أُلقي القبض على محتال أميركي واتهم رسمياً بالاحتيال بعد ما يُشتبه في أنه خدع صاحب صالة عرض بلندن بشأن لوحة مبكرة لغوستاف كوربيه.
توماس دويل (68 عاماً) اعتُقل في 14 نوفمبر على يد عناصر فرقة جرائم الفن التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وتُوِّجت التهم الموجهة إليه بجناية واحدة تتعلق بالاحتيال عبر التحويلات الإلكترونية، والتي قد تُعرَض عليه عقوبة سجنية تصل إلى 20 عاماً.
وفقاً لوثائق محكمة قُدِّمت في محكمة مقاطعة بنيويورك، اشترى صاحب صالة عرض في لندن باتريك ماتثيسن لوحة زيتية تعود إلى عام 1844 بعنوان «الأم والطفل على أرجوحة» من دار مزادات فرنسية عام 2015، وكان يبحث عن مشترٍ. وفي عام 2023 وقع عليها بالتوكيل لصالة نيكولاس هول في نيويورك.
عرضت الصالة اللوحة في معرض تيفاف ماستريخت ذلك العام بسعر طلب قدره 650,000 دولار. لم تُبعْ، وبقيت معروضة لدى نيكولاس هول بينما واصلوا البحث عن مشترٍ—حينها تواصل دويل مع ماثيسن. وعلى مدى سنوات تواصل الاثنان إلكترونياً بشأن صفقات فنية مزعومة لدويل؛ حيث زعم المحتال أنّه يدير «الجانب الفني» لصندوق عائلي تمتلك أصوله مليارات الدولارات، بحسب محققي الجريمة.
في العام الماضي أخبر دويل ماثيسن أنه وجد مشترٍِاً مستعداً لدفع 550,000 دولار عن لوحة «الأم والطفل على أرجوحة» وعرض أن يتوسط في البيع دون أخذ عمولة. ثم سلّم اللوحة إلى شريكه الفنان وتاجر الفن شالفا ساروخانيشفلي، الذي باعها لصالة جيل نيوهاوس في نيويورك مقابل 115,000 دولار. وبعد أيام أعادت تلك الصالة بيع العمل إلى جامع الفن جون لاندو مقابل 125,000 دولار في سبتمبر 2024. رافق كلتا العمليتين وثائق نسب مزيفة تفيد، من بين تفاصيل أخرى، بأن دويل اشترى اللوحة بصفة شرعية في 2019.
لم تتلقَّ صالة ماثيسن أي عائدات من تلك المبيعات، وفي رسالة إلكترونية بتاريخ 4 مارس اعترف دويل بأنه «خان» و«كذب» على ماثيسن، ونصحه بمخاطبة ساروخانيشفلي لاسترداد اللوحة أو المال من الصفقة. ولم يرد ساروخانيشفلي على محاولات ماثيسن لمناقشة الصفقة.
في أواخر سبتمبر رفع ماثيسن دعوى قضائية في نيويورك ضد دويل وساروخانيشفلي وصالة جيل نيوهاوس ولاندو، مؤكداً أن لا طرف يملك الحق في توكيل أو بيع اللوحة. وادعت الشكوى أن «نيوهاوس طرف فاعل في سوق الفن وكان يعلم أو كان يجب أن يعلم أن ماثيسن كان يعرض اللوحة بسعر 650,000 دولار أو أكثر لعدة سنوات»، وأضافت أن «لاندو كان يعرف أو كان ينبغي أن يعلم أن نيوهاوس تفتقر إلى القدرة على نقل ملكية سليمة للوحة، لأن لاندو سبق وأنعاين اللوحة مرات متعددة في أماكن عدة غير نيوهاوس، وكان في كل مرة على دراية بأن سعرها التجزئي 650,000 دولار أو أكثر».
وقال محامٍ لصالة جيل نيوهاوس وقتها لوسائل الإعلام إن «الدعوى المرفوعة ضد جيل نيوهاوس ذ.م.م. لا تستند إلى أساس وسندافع عنها بقوة أمام المحكمة». كما صرح ممثلو لاندو القانونيون بأنهم يعتبرون الدعوى «بلا merit» وسيتعاملون معها في أروقة القضاء. ولم يرد ساروخانيشفلي على طلبات التعليق.
ومن الجدير بالذكر أن مكتب المدعي العام في مانهاتن قد وجه لسجل سابق لدويل في سبتمبر 2010 تهمة التآمر لارتكاب احتيال بريدي وإلكتروني بتدبير عملية شراء احتيالية للوحة «صورة فتاة» لِجان بابتيست-كامي كوروت بقيمة 800,000 دولار، بينما كانت تُقدر قيمتها حينها بما يصل إلى 1.35 مليون دولار. وقرّر دويل الانصياع بالإقرار بالذنب في تهمة واحدة تتعلق بالاحتيال عبر التحويلات الإلكترونية.
خلال جلسة النطق بالحكم في 2010 لاحظ القاضي القائم أن دويل أُدين 11 مرة خلال 34 عاماً الماضية، وقال له: «أنت مجرم مهني بكلّ تعريف للكلمة»، قبل أن يحكم عليه بالسجن ست سنوات، مضيفاً أن المجتمع بحاجة إلى الحماية منه، وأنه «مفترس».