قلقيلية تتعرض للاستهداف مع تصعيد إسرائيل مداهماتها في شمال الضفة الغربية أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

مداهمات تؤدّي إلى اعتقال فلسطينيين وتصاعد العنف الإسرائيلي في شمال الضفة المحتلة

صعدت القوات الإسرائيلية هجماتها في مختلف أنحاء شمال الضفة الغربية المحتلة، مع تجدد الاقتحامات لمدينة قلقيليا عند شروق صباح الخميس. اقتحمت الجيش المدخل الشرقي للمدينة فجرًا ونفّذ عمليات تمشيط داخل أحياء عدة، قبل أن يفرض، وفق تقارير محلية، طوقًا محكمًا حول أحد الأحياء وهو كفر سابا.

وذكرّت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن قوات الاحتلال داهمت عدداً من المنازل في الحي، بينها منازل لعائلات معتقلين أو لشهداء سقطوا خلال عمليات سابقة؛ من بين تلك المنازل منزل عائلة محمد براهمه الذي اُستشهد برصاص الجيش العام الماضي. كما حولت القوات منزلاً إلى ما يشبه موقع تحقيق مؤقت، واحتجزت داخله عدداً من الشبان للتحقيق معهم. وأفادت التقارير الفلسطينية بأنّ اثنين على الأقل اعتُقلا في قلقيلية، إضافة إلى 11 فلسطينيًا جرى احتجازهم عقب مداهمات مماثلة الخميس في رام الله والخليل وجنين ونابلس.

شهدت عدة بلدات في شمال الضفة تصعيدًا في وتيرة العنف خلال الأسبوع الماضي، بعد إطلاق عملية عسكرية إسرائيلية جديدة بدأت في محافظتي طوباس وتـمّون أواخر نوفمبر، وتمتد لاحقًا إلى قباطية ومَسلية، مصحوبة بحظر تجوّل ومداهمات واعتقالات واسعة وأضرار ملحوظة في البنى التحتية المحلية.

وتقول المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إن هدف عملياتها في الضفة المحتلة يتمثل في اعتقال عناصر مسلحة فلسطينية. ومنذ عام 2022 تنفّذ إسرائيل غارات شبه يومية في المنطقة تصاعدت وتيرتها بعد اندلاع حربها في قطاع غزة في أكتوبر 2023، التي وصفها كثيرون بأنها عبّرت عن سياسات ذات طابع إبادي. وأسهمت هذه المداهمات في تعقيد الحياة اليومية للفلسطينيين في الضفة وإجبار عشرات الآلاف على ترك مساكنهم.

أحلام الضم

يزعم مصدرون فلسطينيون محليون، من بينهم محافظ طوباس أحمد أسعد، أن الارتفاع الأخير في العنف في الشمال يهدف بالأساس إلى فرض «وقائع جديدة» حول غور الأردن، الشريط الحدودي الذي يفصل الضفة عن المملكة الأردنية. ويواصل سياسيون كبار داخل إسرائيل الدفع باتجاه توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة، وبالأخص في غور الأردن، ما يشدّ قبضة إسرائيل على الأرض ويمهّد لخطوات ضمّية؛ وتوسيع المستوطنات يجعل إقامة دولة فلسطينية في ظل الظروف القائمة أمراً يزداد استحالة.

يقرأ  مصرع أحد أفراد طاقم شركة «بي آند أو كروزس» على متن سفينة إثر حادث في منتصف رحلة بحرية مدتها أسبوعين

يُعدّ ضمّ الضفة هدفًا رئيسيًا لمجموعات المستوطنين اليمينية التي اتُهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتشجيعها والاعتماد عليها للحفاظ على ائتلافه واستمراره السياسي. وفي يونيو 2024 منحه نتنياهو بشكل هادئ صلاحيات أكبر على الأرض لوزير المالية اليميني المتطرف بيتسلئيل سموتريش، الذي يقيم بدوره في مستوطنة غير قانونية. وفي ردّ فعل على قرار أممي غير ملزم يدعم حلّ الدولتين في سبتمبر، نشر سموتريش على وسائل التواصل الاجتماعي تصريحًا قال فيه إنّ على إسرائيل «تطبيق السيادة [على الضفة] كإجراء وقائي ضد المحاولة المتهورة لإقامة دولة إرهابية في قلب أرضنا».

لاحظت منظمات حقوقية ومراقبون دوليون ارتفاعًا في وتيرة هجمات الجيش والمستوطنين منذ بدء الحرب على غزة. وإلى جانب اقتحامات مخيمات اللاجئين في جنين ونور شمس وطولكرم في يناير، أدّت هجمات متكررة من قبل الجيش أو مجموعات المستوطنين أو بتنسيق بينهما إلى مقتل أكثر من ألف فلسطيني وإصابة ما يقرب من 10 آلاف آخرين في أراضي الضفة المحتلة، وفق أرقام الأمم المتحدة. كما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 18 ألف شخص خلال الفترة نفسها، بحسب منظمات حقوقية فلسطينية.

أضف تعليق