بماذا يطلب نتنياهو العفو؟ وهل ذلك ممكن؟ أخبار بنيامين نتنياهو

طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، من الرئيس إيساك هرتزوغ أن يمنحه عفواً عن تهمتي الرشوة والاحتيال بهدف إنهاء محاكمته المتعلقة بالفساد التي استمرت خمسة أعوام.

ما نعرفه
– هُوَ ملاحَظٌ بالتحقيقات الثلاثة المستندة إلى لائحة اتهام تعود إلى 2019: القضية 1000، القضية 2000، والقضية 4000، التي تتضمن اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
– قدم نتنياهو طلب عفو مُكون من 111 صفحة إلى مكتب الرئيس، وذكر في طلبه رسالة سابقة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضمنت دعوة مماثلة.

ما هي حجّة نتنياهو؟
– ينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفة ويصف المحاكمة بأنها مؤامرة من “الدولة العميقة” وحملة مطاردة سياسية منظّمة من خصومه ووسائل الإعلام.
– يقول أيضاً إن منحه العفو سيُتيح له تقوية إسرائيل في ظل ظروف متقلبة في الشرق الأوسط.
– يرى بعض المحلّلين أن محاولاته لتجنب المحاكمات والاحتمال بالادانة تزامنت مع تشديد إسرائيل عملياتها العسكرية على قطاع غزة المحاصر، وفق مراقبين وتحليلات مختلفة.

هل يجب أن يعترف بالذنب ليُمنح العفو؟
– في طلبه لم يعترف نتنياهو بأي ذنب أو خطأ.
– قال زعيم المعارضة يائير لابيد إنه لا يمكن منح العفو دون “اعتراف بالذنب، وإظهار ندم، وانسحاب فوري من الحياة السياسية”.
– قانونياً، لا يشترط الاعتراف بالذنب لمنح العفو؛ لا توجد شروط قانونية ملزمة تمنع الرئيس من منح العفو، بحسب تحليلات قانونية متخصصة.
– تجري أولاً مراجعة الطلب في إدارة العفو بوزارة العدل التي تصدر توصية تُحال إلى مكتب الرئيس. عادة ما يأخذ الرئيس توصية الوزارة بعين الاعتبار لكنه ليس ملزماً بها.
– صرّح هرتزوغ سابقاً أنه يعتبر التسوية التفاوضية بين النيابة وفريق دفاع نتنياهو الوسيلة الأنسب لإنهاء المسألة.

يقرأ  انكشاف حجم الدمار الذي خلفه زلزال في أفغانستان مع طلوع ضوء النهار

ردود الفعل داخل إسرائيل
– خرج مواطنون ومتظاهرون إلى شوارع تل أبيب احتجاجاً أمام مسكن الرئيس ضد طلب العفو، وانضم إليهم نواب معارضون بينهم نعمة لازيمي.
– تربط علاقة عمل بين هرتزوغ ونتنياهو رغم كونهما خصمين سياسيين في السابق.
– قال مكتب الرئيس إن هرتزوغ “بعد استلام كل الآراء ذات الصلة، سينظر في الطلب بمسؤولية وإخلاص”.
– عبر قادة وساسة ومحلّلون عن قلقهم من أن رفض الافتراض بالمسؤولية يبعث برسائل محتملة مضرة إلى الساحة العامة وإلى معايير السلوك العام.

تفصيل التهم الموجّهة لنتنياهو
القضية 1000 — “قضية الهدايا”
– اتُهم نتنياهو في 2019 بالاحتيال وخيانة الأمانة خلال فترة توليه وزارة الاتصالات (2014–2017).
– تتعلق التهم بتلقيه وزوجته سارة هدايا فاخرة قُدّرت بنحو 700 ألف شيكل (ما يقارب 186 ألف دولار) — شامبانيا وسيجار وغيرها — من رجلَي أعمال ثريين مقابل خدمات أو تفضيلات سياسية.
– رجلَي الأعمال هما المنتج السينمائي أرنون ميلشان والملياردير الأسترالي جيمس باكر؛ وقد شهد ميلشان بأنه قدّم الهدايا في يونيو 2020، فيما تبيّن أن باكر شارك في تغطية تكاليف تلك الهدايا.
– يتضمن الاتهام مطالبة نتنياهو بالتوسط لمصلحة ميلشان في تجديد تأشيرة دخول للولايات المتحدة والضغط لدى مسؤولين أميركيين، فضلاً عن دعم تشريع قد يخدم مصالح معفاة ضريبياً لبعض الإسرائيليين في الخارج.
– العقوبات القانونية الممكنة تتراوح: الاحتيال وخيانة الأمانة تصل لغاية ثلاث سنوات سجن، والرشوة قد تصل إلى عشر سنوات وغرامة.

القضية 2000 — “قضية نتنياهو-موزس”
– تتهمه كذلك بالاحتيال وخيانة الأمانة لتوصله إلى صفقة مزعومة مع آرون موزس، مالك الحصة المسيطرة في صحيفة يديعوت أحرونوت، التي كانت تنتقده.
– تُزعم الصفقة أنها تقضي بتغطية إيجابية لنتنياهو مقابل تشريعات تحدّ من نمو صحيفة إسرائيل اليوم المنافسة، بما يحجّم توزيعها.
– تشير لائحة الاتهام إلى أن الرجلين عَقَدا سلسلة لقاءات بين 2008 و2014 لمناقشة سبل تحسين التغطية الإعلامية لنتنياهو وفرض قيود على صحيفة منافسة.

يقرأ  اتهموني بالتجسّس وتعرّضت للضرب

القضية 4000 — “قضية بيزك”
– يتهم النصّ نتنياهو بمنح امتيازات تنظيمية لشركة الاتصالات الإسرائيلية بيزك مقابل تغطية إيجابية على موقع الأخبار والا الذي كان خاضعاً لسيطرة مالك الشركة السابق.
– يزعم الادعاء أن نتنياهو، بصفته وزير الاتصالات آنذاك، اتخذ إجراءات أصبَحَت ذات قيمة مالية كبيرة لصالح شاول إلوفيتش، مالك بيزك، فمقابل ذلك حصل على تغطية مؤيدة لنفسه ولزوجته.
– تتضمن التهم الرشوة إضافة إلى الاحتيال وخيانة الأمانة.

سجل رؤساء وزراء إسرائيليين واستقصاءات الفساد
– منذ 1996، تعرّض كل رئيس وزراء إسرائيلي تقريباً لتحقيقات مرتبطة بالفساد على اختلافها.
– أمثلة تاريخية سريعة:
– 1996–1999: نتنياهو في ولايته الأولى خضع لتحقيقات شملت شبهات رشوة واستغلال نفوذ.
– 1999–2001: إيهود باراك خضع لتحقيق حول تمويل حملات انتخابية غير قانوني والفساد.
– 2001–2006: أرييل شارون متهم بحصوله على رشاوى في قضية ما عرفت بقضية الجزيرة اليونانية.
– 2006–2009: إيهود أولمرت أدين بتلقي رشاوى، وسُجن في 2016 بعد إدانات تتعلق بالاحتيال وخيانة الأمانة وتزوير سجلات الشركات والتهرّب الضريبي.
– 2009–2021: عاد نتنياهو إلى رئاسة الحكومة وخلال تلك الفترة وُجهت له التهم السالف ذكرها بينما سُحبت قضايا أخرى ضده.

الخلاصة
– طلب العفو يفتح باب نقاش سياسي وقانوني واسع في إسرائيل حول معايير المساءلة العامة، حدود صلاحيات الرئاسة في منح العفو، وتأثير مثل هذه القرارات على الثقة بالمؤسسات، وسط احتقان شعبي وسياسي متصاعد بسسب هذه الخطوة.

أضف تعليق