أعلن السيناتور فلافيو بولسونارو، الابن الأكبر للرئيس السابق المسجون جاير بولسونارو، أنه نال تأييد والده للترشح للرئاسة في انتخابات 2026.
في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة نشر فلافيو صورة وهو يقبّل رأس والده، وأرفقها ببيان أوضح فيه أن جاير — الذي وصفه بـ«أعظم زعيم سياسي وأخلاقي» في البلاد — منحه «مهمة مواصلة مشروعنا الوطني». وكتب: «لا أستطيع ولن أقبل أن يمر وطننا بفترة من عدم الاستقرار وعدم الأمان والإحباط. لن أقف مكتوف اليدين بينما تتلاشى آمال الأسر ويموت ديمقراطيتنا».
من المقرر أن تُجرى الانتخابات في 4 أكتوبر 2026، ومع إشارة والده أصبح فلافيو الوريث الأوفر حظًا لتمثيل الحزب الليبرالي (PL) على لائحة اليمين المتطرف. ويُنظر إلى جاير بولسونارو كزعيم شرفي للحزب، رغم أنه ممنوع من شغل المناصب العامة حتى عام 2030.
أكد رئيس الحزب الرسمي، فالديمار كوستا نيتو، أن تأييد جاير لابنه يوازي ترشيح الحزب، قائلاً إن فلافيو أبلغَه أن قائدنا أكد ترشيحه المسبق، «فإذا تحدث بولسونارو فالمسألة محسومة!»
يمهد هذا الإعلان لمواجهة متجددة بين عائلة بولسونارو والرئيس اليساري الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. التقيا سلفًا في سباق 2022 الذي انتهى إلى جولة إعادة، وأفضت إلى فوز لولا في الجولة الثانية بنسبة 50.9%، وهي أقرب نتيجة منذ عودة البرازيل إلى الديمقراطية في الثمانينات.
بعد الهزيمة، رفض جاير الاعتراف بها علناً ورفع وفد من أنصاره طعنًا قانونيًا زاعمًا وجود «خلل جسيم» في أجهزة الاقتراع، وهي مزاعم لم تُؤَسَّس بأدلة بحسب المنتقدين؛ وقد رفض القضاء الطعن لكونه «غير نزيه تمامًا». ومع ذلك، استمر أنصار بولسونارو في الاحتجاجات وشنّوا هجمات على مقرات الشرطة الاتحادية في العاصمة برازيليا، وفي 8 يناير 2023 اقتحموا مبان حكومية في ساحة السلطات الثلاث، محاولين استثارة تدخل عسكري للإطاحة بالحكومة الناشئة، وما تلا ذلك من تحقيقات واعتقالات.
تعرض جاير بعد الانتخابات لسلسلة تحقيقات تتعلق بتهم تتراوح بين تزوير سجلات متعلقة بكوفيد إلى اتهامات بالاختلاس. في يونيو 2023، صوتت المحكمة العليا للانتخابات لمنعه من تولي مناصب عامة حتى 2030 واعتبرت استخدامه للموارد العامة لنشر معلومات مضللة عن الانتخابات «إساءة استخدام للسلطة». وفي الشهر الماضي تمّ توقيفه لبدء تنفيذ حكم بالسجن لمدة 27 عامًا بعد إدانته بالتآمر لشن انقلاب.
ينفي جاير ارتكاب أي جرائم ويصف إجراءات الملاحقة ضده بأنها حملة سياسية تهدف إلى تقويض شعبيته.
السياسة عند بولسونارو أصبحت شأنًا عائليًا؛ فإخوته تحولوا إلى مناصرين علنيين، ودفعوا مناشدات للإفراج عنه. سافر إدواردو بولسونارو، عضو مجلس النواب، إلى الولايات المتحدة لحشد دعم لدى الرئيس السابق دونالد ترامب، وما زال يواجه مساعي إحالة إلى المحاكمة بتهمة عرقلة العدالة. كما دفع أفراد الأسرة وحلفاؤهم في الكونغرس نحو تمرير مشروع قانون عفو قد يسمح بالإفراج عنه.
قبل التأييد الأخير كان ثمة تكهنات بأن السيدة الأولى السابقة ميشيل بولسونارو أو حاكم ساو باولوو تارسيزيو غوميس دي فريتاس قد يكونان خيارين لتمثيل الحزب، لكن اختيار فلافيو الذي يبلغ 44 عامًا اعتُبر استهدافًا للقاعد ة اليمينية المتطرفة لوالده، وقد يبعد ذلك وسطًا المحافظين. يشغل فلافيو مقعدًا في مجلس الشيوخ منذ 2019 وكان نائبًا في ولاية ريو دي جانيرو سابقًا.
أكبر منافس محتمل حاليًا هو لولا نفسه، الذي أعلن في أواخر أكتوبر عزمه السعي لولاية رابعة. ويبلغ من العمر الآن 80 عامًا وقد طمأن أنصاره بأنه ما يزال نشيطًا وحيويًا. يسمح القانون البرازيلي بفترتين متتاليتين فقط، لكن يمكن أن تتكرر الولايات إذا لم تكن متتابعة؛ فقد شغل لولا الرئاسة بين 2003 و2011 قبل أن يعود وينجح في 2022.
تُظهر استطلاعات الرأي الحالية تقدم لولا في السباقات المتوقعة، رغم بقاء أكثر من تسعة أشهر على الاقتراع. أظهر مسح أُجرِي أواخر نوفمبر أن لولا يتفوق في سيناريوهات مواجهة متعددة: مقابل جاير المسجون حصل لولا على نحو 39% مقابل 27% لجاير، ومقابل ميشيل نال لولا حوالي 42% مقابل 23% لها. لم يكن فلافيو من بين الأسماء التي شملها الاستطلاع. إذا فاز وأكمل ولاية رابعة فسيبلغ لولا 85 عامًا عند انتهائها.