النتيجة والملخص
فاز الجمهوري مات فان إبّس في الانتخابات التكميلية لمقعد مجلس النواب الأمريكي عن ولاية تينسي، مدعوماً من رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب، بعدما تغلّب على النائبة الديمقراطية في المجلس التشريعي أفتِن بيهن. سيشغل فان إبّس المقعد الذي تركه النائب السابق مارك غرين بعد استقالته في يوليو الماضي. كانت الهزيمة الديمقراطية لتعقّد أكثر من تقدم الجمهوريين، الذين يملكون حالياً أغلبية ضئيلة في المجلس (219 مقابل 213).
الأرقام النهائية والسياق الانتخابي
أعلنت وكالة رويترز والأسوشيتد برس السباق لصالح فان إبّس بعد حملة تعبئة مكثفة من قِبَل قادة الحزب الجمهوري. مع احتساب نحو 96% من الأصوات، حصل فان إبّس على 53.9% مقابل 45% لصالح بيهن، بفارق يقارب 8.9 نقطة مئوية. قال فان إبّس في خطاب النصر إن السباق “أكبر من حملة واحدة”، ومثّل “لحظة حاسمة لتينسي ولاتجاه البلاد”.
عوامل الحسم في السباق
رأى محلّلون أن عامل الأهمية القوميّة وتدخّل مجموعات جمهورية وطنية كانا محوريين في حسم المعركة. أنفقت اللجنة السياسية الداعمة لترامب أكثر من مليون دولار، وحطّ رئيس مجلس النواب مايك جونسون في الولاية لحشد الدعم، كما أدلى ترامب بتصريحات دعم عن بعد عبر هاتف وحفل بنشر النصر على منصته الخاصة، واصفاً الليلة بأنها “نجاح آخر للحزب الجمهوري”.
على المستوى المحلي، تُعدّ الدائرة الكونغرسية السابعة في تينسي منطقة محافظة تقليدياً؛ فقد فاز ترامب فيها بفارق 15 نقطة في 2020، وزاد الفارق إلى 22 نقطة في 2024. ومع ذلك، فإن الانتخابات التكميلية قد تشهد مفاجآت، وكانت استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر بيهن متأخرة ببضعة نقاط فقط.
الدور الذي لعبته خرائط التقسيم
أثّر تمرير إعادة رسم الدوائر في 2022 على تركيبة الدائرة؛ إذ شُطّرت مدينة ناشفيل، التي كانت تميل ديموقراطياً، إلى أقسام متعددة رُبطت كل منها بمقاطعات خارجية محافظة، ما قلّص تأثير كتلة الناخبين الديمقراطيين في المدينة. هذه الخطوات جعلت من الدائرة مقعداً آمناً للجمهوريين في معظم الظرف، لكن هذه المرّة تطلّب الحفاظ عليه تحرّكات مركزية ودعماً مادّياً.
ماذا قال الفائز وما هي أولوياته؟
ربط فان إبّس نفسه علناً بترامب في خطاب النصر، قائلاً إن “الركوب مع ترامب هو طريق النصر”. وعد بأن معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة ستكون من أولويات عمله، وهو خطاب يتماهى مع قلق الناخبين الذي ظهر كمحور في سباقات انتخابية أخرى هذا العام.
خلفيّته السياسية والمهنية
وفق موقع حملته، فان إبّس خريج أكاديمية ويست بوينت، طيار هليكوبتر مُكرّم، ورتبته العقيد المساعد في الحرس الوطني البري لتينسي. شغل مناصب في إدارة الولاية، ومنها مفوّض لوزارة الخدمات العامة ونائب المدير التنفيذي في مكتب الحاكم. يقدّم نفسه كإصلاحي مالي محافظ داعم لخطة “One Big Beautiful Bill”، ومؤيد لخفض الضرائب وإصلاحات في برنامج Medicaid.
ردود فعل الحزبين
رأت القيادات الديمقراطية أن فوز فان إبّس جاء على حساب زخْمٍ انتخابي كان قد حصل في سباقات مهمة مؤخراً في نيوجيرسي وفيرجينيا ونيويورك، وكانت تأمل أن يؤدي حصد مقعد في تينسي إلى تعزيز معنويات الحزب قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل. من جهتها، احتفت قاعدة الجمهوريين والداعمين الوطنيين بالنتيجة واعتبروها دليلاً على قدرة الحزب على الاحتفاظ بمقاعده حتى في ظروف تنافسية.
خلاصة
تبقى الانتخابات التكميلية مؤشراً على حساسية التوازن البرلماني في واشنطن، وفرصة لرصد تأثير الدعم الوطني والموارد المالية والتحوّلات الجغرافية للدوائر على نتائج السباقات. فوز فان إبّس أعاد تأكيد هيمنة الجمهوريين في الدائرة، لكنه أيضاً بيّن أن المنافسة قد تشتدّ إذا ما توافرت الموارد والتنظيم لدى الطرف المنافس.
(تنبيه: في النص كلمة “تينسي” مستخدمة أحياناً بصيغة محلية مختصرة) أقرّ القانون في يوليو تمديد تخفيضات ضريبية، وقطع العديد من برامج الرعاية الاجتماعية، وزيادة ملحوظة في تمويل قضايا الهجرة كجزء من جدول أعمال ترامب.
كما أنه يؤيّد «حدودًا آمنة».
«مات سيعمل مع الرئيس ترامب للحفاظ على أمن حدودنا عن طريق إكمال الجدار، وتمكين دوريات الحدود، ووأْقاف أجندة اليسار المتساهلة ذات الحدود المفتوحة. معًا سيعيدون سيادة القانون، ويحميون الأسر الأمريكية، ويضعون أمن أمتنا في المقام الأوّل،» هكذا ورد في صفحته.
في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية والحرب في غزة التي وصفتها جهات بأنها إبادة جماعية، أعرب عن دعمه لإسرائيل، قائلاً إنه سيضمن لإسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها.
رحّب حساب الجمهوريين في مجلس النواب على تويتر بالمشرّع المنتخب مات فان إبس! 🇺🇸 (٣ ديسمبر ٢٠٢٥)
رغم فوزه، يرى المحلّلون أن هذه النتيجة تمثّل «تنبيهًا كبيرًا للحزب الجمهوري».
«هذا سيمنح الديمقراطيين بعض الحيوية… وسيُقرأ على أنّه استفتاء على دونالد ترامب،» قالت كولهان من الجزيرة.
«نسبة التأييد لترامب منخفضة للغاية — ٣٦ بالمئة فقط من البلاد يوافقون على أدائه،» أضافت.