«عقاب جماعي» — هدم منزل عائلة مشتبه به في الضفة الغربية

نابلس، الضفة الغربية المحتلة

تقول عائلة صنوبار إن جنود الاحتلال منحوهم دقيقتين فقط للإخلاء قبل أن يُهدم البُلوك السكني الذي كانت تقيم فيه العائلة الممتدة بأكملها. هزّ الانفجار مدينة نابلس يوم الثلاثاء بينما تصاعدت سحب هائلة من الغبار والدخان من طوابق المبنى.

بيت العائلة
كان المنزل مملوكاً للعائلة الممتدة لعبد الكريم صنوبار، المشتبه بضلوعه في تفجير ويبلغ من العمر 30 عاماً، والذي يُحتجز حالياً في اسرائيل. أكثر من ثلاثين شخصاً كانوا يقيمون داخل المبنى، واعتبروا جميعاً مُدانين بصورة جماعية عن أفعال منسوبة لصنوبار.

«فعلوا هذا لتخويفنا»
يُعد صنوبار موقوفاً معروفاً لدى السلطات الإسرائيلية بعدما فرّ من أعينها خمسة أشهر عقب اتهامه بالتآمر لتنفيذ تفجيرات حافلات في بات يام قرب تل أبيب في فبراير. لم يصب أحد أو يقتل في الحادثة لأن المتفجرات انفجرت بينما كانت الحافلات متوقفة.

أُلقى القبض على صنوبار في نهاية المطاف بعد مُطاردة استمرت يومين في نابلس، شنت خلالها القوات الإسرائيلية عمليات اقتحام للمستشفيات والمباني السكنية القريبة من منزل العائلة.

بعد الهدم أدان عمّه موَيّد إسرائيل بوصفها «تنفّذ إرهاباً» ضد عائلتهم، معتبراً أن الأشخاص داخل المبنى «لا علاقة لهم بأي جريمة». وقال: «لسنا نحن الإرهابيين؛ هم الإرهابيون. هذا ظلم مطلق».

أمير صنوبار، الأب (61 عاماً)، قال إن تدمير منزله هو أحدث حلقات حملة «العقاب الجماعي» التي تُمارس ضد العائلة بسبب الاتهامات الموجّهة إلى ابنه. وأضاف: «فعلوا هذا لتخويفنا. يريدون التأكد من ألا يفكر أي شاب فلسطيني بحمل رصاصة واحدة». وكان يشير بأصابعه بين أنقاض بيته الذي عاش فيه طيلة حياته، حيث بقي جدار مفتوح يطل على غرب نابلس. «إنها رسالة رادعة موجهة إلى الشعب الفلسطيني بأكمله».

أبلغت الجيش الإسرائيلي العائلة أنّ المنزل الذي جرى هدمه مُصادر أيضاً، وأن العودة إليه أو إعادة بناء هياكله التالفة أصبحت ممنوعة. وصرّح الجيش أن الهدم جرى في إطار ما وصفه «عملية الحجارة الخمس» التي أطلقتها القوات في أواخر نوفمبر بوصفها عملية «مكافحة إرهاب».

يقرأ  اعتقال الحاخام ليو دي بعد ارتدائه التفلين على الحرم الشريف في يوم زفافه

العقاب الجماعي
تدين منظمات حقوق الإنسان على نطاق واسع سياسة هدم المنازل في الضفة الغربية المحتلة باعتبارها عقاباً جماعياً يخالف القانون الدولي.

أُعتِقِل شقيقا صنوبار، أحمد وعمر (31 و33 عاماً على التوالي)، منذ توقيف شقيقهم الأصغر، ويُحتجز الثلاثة بموجب نظام الاعتقال الإداري الإسرائيلي الذي يسمح بسجن المحتجزين إلى أجل غير مسمى دون محاكمة. وذكر أمير أنه تم توقيفه ثلاث مرات منذ اتهام ابنه، كما احتُجزت والدة وصديقة صنوبار لفترات أيضاً.

شنت القوات الإسرائيلية اقتحامات متكررة لشقق العائلة، ودمرت أثاثاً وممتلكات. ويقول الأب إن هذه الإجراءات كانت تهدف لضغط على الابن للقبول بالاستسلام وهو في حالة فرار.

أُبلغت العائلة بإخطار هدم في أبريل وأُعطيت 72 ساعة فقط لتقديم اعتراض رفضته المحاكم الإسرائيلية. كان موعد الهدم المحدد في 18 نوفمبر، وظلت العائلة على أعصابها تنتظر صوت العربات العسكرية منذ ذلك الحين.

وصف أمير حجم الدمار داخل مبنى شقته بأنه «لا يَصَدَّق». تفرّقت العائلة المشردة الآن في أنحاء نابلس والمناطق المحيطة، تلتمس المآوى لدى أقرباء مختلفين. أما عائلات أخرى جرى إخلاؤها لإجراء الهدم فعدت إلى منازلها، لكن كثيراً منها يلزمها إصلاح أضرار خارجية مثل النوافذ المحطمة.

أضف تعليق