تدريس الصف الثامن حين تبدو الصورة أمامك مختلفة عن الصورة الراسخة في ذهنك

نظرة عامة:
الفجوة بين توقعات المعلّم في بدايات مساره المهني وواقع تدريس مادّة اللغة لمرحلة الإعدادي في زمن وسائل التواصل الاجتماعي كبيرة جداً. هذا النص يتناول الصعوبات التي تواجهنا، والتكيّفات المطلوبة، مع التأكيد على الالتزام بتنمية مهارات القراءة والكتابة والابتكار لدى التلاميذ.

في التاسعة والعشرين من عمري لا أشعر بأن العمر كبير، ومع ذلك حين أستعيد صور أحلامي عن صفوفي في بادئ الأمر وأقارنها بالصف الذي أقف فيه الآن، يخيل إليّ أن الفاصل الزمني هو عقد كامل من الزمن، رغم أنه لم يتجاوز عقداً واحداً تقريباً. تعلمت أن الزمن تغيّر بصورة جذرية. تغيّر. جذرياً.

مع بروز التكنولوجيا شهدنا أيضاً انفجار وسائل التواصل الاجتماعي. وحتى عندما تتخذ المدارس خطوات صحيحة لإبقاء الهواتف والأجهزة المحمولة خارج غرفة الصف، تبقى آثار وسائل التواصل ظاهرة ومؤثرة. تظهر في ردودٍ رسمية مكتوبة تتضمن اختصار “ppl” مثلاً، مما يثير جنون معلم اللغة. تظهر في الحديث الذي يجعلني كأنني على الطرف الآخر من مكالمة مع صديقهم. تظهر في الأنين والاعتراضات عند مطالبتهم بتدوين الملاحظات.

تتجلّى أيضاً في الاضطرار لتكرار التوجيهات مراراً وتكراراً، ثم يأتي طالب ليسألني ماذا عليه أن يفعل بعد أن نطقت بها مليون مرة — نتعلّم أفضل بالتكرار، كما أخبرُ طلابي — لكن إلى متى سأعاود شرح طريقة تنسيق ورق كورنيل بعد أسابيع من التطبيق ووجود نموذج مثبت على الحائط ومنزّل أقرب حتى تلتقط العين؟ ومع ذلك يصلني السؤال المبتور ذاته: أي جانب يوضع؟

تنخفض معدلات القراءة المستقلة وتبقى النتائج ضعيفة رغم تصميم مشروعات قراءة ممتعة وتنظيم زيارات لمركز الوسائط بالمدرسة… لأن طلابك يكشفون عن أنفسهم دون أن يدروا حين يبوحون بالتحدّث أو المراسلة في ساعات متأخرة من الليل. قد تأتي دراسات لتنكر أن الأطفال يقضون أوقات فراغهم في التمرير اللامتناهي عبر الشاشات، لكن كمعلمة ألاحظ الترابط. نولد أحياناً بقدرة فطرية على ملاحظة التفاصيل الصغيرة، وأنا مدرّبة على تحرير النصوص واكتشاف ما يحتاج إلى تصحيح — أعشق الكتابة والتحرير!

يقرأ  رينيير دي ريدر يخسر أمام بريندان ألين في ليلة قتال يو إف سي بكندا — أخبار الفنون القتالية المختلطة

ألمني المستقبل الذي ينتظر أجيالنا، ولهذا لا أتراجع عن مطالبة طلابي بتدوين الملاحظات، والكتابة، والقراءة، والذهاب الى مركز الوسائط. لا أستطيع أن أصدّ أمواج وسائل التواصل وحدي، لكن يمكنني أن أؤدي دوري في قاعة صفّي الإعدادية، حيث كنت أميل سرّاً لأن أكون معلمة في المرحلة الابتدائية… حتى أنني حلمت أن أملأ كرسيّ مهنتي بعطر اللافندر لمادة اللغة فقط — إن كنت تستطع أن تلمّ ما أقصد بعيداً عن الزيت العطري الذي أضعه على ذراعي لنسمة لطيفة خلال يوم المدرسة. مع حبي للعلوم والرياضيات والتاريخ أعلم أين مكاني الحقيقي.

في عالم تحرّكني فيه الكتب والكتابة، أعتبر هذا رسالتي: فتح أبواب الإبداع وغرس حب الأدب. لكن الصورة لم تعد كما كانت. يا لَسخرية وسائل التواصل؛ إنها مفسدة للعقل بطرق عديدة.

ولذلك، مجرد أن صورة صف ابتدائي أحادي التركيز على اللغة في ذهني لا تتطابق مع واقعي الحالي، لا يعني أنها لن تتحقق يوماً ما. أعلم فقط أن وسائل التواصل قد تمنعها من أن تكون ما تمنيت بالتمام. قد تكون المشكلة أن الطلاب يختارون التمرير بدلاً من قلب صفحة كتاب جيد لا يمنحونه فرصة أو تفكيرًا ثانياً… لكن ثمّة عامل العمر الذي قد يعطينا بصيص أمل: فالأطفال الأصغر سناً أقل امتلاكاً للهواتف عادةً، أليس كذلك؟ همم.

لا أعرف الجواب النهائي. ما أعلمه هو أني أستمر في مجال التربية لأنّه مهمتي الممنوحة لي في هذه المرحلة، ولأنّ من الممتع أيضاً العمل بجوار زوجي في الجناح المجاور. وبفضل ذلك أصبحت واقعي أفضل بكثير من الصورة القديمة المحفورة في ذهني.

أختار مكاني في مسيرة التعليم هذه في كل يوم. وإذا فُتح يوماً دور تدريسي في مدرسة ابتدائية مختصّة بالمهارات اللغوية فقط، فلن أحبس أنفاسي، لكن سيخطر في بالي سؤالان: هل يحمل معظم الأطفال هواتف؟ وهل أستطيع أن آتي مع زوجي؟

يقرأ  سوني ترفع أسعار بلايستيشن ٥ في الولايات المتحدة وسط استمرار المخاوف من الرسوم الجمركية

فيرونيك أوسترندر — معلمة لغة للصف الثامن تُحب الكتابة بشغف. إن لم تكن منشغلة في تأليف رواية شبابية غامضة تفيض بالرومانسية والدراما والتشويق، فستجدونها تكتب قصيدة تمجّد مخلصي يسوع المسيح أو مقالة تحكي تجاربها في التدريس.

أضف تعليق