات.