التقاء الأسطورة والروحانية وفن السرد في الخزف تشينلو هو وكيارا نو — كولوسال

منذ فجر التاريخ، حفر البشر رموزاً مقدَّسة في الحجر وشكّلوا تماثيل من الطين لتجسيد المعتقدات والرؤى الروحية. إن تحويل الإيمان والعوالم الروحية إلى أشياء ملموسة — مثل النذور والمقامات — وسيلة لإضفاء القوة والتقديس على الآلهة والطبيعة. بالنسبة إلى الفنّانَتَيْن تشينلو هو وكيارا نو، يظلّ السيراميك قناة خصبة لاستكشاف الروحانية وسرد القصص.

تقدّم أعمال هو ونو معاً معرضاً ثنائياً بعنوان «ما الذي تذكّره الأيادي لتسمعه»، والذي يُفتَتَح الشهر القادم في متحف ألدريش للفن المعاصر. تستعرض الفنانتان أشياءً تكتسب طابعاً مقدّساً، مبرِزَةً الطقوس والعادات، وفي الوقت نفسه متأمِّلَتين كيف تتغيّر الثقافات وتندمج عبر الزمن.

تستقي منحوتات هو الملونة من تراثها الصيني، فتدمج الفولكلور والذاكرة والتجارب المركّبة للشتات والهجن الثقافي. تُخلق لدى المشاهد شعور بأن كل قطعة تحكي طبقات من هوية متحولة. أما كيارا نو فتصنع أجراسًا رنانة تتحول إلى تجسيدات لأصنام وشياطين وإلهات، مستلهمةً من الأساطير القديمة الوثنية والمسيحية، ومن تماثيل التيرا كوتا المنسوبة إلى بيوتيا في اليونان القديمة.

أسلوب العمل عند كلتا الفنانتَيْن يميل إلى اللعب والمرحة، ربما بقليل من الطابع الكرتوني، ما يجعل قطعهنّ إيماءات معاصرة لمعتقدات وتقاليد متأصلة. وكلاهما يدمجان الرسم على الأسطح، حيث تضيف لوحات صغيرة طاولاتٍ ومشاهد تفصيليّة تغنّي قشرة العمل وتزيدها حكاية.

على سبيل المثال، تصور قطعة هو «تيان قو شي ري — حقيقة الكسوف وكيفية رصدها بمبدأ تصوير الثقب» كلبًا سماوياً عملاقًا يعضّ الشمس، وعلى ساقه الأمامية صورة امرأة ترفع شيئاً كبيراً على شكل عين — ربما اداة للرصد. العمل يستند إلى أسطورة تيانقو، الكلب السماوي الذي يُقال إنه يبتلع الشمس أو القمر أثناء الكسوف.

تركّز تماثيل نو على كائنات أسطورية طُوِّعَت أو شُوّهت في الأدب الذي بحثت فيه عبر فترات تاريخية ووسائط متعددة، من الفولكلور الوسيط إلى نثَر النهضة وكتب السحر الإليزابيثية. غالباً ما تتخذ قطعها شكل الأجراس، حيث تتدلّى أرجل كل شخصية كقرنين داخليين — اللسان داخل الجرس — فتُنتِج كل تمثال لَهجة صوتية مميزة عند تحريكها.

يقرأ  وكالة سلامة الطرق: انفجار ناقلة وقود في نيجيريا يودي بحياة ٣٥ شخصًا — أخبار الفقر والتنمية

تستعمل الفنانتان مواد متنوعة: الطين والترّاكوتا والخزف الحجري والطلاءات التحتيّة، وصولاً إلى ورق الذهب والحلقات المطلية والخرز المعاد تدويره، لتوليف نصوص بصرية تعيد صياغة الأسطورة والمادة في آنٍ واحد. هذه المواد والرمز تستدعي موضوعات التحوّل والتركة الثقافية عبر سردٍ مُعاد تصوّره، ودعوة للمشاهدين إلى فضاءٍ حيث تعكس الحكايات الحيّة حاضرنا المشترك.

يقام معرض «ما الذي تذكّره الأيادي لتسمعه» في ريدجفيلد، كونيكتيكت، من 26 يناير حتى 25 مايو. الان فرصة لرؤية كيف تتحول الأشياء الصغيرة — الأجراس والنذور والتماثيل الطينية — إلى مرايا لثقافاتٍ متداخلة وقصصٍ مستمرة.

أضف تعليق