إدارة دونالد ترامب تهدد بحجب المساعدات الغذائية عن ٢١ ولاية

وزيرة الزراعة الأمريكية تهدّد بسحب التمويل الفيدرالي عن ولايات ديمقراطية رافضة لتسليم بيانات المستفيدين من المساعدات الغذائية

في اجتماع مجلس الوزراء الأخير لهذا العام، أفادت بروك رولينز بأنها هددت بسحب الأموال الاتحادية عن الولايات التي ترفض الامتثال لأمر يطالب بتسليم بيانات مستفيدي برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP). القضية مسجلة كسِجال قانوني بين إدارة الرئيس دونالد ترامب من جهة و21 ولاية إضافة إلى مقاطعة كولومبيا من جهة أخرى.

ما يطلبه مكتب وزارة الزراعة هو معلومات تعريفية عن المستفيدين من برنامج SNAP — المعروف أحياناً باسم قسائم الطعام — مثل أرقام الضمان الاجتماعي وتواريخ الميلاد والعناوين المنزلية. البرنامج يساعد الأسر منخفضة الدخل على شراء المواد الغذائية، وقد اعتمد عليه نحو 41.7 مليون شخص في السنة المالية 2024، أي ما يقارب 12 في المئة من سكان الولايات المتحدة.

المسؤولون في وزارة الزراعة يقولون إن هذه البيانات ضرورية لكشف حالات الاحتيال وحماية دافع الضرائب الأمريكي، بينما يخشى منتقدون أن يرقى نقل هذا الكم من المعلومات إلى انتهاك للخصوصية. وقالت رولينز بالمجلس إن الطلب جاء «لكشف هذا الاحتيال والتأكد من أن من يستحقون فعلاً يحصلون على المساعدة»، ووصفت معارضة بعض الولايات بأنها مسألة سياسية حزبية: «تسع وعشرون ولاية قالت نعم — ولا عجب أنها الولايات الحمراء؛ ومن هناك جاءت كل بيانات الاحتيال. أما 21 ولاية منها كاليفورنيا ونيويورك ومينيسوتا — الولايات الزرقاء — فتستمر في الرفض».

وأضافت رولينز أن الولايات الديموقراطية هذه قد تتعرض لوقف دعم اتحادي لمستفيدي SNAP، موضحة: «ابتداءً من الأسبوع المقبل، بدأنا وسنبدأ في إيقاف تحويل الأموال الفيدرالية إلى تلك الولايات حتى تمتثل».

سؤال قانوني مستمر

يبقى غير واضح ما إذا كان بالإمكان تنفيذ هذا التهديد عملياً. في سبتمبر أصدر محكمة مقاطعة في شمال كاليفورنيا أمراً مؤقتاً بمنع الحكومة الفيدرالية من تنفيذ طلب البيانات، وفي جلسة أخرى في أكتوبر منحت محكمة أخرى إنفاذاً مؤقتاً مماثلاً.

يقرأ  ترامب: مقتل ١١ في غارة على زورق يشتبه في نقله مخدرات قادماً من فنزويلا

قال المدعي العام لكاليفورنيا روب بونتا، وهو ديمقراطي، بعد حكم أكتوبر: «لنكن واضحين: الرئيس يحاول اختطاف برنامج تغذية لتغذية مشروعه للمراقبة الجماعية.» وأضاف: «لن نسمح بحدوث ذلك — لا تحت مراقبتنا ولا في مجتمعاتنا.»

أثارت تهديدات وقف تمويل SNAP ردود فعل غاضبة من قادة ديمقراطيين بارزين. تساءلت حاكمة نيويورك كاثي هوكل على وسائل التواصل الاجتماعي: «سؤال حقيقي: لماذا تصر إدارة ترامب على أن يبقى الناس جائعين؟» ووصفت لجنة الديمقراطيين في لجنة الزراعة بمجلس النواب خطة الإدارة بأنها تهديد غير قانوني لسحب الأموال الفيدرالية، مشيرة إلى أن نسبة الاحتيال في SNAP من أدنى نسب الاحتيال بين برامج الحكومة، وأن الإدارة «تسخّف الجوع كسلاح».

وردت رولينس عبر وسائل التواصل الاجتماعي متهمة الولايات بأنها تحاول حماية «مخططات رشاوى» — اتهام لم تدعم الحكومة بأدلة — وكتبت بصراحة أن «لا بيانات، لا مال» وأن الولاية التي لا تشارك بيانات الاستخدام الإجرامي لمزايا SNAP لن تتلقى دولاراً واحداً من تمويل الإدارة الفيدرالية الإداري للبرنامج.

هل ثغرة أم رَكن ضغط؟

نشر مكتب المساءلة الحكومية تقريراً العام الماضي أظهر أن 11.7 بالمئة من مزايا SNAP الموزعة في السنة المالية 2023 اعتُبرت «غير صحيحة»، ما يعادل حوالى 10.5 مليار دولار من المدفوعات الخاطئة. ومع ذلك، أوضح التقرير أن بعض هذه المدفوعات «غير الصحيحة» كانت مبالغ زائدة أو ناقصة لمستفيدين شرعيين.

وليس تهديد هذا الأسبوع هو الأول من نوعه؛ ففي إغلاق الحكومة هذا العام الذي دام 43 يوماً، أعلنت وزارة الزراعة أنها لن تدفع مزايا SNAP لشهر نوفمبر، ما دفع اتهامات بأن الإدارة تستخدم المساعدات الغذائية للضغط على المشرعين الديمقراطيين لتمرير ميزانية يوافق عليها الجمهوريون، ورفعت عشرات الولايات دعاوى قضائية. أيدت محكمتان فدراليتان الولايات وأمرت الحكومة باستئناف التمويل، ثم استأنفت الإدارة إلى المحكمة العليا التي أصدرت تعليقاً على أحكام المحاكم الأدنى، قبل أن تنتهي الأزمة فعلياً مع عودة عمل الحكومة في 12 نوفمبر.

يقرأ  إسبانيا تشتعل — اندلاع ما لا يقل عن 16 حريق غابات واسع النطاق

الخلاصة، تظل قضية تبادل البيانات ووقف التمويل الفيدرالي مسألة قانونية وسياسية حساسة قد تستمر في محاكم الولايات والمحاكم الفيدرالية، بينما يترقب ملايين المستفيدين من SNAP انعكاسات أي قرار على قدرتهم على تأمين الغذاء الضروري.

أضف تعليق