دونالد ترامب يتوّج بجائزة فيفا الجديدة للسلام

منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الرئيس الأميركي دونالد ترامب جائزة السلام التي أنشأها مؤخراً، خلال مراسم سحب قرعة كأس العالم 2026 للرجال.

وشكر ترامب في خطاب قصير الفيفا يوم الجمعة واعتبر الجائزة «من أعظم التكريمات في حياتي»، بعد أن روَّج بقوة خلال حملاته للحصول على جائزة نوبل للسلام.

كان رهان كثيرين على فوز ترامب بهذه الجائزة الافتتاحية للاتحاد، لا سيّما وأنه تربطه علاقة وثيقة برئيس الفيفا جياني انفانتينو. وقد صرّح انفانتينو بوضوح أنه يرى أن ترامب كان يجب أن يحصل على نوبل بسبب ما وصفه بمساعيه لوساطة لوقف إطلاق النار في الحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة.

في حفل باذخ امتلأ بالمشاهير أقيم في مركز كيندي، قال انفانتينو مخاطباً ترامب: «هذه جائزتكم، هذه جائزة السلام لكم». وقد كرّس انفانتينو في مناسبات عدة خطاباً يرى فيه كرة القدم أداة توحيد عالمية، ولكن إطلاق هذه الجائزة يمثل تحوّلاً عن تركيز الفيفا التقليدي على الرياضة وحدها.

ستستضيف الولايات المتحدة، إلى جانب كندا والمكسيك، البطولة الصيف المقبل؛ وحضر مراسم السحب رئيس وزراء كندا مارك كارني، ورئيسة المكسيك كلوديا شينوم، كذلك. ولمناسبة ميل ترامب للمظاهر البهرجة، أقام انفانتينو، الذي تولى إدارة الحفل، الثلاثة خلف منابر ملونة زاهية على غرار برامج الألعاب لسحب المنتخبات، ثم التقطوا سيلفي جماعياً مع انفانتينو عقب العملية.

وقال انفانتينو في افتتاح الحفل متحدثاً عن البطولة المرتقبة: «ستكون فريدة، رائعة، ومبهرة». وستُقام بطولة كأس العالم للرجال من 11 يونيو إلى 19 يوليو 2026، في رقم قياسي يبلغ 104 مباريات موزعة على 16 مدينة مضيفة. وستنطلق المباريات بمواجهة المكسيك وجنوب أفريقيا على ملعب أزتيكا في مكسيكو سيتي، تليها مباراة لكوريا الجنوبية أمام الفائز في مباراة الملحق، فيما تنضم الولايات المتحدة وكندا إلى الاحتفالات في اليوم التالي.

يقرأ  إعصار «ميليسا» يضرب سواحل كوبا

الجائزة وتدقيق الشكوك

كان الفيفا قد أعلن عن جائزة السلام السنوية في نوفمبر، موضحاً أنها ستكرّم «أفراداً قاموا بإجراءات استثنائية وغير مسبوقة من أجل السلام». وفي عرض مرئي مخصص قبل تسليم الجائزة، احتفل الفديو بإنجازات تُنسب لترامب تتعلق بحل الحرب في غزة ومحاولات إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.

التمثال الممنوح كان عبارة عن كرة مطلية بالذهب محمولة بيدين مرفوعتين، أكبر بكثير من ميدالية نوبل البسيطة. نال ترامب إلى جانب التمثال ميدالية أيضاً، وارتداها بينما كان انفانتينو يُثني عليه، قائلًا إن الرئيس استحق الجائزة «لتعزيز السلام والوحدة في العالم».

وردّ ترامب قائلاً: «شكراً جزيلاً. هذه حقاً واحدة من أعظم التكريمات في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، جياني وأنا ناقشنا هذا الموضوع، لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح». وأضاف: «العالم أصبح أكثر أماناً الآن». وتابع بالتباهِ بأن الولايات المتحدة «لم تكن تؤدي أداءً جيداً» قبل ولايته، لكنها الآن «البلد الأكثر حرارة في العالم».

في وقت سابق قال ترامب للصحفيين إنه لا يهتم بالجائزة، لكنه أشار إلى أنه «سوى ثمانية حروب» خلال عشرة أشهر من ولايته. وتعدّ هذه المزاعم بأن ترامب أنهى ثمانية صراعات أمراً محل جدل واسع.

تبقى الكثير من الأعمال قبل اعتبار معظم النزاعات التي يزعم الرئيس أنها انتهت — بما في ذلك حرب إسرائيل على غزة — بأنها حُلّت فعلاً. وتلقى ترامب هذه الجائزة بينما يواجه انتقادات من الديمقراطيين ومنظمات حقوقية بسبب تصعيد عسكري أميركي كبير قرب فنزويلا، وصدور أوامر بضربات جوية قاتلة ضد سفن يُزعم أنها متورطة في تهريب المخدرات.

كما أصدر سياسات صارمة في ملف الهجرة، مهدداً بنقل مباريات كأس العالم من مدن نشر فيها قوات، ومعلناً تجميد قرارات لطلبات لجوء قادمة من 19 دولة — من بينها هاييتي وإيران — المشاركتان في البطولة. وجاء ذلك بعد أيام من وصفه للمهاجرين الصوماليين في الولايات المتحدة بأنهم «قمامة»، ما أثار إدانات واسعة داخلياً وخارجياً.

يقرأ  «قبة ترامب الذهبية»خطة دفاعية تشمل صواريخ فضائية وأسلحة ليزرية— تقرير — أخبار دونالد ترامب

شفافية محدودة واستياء حقوقي

اثارت جائزة الفيفا للسلام تساؤلات بسبب قلة الشفافية حولها. فقد قالت هيئه «هيئة» هي (Human Rights Watch) إنها كتبت إلى الفيفا تطلب قائمة المرشحين، وأسماء الحكام، ومعايير الاختيار، وإجراءات الترشيح والانتقاء، ولم تتلق رداً. وعلقت مينكي ووردن المسؤولة عن ملف الرياضة في المنظمة بالقول إن «ما يسمى بجائزة السلام من قبل الفيفا يُمنح على وقع احتجاز عنيف للمهاجرين، ونشر الحرس الوطني في مدن أميركية، والإلغاء المذل لحملات الفيفا نفسها ضد العنصرية والتمييز».

أضف تعليق