توفي زعيم المعارضة الكاميرونية أنيسيت إكان أثناء الاحتجاز العسكري

وفاة القيادي المخضرم أنيسيت جورج إكانِه تثير اتهامات بالإهمال الطبي وتزيد من حدة أزمة ما بعد الانتخابات في الكاميرون

تاريخ النشر: 1 ديسمبر 2025

أفادت عائلة الرجل القانونيون وممثلوه القانونيون بأن القيادي المعارض المخضرم أنيسيت جورج إكانِه توفّي أثناء احتجازه لدى السلطات العسكرية في الكاميرون. وعن عمر يناهز 74 عاماً، تُوفي إكانِه صباح الاثنين في ياوندا بعد 38 يوماً على توقيفه في مدينة ميناء دوالا، بحسب تقرير الإذاعة الفرنسية العامة RFI.

أثارت وفاته سخطاً واسع النطاق وقد تُعمّق الاضطراب السياسي الذي تعصف به البلاد منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في أكتوبر، التي أعلن فيها الرئيس بول بيا، البالغ من العمر 92 عاماً، فوزه بولاية جديدة بعد أكثر من أربعة عقود في السلطة.

كان إكانِه، زعيم الحركة الإفريقية من أجل الاستقلال والديمقراطية (MANIDEM)، وهو حزب يساري، قد أُلقي القبض عليه في 24 أكتوبر بعد دعمه لمنافس بيا، عيسى تشيroma باكاري، الذي رفض النتائج الرسمية وأصرّ أنه فاز في الاقتراع. ووجّهت إليه السلطات تهمتي التمرد والعصيان، وهي تهم وصفها حزبه بأنها ذات طابع سياسي.

قال ابنه الأكبر، مونا إكانِه، لوكالة الأسوشيتد برس إن حالة والده تدهورت بشكل حاد خلال الأسبوع الأخير، إذ عانى من ضيق تنفّس شديد جعله يكافح من أجل الالتقاط الهواء. وأضاف: «لمدة أسبوع كان يعاني صعوبات حادة في التنفس؛ كان يختنق»، وأن العائلة نبهت المسؤولين مراراً لكن «لم يُفعل شيء».

من جهته، صرّح محاميه إيمانويل سيم بأن موكله كان مريضاً لكنه حُرِم من العلاج المناسب. وقال سيم: «مازلنا في حالة صدمة وحزن. إكانِه لم يرتكب أي جريمه، لذا نحتاج إلى معرفة سبب توقيفه وتركه هكذا».

كانت قيادة حزبه قد أطلقت نداءً عاجلاً يوم الأحد تطالب فيه بنقله فوراً إلى مستشفى مدني، محذرة من أنها ستحمّل الحكومة المسؤولية عن أي تبعات قد تترتب على استمرار احتجازه في مرافق عسكرية. من جانبها، أعلنت الحكومة أن إكانِه تلقى رعاية طبية من أطباء عسكريين يعملون إلى جانب أطبائه الخاصين، وأنه تم فتح تحقيق في ملابسات الوفاة.

يقرأ  تصريحات جيمي كيميل حول شارلي كيرك قبل سحب برنامجه من شبكة إيه بي سي

وأعرب وزير الاتصال رينيه إيمانويل سادي عن أسفه لوفاة إكانِه، بينما أصدر الرئيس بيا أمراً بإجراء تحقيق حول ظروف الحادثة. لكن حزب إكانِه وصف الوفاة بأنها «قتل»، وعبرت بعثة الاتحاد الأوروبي في الكاميرون وغينيا الاستوائية عن «حزن عميق» وطالبت مجدداً بالإفراج عن جميع المعتقلين تعسفياً منذ الانتخابات.

كرّس إكانِه نحو خمسة عقود للعمل السياسي، وبرز كوجه بارز في حملة أوائل التسعينيات المطالبة بتحول البلاد إلى نظام تعددي. وقد اعتبره أنصاره وريثاً سياسياً لرموز القومية الكاميرونية، لكنه أيضاً شهد على تنفيذ أحد مناضلي الاستقلال، إرنست وواندي. وطوال مسيرته ظل مدافعاً متحمساً عن العدالة الاجتماعية.

تأتي وفاته في ذروة الجدل الدائر حول الحملة القمعية التي تلا الانتخابات. وتزعم الحكومة أن 16 شخصاً توفوا في الاحتجاجات التي أعقبت إعلان فوز بيا، بينما تقدر مجموعات المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان الحصيلة بأكثر من 55 قتيلاً. أما المرشح الذي دعمته إكانِه، عيسى تشيroma، فقد فرّ إلى غامبيا الشهر الماضي.

أضف تعليق