تفاقم الهجمات: إسرائيل تقصف عدة بلدات في جنوب لبنان

غارة على جبعا عقب تحذيرات بهجمات إضافية مع استمرار اسرائيل في الاعتداءات اليومية رغم وقف إطلاق النار القائم منذ عام

شنت القوات الجوية الاسرائيلية ضربات على ثلاث بلدات في جنوب لبنان على الأقل — محروونة، جبعا، والماجدل — رغم وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2024. وأسفرت غارة الخميس على جبعا عن تدمير مبنى في منطقة سكنية مكتظة وإلحاق أضرار واسعة بمبانٍ مجاورة، بحسب وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.

وجاءت الضربة على الماجدل بعد نحو ساعة من تحذيرات نشرها المتحدث العسكري الاسرائيلي أبيخاي أدرعي على منصة “X”، تضمنت خرائط حدّد فيها عدداً من المباني في الماجدل وبراشيت كأهداف، وطلب من السكان إخلاء محيط تلك المنشآت لمسافة تزيد عن 300 متر، متهماً إياها بأنها تُستخدم من قبل حزب الله.

تُعد هذه الهجمات أحدث انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه وساطات في نوفمبر 2024، إذ إن القوات الاسرائيلية واصلت منذ تفعيل الهدنة تنفيذ غارات شبه يومية عبر لبنان أودت بحياة أكثر من 300 شخص، بينهم ما لا يقل عن 127 مدنياً، وفق الأمم المتحدة.

روايات ميدانية
قالت مراسلة الجزيرة في لبنان زينة خضر إن توقيت هجمات الخميس جاء مهماً، إذ تزامن مع انفراجة غير مسبوقة في طبيعة المحادثات اللبنانية ـ الاسرائيلية، التي شهدت هذا الأسبوع أول لقاءات مباشرة بين البلدين منذ عقود سعياً لتوسيع بنود الاتفاق. وقلّل رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام لاحقاً من أهمية تلك اللقاءات، مؤكداً أنها ليست خطوة نحو تطبيع العلاقات.

وأضافت خضر أن لبنان، بدلاً من تمثيله بعسكريين في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، اتفق على تعيين ممثل مدني، في تطور اعتبرته تحولاً جوهرياً في إطار التفاوض، وأن استمرار الغارات يوصل رسالة اسرائيلية مفادها أن “المفاوضات ستجري تحت نار المدافع حتى يتم نزع سلاح حزب الله بالكامل”.

يقرأ  حول العالم في ٨٠ درسًا — تحذير أرمينيا للولايات المتحدة من مخاطر الإبادة الجماعية

أرقام وتبعات
وثّق الجيش اللبناني حتى نهاية نوفمبر 5,198 خرقاً إسرائيلياً لوقف إطلاق النار، بينها 657 غارة جوية. وتقول اسرائيل إن عملياتها تستهدف عناصر وبُنى تحتية تابعة لحزب الله لمنع إعادة بناء قدراته العسكرية وعودته إلى التأثير في الساحة اللبنانية. مع ذلك، لا تزال القوات الاسرائيلية تحتل على الأقل خمس مواقع داخل الأراضي اللبنانية ولم تنسحب منها رغم شروط الاتفاق.

تصاعدت حدة التوتر بعد غارة في بيروت أواخر نوفمبر أدت إلى مقتل قيادي بارز في حزب الله، وهي أول ضربة تستهدف العاصمة اللبنانية منذ شهور. ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيقات بشأن الضربات الاسرائيلية تحسباً لوقوع انتهاكات محتملة لقواعد القانون الإنساني الدولي، لاسيما بعد هجوم على مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا الذي أودى بحياة 11 طفلاً.

خلفية الصراع
يعود اندلاع القتال إلى 8 أكتوبر 2023 عندما أطلق حزب الله صواريخ على مواقع للجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة تضامناً مع الفلسطينيين في غزة. ومنذ ذلك الحين قُتل أكثر من أربعة آلاف شخص في لبنان، وتركزت معظم الخسائر خلال الاشتباكات العنيفة بين سبتمبر ونوفمبر 2024، كما نزح أكثر من 1.2 مليون مدني.

الضغوط الخارجية
تعرضت الحكومة اللبنانية لضغوط أميركية للتراجع عن سلاح حزب الله كجزء من شروط وقف إطلاق النار، غير أن الحزب رفض مثل هذه المطالب متمسكاً بموقفه السياسي والعسكري داخل البلاد.

(نص مُنقَّح ومختصر يعكس تطورات الأحداث على الأرض والبعد السياسي والدولي لها)

أضف تعليق