قال الكرملين إن رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي كانت «مسألة محورية» نوقشت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الأميركيين خلال المحادثات في موسكو.
أدلى يوري أوشابوف، المقرب من بوتين، بهذا التصريح الأربعاء، بعد يوم من اجتماع استمر قرابة خمس ساعات بين بوتين وممثلي واشنطن ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، الذي لم يؤدِ إلى اختراق في مفاوضات السلام حول أوكرانيا.
«الشركاء الأميركيون أكدوا استعدادهم لأخذ ملاحظاتنا ومقترحاتنا الأساسية بعين الاعتبار»، قال أوشابوف للصحفيين.
فيما ترى كييف أن الانضمام إلى الناتو ضرورة لحماية نفسها من أي عدوان روسي مستقبلي، تصر موسكو على أن لا تُسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى التحالف العسكري مهما كان الثمن.
ومن أبرز نقاط الخلاف الإقليمية، إذ صرّح أوشابوف بعد لقاء ويتكوف بأن «لا تسوية» تم التوصل إليها بشأن المناطق التي احتلتها روسيا وتعتزم الإبقاء عليها.
في اجتماع لاحق في بلجيكا، شن حلفاء أوكرانيا الأوروبيون هجوماً على موسكو متهمين بوتين بعدم وجود نية لوقف الحرب الشاملة التي شنّها على جارتها في فبراير 2022.
«ما نراه هو أن بوتين لم يغيّر مساره. إنه يدفع بقوة أكبر على ساحات القتال»، قالت وزيرة خارجية إستونيا مارغوس تساخكنا، وأضافت: «من الواضح أنه لا يريد أي نوع من السلام».
ومن جانب آخر، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن القول بأن روسيا ضد الخطة الأميركية للسلام «غير صحيح». وأضاف: «لن نضيف شيئاً عمداً. من المفهوم أن كلما أُجريت هذه المفاوضات بهدوء، كانت أكثر إنتاجية».
وبحسب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، فقد أكّد أن ويتكوف، المبعوث الخاص الأميركي، تحدث مع رئيس الوفد الأوكراني بعد لقائه بوتين في موسكو. وقال إن «ممثلي الوفد الأميركي أبلغوا بأن المحادثات في موسكو كانت ذات نتيجة إيجابية،» وأن ممثلين من كييف سيُدعون إلى الولايات المتحدة قريباً. وقد جرت محادثات بين الطرفين في فلوريدا يوم الأحد.
وأفادت البيت الأبيض بأن ويتكوف وكوشنر أطلعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمسؤولين الأوكرانيين بعد «اجتماع مستفيض ومنتج» مع زعيم روسيا.
وفي بروكسل قال قائد الناتو مارك روتّ إن بوتين مخطئ إذا اعتقد أنه قادر على «الصمود أمام» الحلف. «لن نغادر»، وعد روتّ، مشيراً إلى أن ثلثي الدول الأعضاء التزمت بإرسال أربعة مليارات دولار من الأسلحة لأوكرانيا كجزء من مبادرة جديدة.
ومع ذلك، أعلنت المجر أنها لن ترسل أسلحة أو أموالاً إلى أوكرانيا، حسبما قال وزير الخارجية بيتر سيارتو عقب اجتماع وزراء خارجية الناتو. وأضاف أن «هيستيريا الحرب الوحشية قد استولت على الأعضاء الأوروبيين في الناتو. هذا يعميهم ويجعلهم عاجزين عن اتخاذ قرارات عقلانية»، متّهماً الأعضاء الرئيسيين في أوروبا بأنهم يقوّضون جهود ترامب للسلام.
من كييف، قال مراسل الجزيرة يوناه هال إن لقاء بوتين وويتكوف بدا غير قادر على تحقيق تقدم في مسعى واشنطن لوساطة السلام. «الإشارات الواردة تفيد بأن البحث عن اتفاق سلام مقبول للطرفين قد تعثر في الوقت الراهن»، أضاف.
«المهم الآن في أوكرانيا هو ما ستكون عليه الخطوة التالية لترامب. هل سيعود بفيضان جديد من التهديدات لإجبار أوكرانيا على القبول باتفاق سيئ؟ أم أنه، وربما الأمر الأسوأ، سيفقد الاهتمام ويمشي بعيداً؟»
وفي تطور آخر، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على التخلص التدريجي من واردات الغاز الروسي بحلول نهاية 2027. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: «من خلال استنزاف صندوق حرب بوتين، نقف متضامنين مع أوكرانيا».
في الداخل الأوكراني، أقرّ البرلمان ميزانية عام 2026 التي سيتم بموجبها تخصيص أكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي للجيش، فضلاً عن شراء وإنتاج الأسلحة. وعلق الرئيس فولوديمير زيلينسكي قائلاً: «هذه إشارة مهمة لصمود أوكرانيا وتأمين تمويل مستقر لاحتياجات العام المقبل. الأولويات واضحة: ضمان دفاعنا، والبرامج الاجتماعية، والقدرة على إعادة بناء حياتنا بعد هجمات روسيا.»