كشف فريق من علماء الآثار والباحثين في التراث الثقافي بشمال الصين عن شبكة تضم 573 حصناً حجرية، أقدمها يعود تاريخها إلى نحو 2800 قبل الميلاد. جاء الاكتشاف في جبال قرب يولين بمقاطعة شانشي بعد ست سنوات من العمل الميداني والتحليل.
أشار ما مينجتشي، رئيس فريق البحث، إلى أن المواقع المحصنة كانت على الأرجح نقاط تركّز للدفاع والتنظيم الاجتماعي، تحمي القرى الصغيرة المحيطة وتنسق العلاقات بينها. بدأ الباحثون عملهم بتوظيف تقنيات المسح الجوي لتعقّب مجاري الأنهار القديمة في المنطقة، مفترضين — وصح افتراضهم — أن آثار الحصون والمستوطنات القديمة ستنبثق عادةً قرب مصادر المياه.
مقالات ذات صلة
وبما أن هذه المنشآت بُنيت على امتداد آلاف السنين، فإنها تعكس تطور أساليب إنشاء المجتمعات المحصنة في الصين القديمة. تعود أقدم هذه المواقع إلى حقبة يانغشاو، وهي الفترة التي شهدت تشكّل القرى الزراعية الأولى في ما يُعرف اليوم بالصين.
بحلول عهدي شانغ وتشاو (نحو 1600–220 ق.م)، التي تنتمي إليها المنشآت الأحدث، بدت المجتمعات المحصنة أكثر تنظيماً وتدرجاً، مع تمايز واضح في الأدوار بين القادة والعمال والحرفيين. كما اتسمت حصون تلك الحقبة بتعقيد هندسي أكبر. كل جدار وخندق وممر يوحيان بأن سكان تلك المجتمعات كانوا يتعلّمون طرق العيش المشترك، وكيفية الدفاع عن أنفسهم، وربما كيفية ممارسة سلطة تنظيمية محلية، كما أورد تقرير علمي حديث.
تقع مستوطنة يولين ضمن فترة زمنية تقارب تلك التي تعود إليها مدينة الحصون التي اكتُشفت تحت واحةٍ سعودية قبل عام؛ وكلا الاكتشافين يبرزان أن البشرية كانت تبني مجتمعات منظمة ومحَصنة في زمن أبكر مما كان معتاداً الاعتقاد به.