حلّلت أوكرانيا تكتيكات شبكات تهريب المخدرات لتعلّم كيفية إدخال طائراتٍ مسيّرة سرّاً إلى روسيا «عملية شبكة العنكبوت»

عملية «شبكة العنكبوت» — خطة استُلّهِمت من أساليب تهريب المخدرات

قال رئيس جهاز الأمن الداخلي الأوكراني فاسيل ماليюк إن معماريي الهجوم درسوا تكتيكات عصابات المخدرات الدولية لتعلُّم طرق إدخال الطائرات المسيرة إلى عمق الأراضي الروسية، معتمدين في ذلك على مسؤولين فاسدين في الجمارك الروسية.

أوضح أن فريقه أنشأ شركة لوجستية وهمية داخل روسيا، اشترت شاحنات وخزّنت داخلها كبائن خشبية تشبه بيوتًا صغيرة تُركّب على المنصات. نقلت هذه الشاحنات مئات الطائرات الرباعية إلى أربع قواعد جوية حيث أُطلقت لاحقًا لإلحاق أضرار بقاذفات استراتيجية وطائرات الإنذار المبكر.

«عند الحديث عن اللوجستيات… استندنا إلى خبرتنا في مكافحة الجريمة العابرة للحدود، ودرسنا بالتفصيل كيف تنقل شبكات المخدرات المحظورات دون أن تلاحقها الجمارك والحدود»، قال ماليюк في مقابلة مع قناة My-Ukrainia.

أشار المسؤول كذلك إلى هجوم سري سابق في أكتوبر 2022 عندما نفّذت أوكرانيا ضربة أدّت إلى إضرار جسيم بجسر خاضع لسيطرة روسيا في القرم، ورأى أن ثمة تشابهات تكتيكية بين الحادثتين، لا سيما الاعتماد على فساد موظفي الجمارك بدلًا من التعامل مع مهربين محترفين.

شركة وهمية وسائقون في الظلام

كشف ماليوك أن الوكلاء الأوكرانيين أسسوا شركة لوجستية داخل روسيا اشترت خمسة مركبات واستأجرت مستودعات، أحدها في نفس الحي الذي تقع فيه مقرات جهاز الأمن الفدرالي الروسي بمنطقة تشيليابينسك. وظّفت الشركة سائقين روسًا وأرسلتهم في رحلات توزيع اعتيادية لتفادي الشبهات قبل تنفيذ العملية.

وجهت إلى هؤلاء السائقين تعليمات بتوصيل «الكبائن» قرب القواعد الجوية فقط، دون اطلاعهم على المحتوى؛ وعندما لاحظ أحدهم وجود طائرات مسيرة داخل إحدى الكبائن، أخبره العملاء الأوكرانيون بأنها منظومة لمراقبة الحيوانات. «هم لم يرتكبوا أي فعل غير قانوني ولم تكن هناك نية إجرامية في تصرُّفاتهم»، قال المسؤول.

يقرأ  قدّم محامو بولسونارو في البرازيل مرافعتهم الختامية في محاكمة تتعلق بمحاولة انقلابأخبار جايير بولسونارو

قال رئيس الجهاز إن الفريق كان ينوِي تنفيذ الهجوم في مايو لكنه واجه عدة تأخيرات، من بينها سُكر بعض السائقين خلال موسم عيد الفصح. وأضاف أن كل كبينة كانت مزوّدة بألواح شمسية وبطارية تُبقي الطائرات مشحونة وجاهزة للعمل في البرد، وأن الإطلاق تم في درجات حرارة وصلت إلى 104 فهرنهايت.

رفض السياسي الإفصاح عن تفاصيل أدق لآلية التهريب، مكتفيًا بالقول إنهم «مرّوا بسبع دوئر من الجحيم». وأوضح أن الطائرات المستخدمة صُممت خصيصًا لعملية «شبكة العنكبوت» وكانت قادرة على حمل حمولة تقارب 1.6 كغم.

وفقًا لتقديرات المسؤولين الأوكرانيين، أصاب الهجوم نحو ثلث قدرات روسيا على القاذفات الاستراتيجية مُحدثًا أضرارًا تُقدَّر بنحو سبعة مليارات دولار. ومنذ تلك الضربة تُظهِر صور الأقمار الصناعية أن روسيا شرعت في بناء ملاجئ محصنة لطائراتها، بينما كثّفت أوكرانيا في الأشهر الأخيرة ضرباتها بعيدة المدى عبر منظومات جوية بدون طيار ذات جناح ثابت.