بعد أسبوع من الدبلوماسية المكثفة الهادفة إلى إيقاف الحرب في اوكرانيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه على ترتيب قمة تجمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بووتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
بعد اجتماعات منفصلة مع الزعيمين، استبعد ترامب إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا، لكنه وعد بضمانات أمنية لكييف وأشار إلى أن واشنطن قد تقدّم دعمًا جويًا لتعزيز أي اتفاق محتمل.
من جهتها، قالت أوكرانيا للصحفيين في البيت الأبيض إنها ستحصل على أسلحة أمريكية الصنع اشترتها دول أوروبية بقيمة تقدر بحوالي 90 مليار دولار كجزء من الجهود لتعزيز دفاعاتها.
أي الدول تساعد أوكرانيا؟
– ساهمت ما لا يقل عن 41 دولة في جهود أوكرانيا الحربية ماليًا عبر مساعدات عسكرية أو إنسانية أو مالية، وفقًا لمعهد كايل للاقتصاد العالمي (معهد ألماني).
– تشمل المساعدة العسكرية الأسلحة والمعدات والدعم المالي للقوات الأوكرانية. أما المساعدة الإنسانية فتمتد لتشمل الإمدادات الطبية والغذائية وباقي الضروريات للمدنيين، في حين تأتي المساعدة المالية على شكل منح وقروض وضمانات.
– جاءت معظم المساهمات من دول حلف الناتو، حيث قدّم 29 من أصل 32 عضوًا مساعدات مالية، وفق معهد كايل.
– بالإضافة إلى ذلك، أرسلت 12 دولة وإقليمًا غير عضوين في الناتو مساعدات مالية، من بينها أستراليا والنمسا وقبرص وجمهورية أيرلندا واليابان ومالطا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وسويسرا والصين وتايوان والهند.
– كما قدّمت مؤسسات الاتحاد الأوروبي، عبر المفوضية والمجلس، مساعدات كبيرة لأوكرانيا.
كم المساعدات التي تلقتها أوكرانيا حتى الآن؟
حتى الآن، تلقت أوكرانيا أكثر من 309 مليار يورو (حوالي 360 مليار دولار) من مساعدات عسكرية ومالية وإنسانية، وفقًا لمعهد كايل، موزعة كالتالي:
– المساعدات العسكرية: 149.26 مليار يورو (174 مليار دولار — بسعر صرف اليوم €1 = $1.17)
– المساعدات المالية: 139.34 مليار يورو (163 مليار دولار)
– المساعدات الإنسانية: 21.04 مليار يورو (24 مليار دولار)
من هم أكبر المانحين؟
– الولايات المتحدة هي المانح الأكبر، بتقديم 114.64 مليار يورو (134 مليار دولار) بين 24 يناير 2022 و30 يونيو 2025، منها:
– مساعدات عسكرية: 64.6 مليار يورو (75 مليار دولار)
– مساعدات مالية: 46.6 مليار يورو (54 مليار دولار)
– مساعدات إنسانية: 3.4 مليار يورو (4 مليارات دولار)
– تليها مؤسسات الاتحاد الأوروبي (المفوضية والمجلس) بمجموع 63.19 مليار يورو (74 مليار دولار)، ثم ألمانيا بـ21.29 مليار يورو (25 مليار دولار)، والمملكة المتحدة بـ18.6 مليار يورو (21 مليار دولار)، واليابان بـ13.57 مليار يورو (15 مليار دولار).
الوعود مقابل المبالغ المخصصة
– بحسب معهد كايل، خصّصت الدول الأوروبية مجتمعة 167.4 مليار يورو (195 مليار دولار) للحرب في أوكرانيا، مقابل 114.6 مليار يورو (134 مليار دولار) خصّصتها الولايات المتحدة.
– تشير المساعدات المخصصة إلى الأموال أو الموارد التي تم بالفعل تخصيصها أو تسليمها أو الالتزام بها رسميًا لصالح أوكرانيا. أما المساعدات الموعودة فهي مبالغ أو معدات وُعِدت بها الدول لكنها لم تُسلّم بعد أو لم تُخصّص رسميًا.
– إجمالي الالتزامات بلغ 257.4 مليار يورو (300 مليار دولار) لأوروبا و119 مليار يورو (139 مليار دولار) للولايات المتحدة.
انخفاض مساعدة الولايات المتحدة لأوكرانيا تحت إدارة ترامب
قبل تولي ترامب منصبه بأيام، قدمت إدارة بايدن دفعة أخيرة من الدعم العسكري لأوكرانيا عبر حزمة أسلحة بقيمة 500 مليون دولار في 9 يناير. بعد بداية الفترة الثانية من إدارة ترامب، تراجعت المساعدات لأوكرانيا بشكل حاد، حيث علّقت واشنطن كل أشكال الدعم، بما في ذلك الأسلحة، في مارس بعد اجتماع متوتر بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض. وقد ادعى ترامب أن الولايات المتحدة قدمت لأوكرانيا أكثر من 300 مليار دولار كمساعدات حربية، وهو رقم طُعن فيه من قبل أوكرانيا وحلفائها رغم أن الولايات المتحدة تظل أكبر دولة مانحة منفردة.
ما الأسلحة التي تسلّمتها أوكرانيا؟
تلقت أوكرانيا منظومات سلاح متنوعة من حلفائها، تشمل مركبات مصفحة ومدفعية وطائرات ومنظومات دفاع جوي وطائرات من دون طيار وصواريخ ومجموعة واسعة من معدات الدعم.
– وفقًا لمعهد كايل، زوّدت بولندا جارتها بأكبر عدد من الدبابات (354 دبابة)، فيما تتصدر الولايات المتحدة قائمة الموردين في مركبات القتال المشاة (305)، والهاوتزر (201)، ومنظومات الدفاع الجوي (18)، وقاذفات الصواريخ HIMARS (41).
– تتيح منظومات HIMARS توجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى قادرة على إصابة أهداف ضيقة المساحة من مسافات تقارب 80 كم، ما منح أوكرانيا قدرة مهمة على الضربات الدقيقة بعيدة المدى أبطأت التقدم الروسي في مراحل مبكرة من الحرب.
الإنفاق الدفاعي في الناتو
– قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة قد تساعد في تنسيق ضمان أمني لأوكرانيا، لكن وزارة الخارجية الروسية استبعدت نشر قوات من دول الناتو للمساعدة في تأمين اتفاق سلام.
– في يونيو، وقع قادة الناتو اتفاقًا لزيادة الإنفاق الدفاعي على مدى العشر سنوات المقبلة، بالتصاعد من الهدف الحالي البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 5%، ما يمثل قفزة بمئات المليارات من الدولارات سنويًا.
– حاليًا، استوفت 23 من بين 32 دولة عضو هذا الهدف، حيث أنفق الحلف ككل 2.61% من إجمالي ناتجه المحلي المشترك على الدفاع العام الماضي.
– دول حلف الناتو المجاورة لروسيا، مثل إستونيا وليتوانيا، ضاعفت أو زادت بشكل كبير إنفاقها الدفاعي مقارنة بما كان أقل من 1% من الناتج المحلي الإجمالي قبل عشر سنوات.