تونس تعتقل زعيم المعارضة البارز نجيب الشابي في حملة قمع متصاعدة — أخبار السياسة

أحمد نجيب الشابي من بين عشرات المعارضين الذين يواجهون أحكام سجن طويلة الأمد بعد محاكمة وُصفت بأنها هزلية

اعتقلت الشرطة التونسية القيادي المعارض البارز أحمد نجيب الشابي، بحسب ما أفادت عائلته، في ظل توسيع حملة القمع ضد منتقدي الرئيس قيس سعيّد في البلاد الواقعة في شمال أفريقيا والتي كانت تُعتبر منارات للديمقراطية الناشئة منذ انتفاضات الربيع العربي.

أُوقف الشابي في منزله يوم الخميس، بعد أيام على صدور حكمٍ بسجنه لمدة 12 عاماً بتهمة التخطيط ضد الدولة في محاكمة نددت بها منظمات حقوقية باعتبارها ذات دوافع سياسية و«هزلية».

ابنة الرجل قالت في منشور على فيسبوك إن الشرطة اقتادته من منزلهم. كما أكد محاميه أمين بوكر إلقاء القبض عليه لوكالة فرانس برس، معبراً عن أن «المشهد السياسي في تونس أصبح مخيفاً».

الشابي، الذي شارك في تأسيس جبهة الإنقاذ الوطني، التحالف الرئيسي للمعارضة في البلاد، يعد من بين عدة شخصيات معارضة ومحامين ومدافعين عن الحقوق استهدفتهم الاعتقالات والملاحقات خلال الأسابيع الأخيرة.

كان الشابي من أكثر منتقدي سعيّد تج욕اً، الذي نفذ في 2021 عملية استحواذ واسعة على السلطة، بعد أكثر من عقد على إسقاط النظام القديم لزين العابدين بن علي خلال موجة الربيع العربي. ومنذ ذلك الحين انتقدت منظمات حقوقية الرئيس لإطلاقه تراجعات واسعة النطاق في الحريات.

الأسبوع الماضي صدرت أحكام بالسجن تصل إلى 45 عاماً بحق عشرات من قيادات المعارضة في ما عُرف بـ«قضيه المؤامرة»، وحوكم فيها عدد من رجال الأعمال والصحفيين والشخصيات العامة.

كما اعتُقل يوم الثلاثاء الناشط والمحامي أيّاشي حمّامي، بعدما سبق أن أوقفت القيادية السياسية شيماء عيسى السبت؛ وقد حُكم عليهما لاحقاً بخمس وعشرين وخمسين سنة على التوالي خلال المحاكمة. (ملاحظة: الأرقام دقيقة وفق ما نُقل في وسائل الإعلام المتعددة.)

يقرأ  المحكمة تبرئ جنديًا بريطانيًا سابقًا من تهمة القتل في محاكمة «الأحد الدامي»

قبل أيام من توقيفه ندد الشابي بالحكم الصادر بحقه واصفاً إياه بغير العادل و«بلا أي سند قانوني» في مقابلة مع قناة الجزيرة. وأكد هو وغيرهم ممن شملتهم الحملة أنهم لم يرتكبوا أي خطأ، وانتقد المنظومة القضائية بشدة قائلاً: «ليس لدينا قضاة، بل موظفون تحت إمرة السلطات السياسية تُستخد لتنفيذ الانتقام من المعارضين».

(تونس: متظاهرون يحملون صورة المعارض المسجون جوهر بن مبارك خلال احتجاج للمطالبة بإطلاق سراحه أمام سجن بالّي في نابل، 7 نوفمبر 2025 — صور: فتحي بلعيد/فرانس برس)

ادانات دولية ومحلية

أدانت منظمة العفو الدولية القضية ووصفتها بأنها «محاكمة هزلية» شابتها سلسلة انتهاكات لحقوق الإنسان. وقالت ساره حشّاش، نائبة المدير الإقليمي للعفو للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان الأسبوع الماضي: «نشعر بقلق عميق من أن الناشطة السياسية شيماء عيسى وأحمد نجيب الشابي ومدافع الحقوق أيّاشي حمّامي يواجهون الآن مخاطر اعتقال واحتجاز تعسفي ومقبِل بعد أن أكدت محكمة الاستئناف إدانتهم».

وأضافت أن «على السلطات التونسية إلغاء الأحكام الجائرة واللغى الصادرة بحق جميع المتهمين في قضية “المؤامرة” فوراً»، مشددة على وجوب إطلاق سراح المحتجزين المحتجزين «لمجرد ممارستهم حقوقهم الإنسانية» دون تأخير.

كما صوت البرلمان الأوروبي مؤخراً لدعوة تونس إلى الإفراج عن «جميع الأشخاص المحتجزين لممارستهم حق التعبير، بمن فيهم السجناء السياسيون والمدافعون عن حقوق الإنسان».

وردّ سعيّد على القرار بوصفه «تدخلاً سافراً»، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي «يمكنه أن يتعلم منا دروساً في الحقوق والحريات».

وفي بيان عقب صدور الأحكام الأسبوع الماضي، اتهمت جبهة الإنقاذ الوطني — التي شارك الشابي في تأسيسها — الحكومة التونسية بشن «حملة إبادة سياسية ضد معارضيها». واعتبرت أن سرعة إصدار الأحكام من دون استجوابات أو جلسات استماع تُظهر خوف السلطة من انكشاف الأكاذيب والافتراءات، وأن الهدف الوحيد من المحاكمة كان تجريم النشاط السياسي المدني واستبعاد قادة معروفين بنضالهم ومصداقيتهم من ساحة المعارضة.

يقرأ  منتجات ديسكوفري إديوكيشن مرشَّحة للنهائيات في جوائز كودي 2025

ووصفت الجبهة الحكم بأنه «جريمة في حق العدالة وسمعة البلاد».

أضف تعليق