لوحة واحدة بعنوان «حلقة المائدة: التروية» تصوّر جمهورًا متنوِّعًا متجمِّعًا حول طاولة — فتاة، رجل مسن، يرقة تشخّصت بصفات بشرية، كلب، وروبوت، جميعهم جالسون. ينضم إليهم سمك موضوع قائمًا داخل كأس، يبدو كضيف أكثر من كونه طعامًا، وعلى إطار اللوحة جرس باب مثبت. تقول هيك: «موقف الطاولة هذا يتكرر كثيرًا في عملي. أحب دائمًا جمع الناس حول طاولة وإقامة حفلات عشاء لأصدقاء نناقش فيها الأشياء».
بدأت هيك دراسة الرسم وهي في التاسعة عشرة من عمرها. تصف تجربتها بأنها كانت تقليدية إلى حد كبير، تنتقل من الطبيعة الصامتة إلى رسم الشكل الحي. بحلول سنتها الثالثة في المدرسة الفنية، أدركت أنها لن تتمكّن من رسم كل ما تتخيله، فتوجّهت لصناعة الأزياء لاستخدامها في العروض، وتعلّمت التصوير الفوتوغرافي أيضًا. تندمج هذه التخصّصات المختلفة في ممارستها وتمنعها من الانعزال في عملها. «الرسم عمل وحيد جدًا»، تقول. لذا، مع مشروع سينمائي مثلاً، تستطيع أن تعمل بجانب أصدقائها بشكل تعاوني. «الأمر مثير»، تقوول — «يوازن الشعور بالوحدة».
غالبًا ما يكون أصدقاء هيك هم عارضوها في لوحاتها، وإن لم يكونوا فهم على الأقل أشخاص تعرفهم. تصر بوضوح: «اللوحة قد تستغرق حتى شهرين، وأريد التأكّد من أنني لن أرسم شخصًا وقحًا».
تختلف عملية اختيار العارضين من مرة إلى أخرى. أحيانًا تنشغل ببعض الأشخاص إلى الحدّ الذي تجعلها ترغب في رسمهم تحديدًا، وأحيانًا أخرى تنشأ لديها فكرة فتفكّر من هو الأنسب للدور. «يشبه الأمر إلى حدّ كبير اختيار طاقم فيلم»، تقول.
السينما تُشكّل جانبًا آخر من عمل هيك. «كل شيء نوعًا ما سيرة ذاتية أو مرتبط جدًا بحياتي»، تقول عن أفلامها. تتبلور لديها أفكار لمشاهد وربما بعض الحوارات في رأسها. «أحب أن يكون العمل مرتكزًا على الارتجال إلى حد كبير. أعوّل على ممثِّيّ في مساعدتي»، وتعمل هيك ومتعاونون معها بسرعة — أحيانًا أسبوعًا أو أقل — لإنتاج الأفلام. «نعيش معًا في منزلي، نطبخ معًا ونصوّر المشاهد. إنه مكثّف جدًا.»
منهجها في صناعة الأفلام عمليّ؛ إذ ترى أنه إذا لم تخطّط لكل شيء فلابد من الحوار، وإنه نفس سير العمل في لوحاتها. كل ما تفعله في يومك — ما تطهوه وأي طائر يزور شرفتك — قد يلعب دورًا في اللوحة أو الفيلم أو أي عمل تعمل عليه. هذا مهم بالنسبة لها: أن نخوض كلّ هذا معًا.
هيك لا تستخدم إنستغرام؛ تقول إن أجهزة الهاتف والحاسوب ليست من اهتمامها. كما أن المعارض التي تتعاون معها تدير حساباتها الاجتماعية بشكل جيد. «لا أشعر بالحاجة لأن أقدّم نفسي لأنهم يفعلون ذلك عني. أنا ممتنّة جدًا لأنهم يقومون بذلك وبشكل مدهش»، تشرح، وتذكر مثال تيم فان لاري الذي يلتقط صورًا معها وينشرها. «عندها يصبح الأمر ممتعًا بالنسبة لي. سيكون غريبًا أن أرتّب شيئًا من أجل إنستغرام. أفضل أن أعمل ثم ينشره شخص آخر. لست مهتمة جدًا بتقديم ذاتي؛ أعتقد أن ذلك سيجهدني.»
تعمل يوميًا، وتضيف أن جدولها صار أكثر انتظامًا منذ أن أصبحت لديها ابنة. كثيرًا ما تستمع إلى كتب صوتية في الاستوديو. تؤثر اللغة على عملها أيضًا، خصوصًا كونها ألمانية تعيش في بلجيكا. «عندما تنتقل إلى بلد آخر، تتجمّد لغتك عند اللحظة التي غادرت فيها بلدك، لذا ربما أتكلّم ألمانية التسعينات»، تفسّر. «لم أواكب تطور اللغة. هذا شيء ثمين، لكنه يتحوّل أيضًا إلى مادة للعب لأن قواعد اللغة لم تعد صارمة. أحب أن أركّب كلمات جديدة وألعب باللغة وأن أقوم ببعض العمل التحقيقي اللغوي.»
جزء مهم من روتينها اليومي قيلولة بعد الغداء. «لدي سرير في الاستوديو»، تقول. «أسميها ذهابي إلى مكتبي.»
هي استراحة ضرورية لإعادة نشاط الإبداع في منتصف النهار. «أؤمن بشدّة أنه عندما تأخذ قيلولة — أو عندما تنام أو تحلم أو شيء من هذا القبيل — تأتيك أفكار أو رؤى جديدة. أأمل دائمًا أن تُحلّ المشكلة عندما أستيقظ وأنظر إلى اللوحة، لكن بالطبع ليس الأمر كذلك»، وتضيف: «أؤمن أيضًا أنه أحيانًا عليك أن تحدّق. أحيانًا عليك أن تشعر بالملل.»
هناك عشوائية في ما تخلق ونوعيته تترك إمكانياتها الفنية المستقبلية مفتوحة. «ليس لدي فكرة إلى أين أتجه. الأمر طبيعي. يتدفّق»، تقول، وتضيف أنها تود الاستمرار في العمل بالأقمشة وربما صبغها بنفسها. «أحب الأشياء بعد أن تعيش قليلاً؛ ربما يجب أن تبقى الأقمشة في حديقتي لبعض الوقت، يتسوّخ بعضها بفضلات الطيور أو ما شابه»، تقول وهي تضحك. «عليها أن تعيش معي قليلًا ثم تصبح أكثر إثارة بالنسبة لي.»
نُشر هذا المقال أول مرة في عدد Hi‑Fructose رقم 54، وقد نفِدَت نسخُه المطبوعة.