ماكرون لشي: على الصين وفرنسا تذليل الخلافات

تهدف زيارة إيمانويل ماكرون إلى بكين التي تمتد ثلاثة أيام إلى دفع الصين لممارسة ضغط فعال على روسيا من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.

خلال زيارته، شدّد ماكرون أمام الرئيس شي جينبينغ على أن على البلدين تجاوز “خلافاتهما” والعمل معاً في مدارٍ واسع من التعاون الاقتصادي والجيوسياسي لتحقيق مصالح أوسع.

اجتمعا الخميس في القاعة الكبرى للشعب ببكين لإجراء محادثات شاملة تطرقت إلى سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا ومعالجة الاختلالات الاقتصادية العالمية، إلى جانب ملفات تجارية واستراتيجية أخرى.

قال ماكرون: «أحياناً توجد خلافات، لكن مسؤوليتنا تجاوزها من أجل الصالح العام. قدرتنا على العمل معاً حاسمة»، في إشارة مباشرة إلى مسألة أوكرانيا.

وأفادت مراسلة الجزيرة كاترينا يو من بكين بأن مسألة التوصل إلى اتفاق لم تكن واضحة الأبعاد بعد اللقاء. وقد اتهم قادة من الاتحاد الأوروبي بكين بتقديم دعم اقتصادي جوهري لجهود الحرب الروسية وبتزويد مكوّنات لصناعتها الدفاعية، وهو ما نفته بكين مراراً. ومن الجدير بالذكر أن الصين لم تُدِن الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

تأتي زيارة ماكرون، الرابعة منذ توليه منصبه، مباشرة بعد لقائه بالرئيس فولوديمير زيلينسكي في باريس في خضم جهود حساسة توسطت فيها الولايات المتحدة لإنهاء القتال. ويصر زيلينسكي على حفظ الأراضي والسيادة الأوكرانية في مواجهة محاولات روسيا لضم أجزاء كبيرة من الشرق.

وقال مسؤول دبلوماسي فرنسي لوكالة أسوشيتد برس: «ما نريده… هو أن تتمكّن الصين من إقناع روسيا والتأثير عليها للتحرك نحو وقف لإطلاق النار بأسرع ما يمكن»، مضيفاً أن باريس تتوقع من بكين أن “تمتنع عن تزويد روسيا بأي وسائل على الإطلاق تُمكنها من مواصلة الحرب”.

ردّ الرئيس شي بدعوات إلى “ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وفرنسا”، مع إشارة غامضة إلى استعداد بكين للعمل مع باريس “لاستبعاد أي تدخل”. لم يتضح ما الذي قصد به تحديداً، لكن المراسلة يو أشارت إلى أن تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، ستكون في صدارة أجندة بكين. وأضافت أنّ بكين، التي انخرطت مؤخراً في خلاف دبلوماسي مع اليابان، تريد من فرنسا أن تؤكد التزامها بالسياسه الصين الواحد.

يقرأ  ماركو روبيو — بنيامين نتنياهو — مايك هاكابييفتتحون طريق الحجيج المكشوف كليًا في القدس

شكلت التجارة جانباً بارزاً من المحادثات، إذ يسعى الاتحاد الأوروبي إلى المزيد من الاستثمارات للمساعدة في تقليص عجزه الهائل، الذي تضخّم بنحو 60 في المئة منذ عام 2019، بينما تبحث الصين عن مكاسب دبلوماسية في ظل تعريفات أمريكية وقائية.

قال ماكرون، الذي رافقه إلى بكين مسؤولون تنفيذيون رفيعو المستوى من شركات فرنسية مثل إيرباص وبي إن بي باريبا وآلستوم: «لدولينا دور في وضع، مع شركاء آخرين، أسس لحوكمة اقتصادية مُعادِلة ومتوازنة»، داعياً الصين للعمل مع دول مجموعة السبع لوضع قواعد أكثر عدالة وقوة، بدلاً من نظام يقوم على “البقاء للأقوى”.

في ختام المحادثات، وقّع الزعيمان 12 اتفاقية تعاون في مجالات شملت شيخوخة السكان، والاتفاقات الاستثمارية الثنائية، والطاقة النووية، وحماية حيوانات الباندا.

وسيُصاحب شي ماكرون يوم الجمعة إلى مقاطعة سيتشوآن جنوب غربي الصين، حيث أعيدت مؤخراً إلى فرنسا زوجتان من دببة الباندا العملاقة كانت قد أُعيرت لها.

أضف تعليق