فكُّ رموزِ «الرسوماتِ المبهمة» لأوري تور

عندما يجلس أوري تور ليشرع في رسمٍ من سلسلته «جيبريش»، غالباً ما يكون في ذهنه صورة واحدة فقط أو سردٌ عابر يبدأ به العمل. هذا الرسّام التوضيحي والفنان التشكيلي ومصمم الرسوم المتحركة المقيم في تل أبيب يقول إنه يفاجأ دوماً بما يحدث تالياً، وأن النتيجة «لا تشبه أبداً ما أتخيله».

«لست متأكّداً حتى إن كان لديّ خيال بعد الآن»، يقول تور. «أو ربما صار خيالي بصرياً بالكامل: احياناً أحتاج أن أرسم وأرى الأشياء لكي أستحضر أموراً جديدة. تجري الوقائع على اللوحة أكثر منها في رأسي. من الضروري بالنسبة إلي أن أبقى متفاجئاً؛ لا أرى جدوى في ابتكار شيء أستطيع توقّعه. وإذا شعرتُ بذلك، أُحدث فوراً ما أسميه حادثاً سعيداً—كمحوِّ عنصرٍ مهم أو إضافة عنصرٍ عشوائي “يُفسد” العمل—ثم أراقب ما سيجري بعده.»

تَحْمِل أعماله الحرة بصمات ذلك الميل إلى الارتجال، سواء في إعلانٍ متعدد الأجزاء مؤثر لعلامة نايك، أو لوحة لتوضيحٍ في مجلة Wired، أو في أحد مشروعاته المتحركة؛ كلها تكشف فناناً يروض الفوضى ويزدهر داخلها. لكن سلسلة «جيبريش» تُمثّل أنصع تجلّيات قدراته في ابتكار قصص دينامية تمتد عبر الصفحة وتمنح زوايا دخول وتفسيرات متعددة. تصطف آلات غامضة على امتداد مناظر طبيعية، مليئة بالتفاصييل من الأشكال المألوفة والتجريدات، بينما تنبثق بالقرب شخصيات صغيرة وأخرى هائلة في آنٍ معاً. وبطريقة ما، ينجح تور في خلق إحساسٍ بالتماسك—إن لم يكن عبر لوحات ألوان أو خطوط متقاطعة، فبفضل افتراض المتلقي أن كل شيء جزء من لغز واحد، حتى لو لم يكن كذلك. أُطلق على هذه المجموعة اسم «جيبريش» رسمياً في السنوات الأخيرة، لكنه يعتبرها بمثابة تنقيح لما كان يفعله منذ سنوات: ببساطة خربشات ذهنية بلا هدف.

يقرأ  صور مدهشة للحياة البرية بالأبيض والأسودمن الفائزين بجائزة إكسبوجر ون ٢٠٢٥الوجهة الموثوقة للتصميم — محتوى يومي منذ ٢٠٠٧