بوتين ومودي يفتتحان قمة هندية وسط تصاعد ملفات التجارة والعقوبات الأمريكية

قمة يومية في نيو دلهي

افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي قمة تستمر يوماً كاملاً في عاصمة الهند، حيث تتصدر ملفّات التجارة والعقوبات الغربية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا جدول الأعمال.

زيارة أولى منذ 2022

تعد هذه أوّل زيارة لبوتين إلى الهند منذ انطلاق الحرب الشاملة على أوكرانيا عام 2022، وتأتي في ظل سعي نيودلهي للحصول على إعفاء من عقوبات الولايات المتحدة المرتبطة بشراء النفط الروسي.

طموحات تجارية وعسكرية متبادلة

من جانبها تأمل موسكو في تعميق العلاقات مع الهند، التي تعدّ أكبر مشتريّ للأسلحة الروسية، وقد أعلن المسؤولون رغبتهم في رفع حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار بحلول 2030، ارتفاعاً من رقم قياسي بلغ 68 مليار دولار في 2024.

استقبال رسمي وجولة برنامجية

قدّم مودي استقبالاً حارا لبوتين يوم الخميس، حيث استقبله على مدرج المطار بعناق ومصافحة، واستضافه لاحقاً على مأدبة عشاء خاصة في مقر إقامته. بدأ برنامج الجمعة بزيارة إلى قصر راشترباتي بهافان للقاء الرئيسة الشرفية دروبادي مورمو، تلتها زيارة إلى ضريح المهاتما غاندي (راج غات)، ثم عقد لقاءات في مجمّع هايدرباد هاوس تسبق مؤتمراً صحفياً واجتماعاً مع قادة الأعمال والتجارة. ومن المقرّر أن يغادر بوتين الهند عند الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي (15:30 بتوقيت غرينتش).

تدبّر توازن دبلوماسي

يمتدّ الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والهند لأكثر من 25 عاماً، منذ العام الأول لترؤّس بوتين. لكنّ حفاظ نيودلهي على توازن علاقاتها مع كلٍّ من واشنطن وموسكو بات أكثر تعقيداً منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، إذ أجهضت العملية العسكرية تقليداً قديماً من الزيارات السنوية بين القادة، قبل أن يستأنف الجزئي منها العام الماضي عندما زار مودي روسيا.

يقرأ  وزير دفاع إسرائيليتوعد بـ«ثمن باهظ»بينما تتواصل الغارات الجوية على غزة

نفط وعقوبات وضغوط

مع تقليص الدول الغربية اعتمادها على النفط الروسي عقب اندلاع الحرب، زادت الهند من وارداتها. وفي أغسطس رفعت الولايات المتحدة التعريفات الجمركية على بضائع هندية من 25% إلى 50% كعقوبة على مشتريات نيودلهي من النفط الروسي، في إطار محاولات لتوسيط ضغوط على موسكو لقبول وقف لإطلاق النار. ومع ذلك استمرت الهند في استيراد النفط الروسي.

وفي نوفمبر دخلت عقوبات أميركية على شركتي النفط الروسيتين روس نفْت ولوك أويل حيّز التنفيذ، مع تهديد بفرض عقوبات على شركات من دول أخرى تتعامل مع هاتين الشركتين، في حين تمثل مشترياتهما نحو 60% من واردات الهند النفطية.

ردّ نيودلهي وموقف موسكو

اتفقت نيودلهي على أنها مهدّدة باستهداف غير عادل، مشيرة إلى أن الدول الغربية تستمر في إجراء تعاملات تجارية مع موسكو عند اعتبارات مصالحها. وفي مقابلة مع صحافيين هنود قبل وصوله إلى نيودلهي، ساق بوتين حججاً مماثلة، قائلاً إن الولايات المتحدة نفسها لا تزال تشتري منا الوقود النووي لمحطاتها، وأضاف أنه إذا كان للأميركيين الحق في ذلك، فمن المفترض أن تمنح الهند “نفس الامتياز”.

صفقات أسلحة ومطالبات مستقبلية

من المتوقع أن يدفع بوتين نيودلهي إلى زيادة مشترياتها من السلاح الروسي، إذ تسعى موسكو إلى بيع مزيد من أنظمة الدفاع الصاروخي من طراز إس-400 ومقاتلات الشبح سو-57.

جهود دبلوماسية لوقف الحرب

تعقد القمة بعد أيام من لقاء بوتين وفدّاً أميركياً في موسكو سعياً لدفع حرب أوكرانيا نحو نهايات سلمية؛ ورغم إعلان الطرفين تقدماً، لم يتحقق اختراق جوهري. كما التقى مسؤولون أميركيون يوم الخميس وفداً أوكرانياً. من جهتها امتنعت الهند عن إدانة روسيا بشكل مباشر ودعت إلى حلّ سلمي عبر الحوار والدبلوماسية.

أضف تعليق