الجالية الصومالية في مينيسوتا تستعد لموجة تشديد إنفاذ قوانين الهجرة

عج عوض — مدير مجلس مجتمع سيدر-ريفيرسايد: تصريحات ترامب «خطيرة»

قال عج عوض، مدير مجلس مجتمع سيدر-ريفيرسايد الذي يمثل منطقتَين تعرفان بـ«مقدشيشو الصغيرة» لكثافة وجود الجالية الصومالية فيهما، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت «خطيرة» وأثارت مخاوف متزايدة بين الصوماليين الأمريكيين في مينيسوتا.

قادة المجتمع وصفوا الجو بعد التصريحات بأنه «قلق ملموس»، خصوصاً بعدما قال ترامب إنه لا يريد الصوماليين في البلاد وأن الوضع «سيذهب في الاتجاه الخاطئ إذا استمررنا في استقبال القمامة». أضاف عوض: «عندما تصبح مستهدفاً من قبل رئيس الولايات المتحدة، فليس ذلك شعوراً جيداً».

وتصاعد القلق أيضاً إثر تقارير تفيد بأن السلطات بدأت عملية تنفيذية في مينيسوتا تستهدف المهاجرين غير الموثّقين. وأشار المجلس إلى أنه سيناقش مخاطر إقامة فعاليته السنوية المقررة الأسبوع المقبل حضورياً بسبب هذه الحملة.

«الموضوع لا يتعلق بكون شخص ما له لكنة أو لا يتقن الإنجليزية جيداً»، قال عوض، «فهؤلاء قد يكونون مواطنين منذ عقود. وجود لهجة لا يقلل من كونك أمريكياً».

تصريحات ترامب جاءت خلال رده على سؤال عما إذا كان حاكم مينيسوتا الديمقراطي تيم والز ينبغي أن يستقيل على خلفية مزاعم احتيال واسع في برنامج مساعدات اجتماعية بالولاية. ترامب وصف الولاية الشهر الماضي بأنها «محور لعمليات غسيل أموال احتيالية»، وادعى لاحقاً أن «مئات الآلاف من الصوماليين ينتهزون بلدنا».

التحقيقات والاتهامات

وجهت اتهامات لعشرات الأشخاص في مخطط تقول النيابة الفدرالية إنه شمل مؤسسةٍ خيرية فوّرت فواتير مزوَّرة لولاية مينيسوتا عن وجباتٍ للأطفال أثناء جائحة كوفيد-19. ورغم أن المتهمين الصوماليين يمثلون جزءاً ضئيلاً من الجالية الكبيرة في الولاية، فإن ذلك أثار توتراً مجتمعياً واسع النطاق وفقاً لكايير ماغان، المحقِّقة السابقة في مكتب النائب العام في مينيسوتا.

يقرأ  جيفري جيبسون يتحدث عن الحيوانات خلال إزاحة الستار عن تماثيل جديدة في متحف المتروبوليتان

مجلس النواب قال يوم الأربعاء إنه يفتح تحقيقاً في تعامل الحاكم والز مع ملف المساعدات. وفي الوقت نفسه، أعلنت إدارة ترامب أنها تنظر في ادعاءات تفيد بتدفق أموال ضريبية في مينيسوتا إلى جماعات متشددة في الصومال، من بينها «الشباب».

ردود محلية

قال الحاكم والز في ردّه الشهر الماضي: «لا تلوّح بفرشاةٍ واحدة على مجموعةٍ بأكملها — شيطنة الناس ووضعهم في خطر دون دليل». وأضاف: «لكن إذا رغبوا فعلاً بمساعدتنا وملاحقة المجرمين ومعرفة وجهة الأموال، فنحن نرحب بذلك».

جمال عثمان، عضو مجلس مدينة مينيابوليس ومواطن متجنس وصل إلى الولايات المتحدة وهو في الرابعة عشرة من عمره، قال لقناة سي بي إس: «أي شخص يشبهني الآن خائف». وتعليقاً على اتهامات الاحتيال: «جالتي مستاءة. نعم، بعض الناس يرتكبون جرائم، لكن لا يجب لوم مجتمعٍ بأكمله على أفعال أفراد».

قرارات تنفيذية وتداعيات يومية

أنهت إدارة ترامب برنامج «الحماية المؤقتة» (TPS) الذي كان يوفّر وضعاً قانونياً لمقيمين صوماليين في مينيسوتا. وأعلنت السلطات أن عملية إنفاذ القانون ستستهدف الأشخاص الذين صدرت بحقّهم أوامر ترحيل نهائية. وبدأت العملية يوم الأربعاء وفق شريك البي بي سي في الولايات المتحدة، سي بي إس نيوز.

أبلغت كوثر محمد، التي تقيم في جنوب مينيابوليس حيث يقطن أكثر من 80 ألف شخص من أصول صومالية، عن انتهاكات ميدانية: «الآن نلاحظ وجود قوات على الأرض تلتقط الناس من الشوارع وتستجوبهم عن وضعهم القانوني. هذا ليس منهجاً مبنياً على بيانات». وأضافت: «الخوف ليس حول إثبات الهوية في كثير من الحالات؛ الخوف حول ارتكاب أخطاء وتبعاتها».

من جهتها، نفت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي أن تكون أي استهدافات عرقية قائماً، مؤكدة أن «ما يجعل شخصاً هدفاً لإنفاذ قوانين الهجرة ليس عرقه أو أصله، بل كونه في البلاد بشكل غير قانوني».

يقرأ  هوندا بريلود 2026 — شعبية مفاجِئة إلى حد ما بين أعضاء AARP

تأهب المجتمع المدني

قالت محمد إن المنظمات المحلية كانت تتوقع تصعيداً في إنفاذ قوانين الهجرة، لكن تصريحات ترامب دفعت تلك الجهات إلى تسريع استعداداتها. إحدى هذه المنظمات، «موناركا»، نظمت تدريباً لمراقبين قانونيين في مينيابوليس لتعليم الناس حقوقهم عند مشاهدة نشاط فدرالي هادف للهجرة.

وسّعت المجتمعات أساليبها الاحترازية بتجهيز قوائم اتصالات طارئة، وإنشاء مجموعات رسائل خاصة لتبادل صور السيارات غير المعلمة والجهات الفاعلة المتنكرة، والتركيز على حيطة الحذر. كما قالت محمد: «الجميع في حالة استعداد وحذر مستمر». وأضافت بابتسامة نصف مهدّئة: «هل هناك خوف؟ بالتأكيد. لكن لا أحد يختبئ متفلّياً من المسؤولية». إي جي اوير

أضف تعليق