رئيس ألمانيا يزور موقع قصف بريطاني من الحرب العالمية الثانية وسط موقف موحّد ضد روسيا أخبار الحرب الروسية الأوكرانية

زيارة رمزية إلى كوفنتري: الرئيس الألماني يزور مكان الدمار ويبحث تعزيز التحالف مع بريطانيا

زار الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير كاتدرائية كوفنتري في وسط إنجلترا في خطوة رمزية اعتبرت محاولة للتكفير عن فظائع عهد الرايخ الثالث، في وقت تعمل فيه ألمانيا والمملكة المتحدة على توطيد تحالف يواجه آلة الحرب التي تقودها روسيا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

تأتي الزيارة لإحياء ذكرى القصف النازي القاتل لكوفنتري في ليلة 14 نوفمبر 1940، الذي دمر الكاتدرائية القوطية من القرن الرابع عشر وأسفر عن مقتل أكثر من 500 شخصا وجعل من مبنى الكاتدرائية خراباً بلا سقف يذكّر بوحشية الحرب.

مثل المملكة المتحدة في المناسبة دوق كينت، الذي لعب خلال عقود دوراً فعالاً في تعزيز المصالحة البريطانية‑الألمانية بعد الحرب. وتُختتم بذلك زيارة دولة استمرت ثلاثة أيام إلى بريطانيا، وهي الأولى لرئيس ألماني منذ 27 عاماً.

خلال مأدبة فاخرة عقدت مساء الأربعاء في قصر وندسور، ظهر شتاينماير وملك بريطانيا الملك تشارلز الثالث بمشهد توحّد أنغلو‑ساكسوني، حيث تبادلا الخطب والنخب التي احتفت بالعلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين وسعت إلى إبراز الجهود المبذولة لبناء جبهة مشتركة ضد العدوان الروسي في أوكرانيا.

وصف شتاينماير كوفنتري بأنها رمز للروابط التي نمت من رحم الحرب قبل ثمانين عاماً: «مدن ازدهرت من الرماد. أعداء أصبحوا أصدقاء»، مؤكداً أن هذا التاريخ المشترك يبيّن ما يمكن تحقيقه عندما يتحلى الناس بالشجاعة للسعي إلى المصالحة.

تأتي هذه الزيارة بينما تتضافر الدول الأوروبية لدعم أوكرانيا ومواجهة محاولات روسيا زعزعة استقرار الديمقراطيات الغربية عبر ما يُعرف بالهجمات الهجينة، من تلاعب بالانتخابات ونشر معلومات مضللة إلى أعمال تخريب.

ومع شعور أوروبي متزايد بعدم اليقين تجاه المواقف الأميركية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، كثفت دول القارة إنفاقها على الدفاع وعزّزت التعاون العسكري بينها.

يقرأ  ترامب يثمن اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا ويصفه بـ«يوم عظيم للعالم»

من جهته شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة على أن الوحدة بين أوروبا والولايات المتحدة ضرورية في دعم أوكرانيا، قائلاً إنه لا يوجد «عدم ثقة» وإنه ينفي تقارير تشير إلى احتمال خيانة واشنطن لأوكرانيا. وأضاف: «الوحدة بين الأميركيين والأوروبيين حول القضية الأوكرانية أمر أساسي. ويجب أن نعمل معاً».

ونقلت مجلة دير شبيغل عن نص مكالمة سرية أشار إلى أن ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس أبديا تشكيكاً شديداً في جهود الحكومة الأميركية ومبعوثيها للتفاوض على سلام بين أوكرانيا وروسيا. وردّ ماكرون قائلاً: «أنفي كل شيء»، مفصلاً: «نحن بحاجة إلى الولايات المتحدة من أجل السلام. والولايات المتحدة بحاجة إلينا لكي يكون هذا السلام دائماً وقوياً.»

أضف تعليق