سباق انتخابي خاص محتدم وغير متوقع في المقاطعة السابعة بتيينسي
توجّه الناخبون في الولاية الجنوبية يوم الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يخلف النائب الجمهوري مارك غرين، الذي استقال في تموز/يوليو ليتّجه إلى العمل في القطاع الخاص. شغور المقعد في مجلس النواب فتح الباب أمام سباق خارج جدول الانتخابات العادي اتّسم بالمنافسة الشرسة، وهو ما يراه منتقدون مؤشراً على تزايد الاستياء من الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
المنافسة تواجه مرشحاً مدعوماً من ترامب، مات فان إبس، الذي شغل منصب مفوّض في الولاية سابقاً، مقابل النائبة الديمقراطية في الولاية آفتن بيهن. دعا ترامب أنصاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي — مخاطباً من وصفهم بـ«وطنيي أميركا أولاً» — للنزول والتصويت لمات فان إبس، مؤكداً أنه يمنحه تأييده الكامل. بالمقابل، تدخّل فاعلون على الساحة الوطنية من الاتجاهين؛ من يسار الوسط مثل ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز، ومن تيارات أُخرى مثل نائب الرئيس السابق آل جور، لتأييد بيهن وحشد الدعم لها.
أوكاسيو-كورتيز اعتبرت أن دخول هذا السباق ضمن دائرة المحتمل يعني أننا في زمن يمكن أن تتحقق فيه مفاجآت سياسية، وقد أشادت بشجاعة بيهن ووصفته بأنها قادرة على تقليص الهوة التي تفصل المرشحين.
تسليط الضوء الوطني على سباق محلي
يتزامن هذا الاقتراع الخاص مع أقل من عام على الانتخابات النصفية الحاسمة في نوفمبر 2026، حيث تُعرض كامل المقاعد الـ435 في مجلس النواب. الغالبية الجمهورية الحالية في المجلس وفي مجلس الشيوخ رقيقة، ما يجعل كل مقعدٍ ذا قيمة استراتيجية لكلا الحزبين. في هذا السياق، شهدت الساحة إجراءات إعادة ترسيم في ولايات عدة: تكساس مررت قانوناً لإعادة رسم الدوائر يهدف لإضافة نحو خمس مقاعد لصالح الجمهوريين، وردّت عليها ولايات أخرى — كمثل كاليفورنيا — بمبادرات انتخابية لإعادة رسم خرائطها لصالح الديمقراطيين وإبطال أثر محاولات تكساس.
في تنسّي نفسه لم تكن الدائرة السابعة جزءاً من حملات إعادة الترسيم الحزبية هذا العام، لكن الهيئة التشريعية الجمهورية أعادت رسم الخرائط في 2022 بحيث قسّمت مدينة ناشفيل — التي تميل ديموقراطياً — إلى ثلاث دوائر منفصلة، ما قلّص من تأثير ناخبي الحزب الديمقراطي. الدائرة السابعة باتت الآن تضم جزءاً من ناشفيل، وقد كانت تُعتبر سابقاً معقلاً آمنًا لليمين؛ لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر سباقاً ضيقاً بين المرشحين.
استطلاع لمؤسسة إيمرسون وضع بيهن عند 46 في المئة مقابل 48 لفان إبس، بينما لم يحسم 5 في المئة من المستطلعين خيارهم. وإذا نجحت بيهن فستُقلّص بذلك الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي.
تدفّقت موارد مالية من مجموعات وطنية إلى السباق نظراً لقرب الأرقام في الاستطلاعات. لجنة دعم خارجة عن الأحزاب تُسمى MAGA Inc — تيمّناً بحركة «اجعل امريكا عظيمة مجدداً» — ضخّت مليون دولار في الحملة، وهي أول مساهمة لها منذ موسم الانتخابات الرئاسية 2024، فيما أنفقت لجنة House Majority PAC الموالية لليسار مليون دولار لدعم بيهن.
اليوم السياسي ما بعد خسائر العام السابق
الجمهوريون يسعون لاستعادة توازنهم بعد سلسلة خسائر مؤلمة في انتخابات خارج العام الأخير؛ ففي نيوجيرسي فازت الديموقراطية ميكي شيريل بنتيجة كبيرة على مرشح مدعوم من ترامب لينال منصب الحاكم، وفي فرجينيا فازت الديموقراطية أبيجيل سبانبرغر بسباق الحاكم أيضاً. يرى محلّلون سياسيون أن ضيّق الفارق في تنسّي قد يكون مؤشراً على تزايد صعوبة الساحة السياسية أمام الجمهوريين قبل منتصف العام 2026.
فاز ترامب بالدائرة السابعة في تنسّي بفارق 22 نقطة عام 2024، إلا أن استطلاعاً حديثاً لغالوب أشار إلى تراجع شعبيته إلى أدنى مستويات ولايته الثانية، حيث أعرب 36 في المئة فقط عن موافقتهم على أدائه في حين بلغت نسبة الرافضين 60 في المئة — مستوى تاريخي.
مع اقتراب يوم الاقتراع الخاص حثّ قادة الحزب الجمهوري أنصارهم على الحشد للخروج إلى الاقتراع. وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون للصحافيين إن «الانتخابات الخاصة مخلوقات غريبة، وكل شيء ممكن. وفي دوائر حمراء عميقة قد يفترض البعض فوز المرشح المحافظ تلقائياً، لكن لا يمكن افتراض ذلك؛ فكل شيء قد يحدث. لذلك نشجع الجميع على الخروج والاقتراع».
النتيجة في هذه الدائرة الصغيرة قد تبدو محلية، لكنها تحمل دلائل على تحولات وطنية قد تؤثر في موازين القوى قبل الانتخابات النصفية المرتقبة.