استخدم فريق برايس مقياسَ الأمل لدى البالغين الذي وضعه سنايدر لقياس نوعين من التفكير: تفكير «المسار» الذي يساعد الأفراد على الانتقال من نقطة إلى أخرى، وتفكير «الفاعلية/الوكالة» الذي يعكس إيمان الشخص بقدرته على بلوغ أهدافه. وجد الفريق أن ارتفاع مستويات الأمل ارتبط بتحسن في التحصبل الأكاديمي، وتراجع في الضغوط والقلق؛ وفي صفوف طلبة الجامعات، رُبط الأمل الأعلى بمعدلات احتفاظ أعلى بين السنة الأولى والثانية.
ثم طبّق فريق برايس أسلوب WOOP — أي: الأمنية (Wish)، والنتيجة المرغوبة (Outcome)، والعقبة المتوقعة (Obstacle)، والخطة (Plan) — وهو إطار عملي لبناء الأمل داخل الصف. وضعته العالمة النفسية غابرييلا أوتينغن، ويتيح هذا الأسلوب للمعلّمين توجيه الطلاب خلال عملية تحديد أهداف فعّالة ومحددة. مرحلتا الأمنية والنتيجة بديهيّتان: يمكن للطلاب أن يحددوا هدفهم والنتيجة التي يتطلعون إليها كهيكل أساسي للمشروع أو الدرس أو العام الدراسي.
ترى برايس أن مرحلتي تحديد العقبات ووضع الخُطط هما الأهم. فالتعرُّف المسبق على العقبات أثناء وضع الأهداف يدفع الطلاب للتفكير مستقبلاً وبناء دعائم إضافية تساعدهم على الوصول إلى ما يرغبون فيه. كما أن ممارسة التخطيط تعزز ثقة الطلاب بأنفسهم — ما يزيد من تفاؤلهم ويقوّي قدرتهم على التكيّف والتبديل في مواجهة الحواجز.
تمديد الأمل إلى المراحل اللاحقة
الأمل ليس مجرد ممارسة علمية؛ فهو أيضاً يظهَر بشكل عضوي لدى الأطفال الصغار، كما تشرِح برايس. الطفل ذو الأربع سنوات الذي يحاول وينهار ثم يقوم ليحاول مرة أخرى مثال واضح: رغم السقوط يظلّ مقتنعاً بقدرته على الوصول إلى القمة وقد يجرب طريقاً مختلفاً. ومع التقدّم في العمر، يبدأ الأطفال في الشك بأنفسهم وبقدرتهم على تحقيق أهدافهم، وقد ربطت برايس ذلك بازدياد السخرية أو التشكك في أوائل سنّ المراهقة أو بتضاءل شبكات الدعم.
وقد وجد برايس وزملاؤها تراجعاً ملحوظاً في مستويات الأمل لدى المراهقيين في الصف الثامن، وكان هذا النمط ثابتاً عبر دولٍ مختلفة. ولا توجد إجابة قاطعة لسبب هذا الانحدار في فئةٍ عمرية محددة، لكن برايس افترضت أن الانخفاض قد يكون نتيجة لتراكب عوامل: البلوغ، والتغيرات النمائية، وفترة الانتقال الصعبة بين الصف السابع والتاسع.
في نهاية المطاف، يمكن لوجود رفيقٍ من الأقران أو بالغٍ أكبر سنّاً يعمل كلوح صدى أن يخفف من السخرية ويُبقي النظر نحو المستقبل متقدماً، كما تقول برايس. هذا اللوح ليس بالضرورة للاسترسال في الشكوى أو التحنُّن، بل ليقول: «نعم، لنستمر؛ ما هي الخطوة التالية؟»