أعلنت نيابة عامة ألمانية أن سِرهي ك. كان جزءًا من مجموعة زرعت أجهزة على خطوط أنابيب الغاز قرب جزيرة بورن هولم الدنماركية.
أوقفت الشرطة الإيطالية رجلًا أوكرانيًا يشتبه بأنه نسّق الهجمات على أنابيب نورد ستريم، وفق ما صرح به المدّعي العام الألماني.
وقالت النيابة إن المشتبه به، الذي عُرِف فقط باسم سِرهي ك بموجب قوانين الخصوصية الألمانية، سيُعرض على قاضٍ ألماني بعد تسليمه.
تعدّ تلك التفجيرات، التي ينظر إليها كل من روسيا والغرب على أنها عمل تخريبي، حادثةً لم يتبنَّها أحد. وقَصَفت الانفجارات خطوط أنابيب كانت تنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا في سبتمبر 2022، ما مثّل تصعيدًا خطيرًا في صراع أوكرانيا وأثار أزمة كبيرة في إمدادات الطاقة بالقارة.
وذكرت النيابة أن سِرهي ك كان ضمن مجموعة أشخاص زرعوا الأجهزة قرب جزيرة بورن هولم. انطلق هو وشركاؤه من مدينة روستوك على الساحل الشمالي الشرقي للمانيا على متن يخت شراعي لتنفيذ الهجوم، وأضافت أن المركب استُأجر من شركة ألمانية بمساعدة وسطاء وباستخدام وثائق هوية مزورة.
تصرفّت السلطات بموجب مذكرة توقيف أوروبية بحق المشتبه به، الذي تُوجَّه إليه تهم التعاون لارتكاب انفجار، وأعمال تخريب معادية للدستور، وتدمير مبانٍ.
وبحسب محققين ألمان، اضطلع المشتبه به الأوكراني بدور تنسيقي في العملية بدلاً من أن يكون واحدًا من الغواصين الذين وضعوا المتفجرات على الأنابيب.
وأفادت النيابة بأن الشرطة اعتقلته ليلًا في مقاطعة ريمينى على الساحل الأدرياتيكي الإيطالي.
خلاصة تحقيق ألماني في 2023 ربطت الهجوم بجماعة مؤيدة لأوكرانيا؛ وأفادت التقارير أن الفريق الذي نفّذ الهجوم ضم غواصين اثنين ومساعدين اثنين وقبطانًا ومسعفًا.
ورغم تحفظ المحققين على الإفصاح، قالوا قبل عامين إنهم عثروا على آثار لمتفجرات بحرية في عينات مأخوذة من يخت فُتح أثناء التحقيق.
وصفت وزيرة العدل الألمانية ستيفاني هوبيغ توقيف المشتبه به بأنه «نجاح مهيب» لمدعّي الدولة، ودعت في بيان إلى تسوية الملف كاملةً بما في ذلك الملاحقات الجنائية.
أجرت كل من السويد والدنمارك تحقيقات مستقلة في الانفجارات أيضًا.
أحدثت التفجيرات تمزُّقًا في خط نورد ستريم 1، الذي كان المسار الأساسي لإمداد الغاز الروسي إلى ألمانيا حتى قطعت موسكو الإمدادات نهاية أغسطس 2022، كما ألحقت أضرارًا بخط نورد ستريم 2 الذي لم يدخل الخدمة بعد لأن ألمانيا علّقت عملية اعتماده قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير من ذلك العام.
اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالتورط في تفجيرات 2022، وهو اتهام تنفيه واشنطن. وكانت الأنابيب مستهدفة لانتقادات أمريكية ومن حلفاء اعتبروا أنها تزيد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي وتشكّل خطرًا على أمنها الطاقي.
بعيدًا عن الأبعاد الجيوسياسية، شكّلت تسريبات أنابيب نورد ستريم كارثة بيئية ضخمة؛ تأثرت الحياة البرية المحلية وانبعثت كميات هائلة من الميثان في بحر البلتيق، فيما يعتقد المراقبون أنه قد يكون أكبر إطلاق للميثان ناتج عن نشاط بشري.