نُشر في 6 ديسمبر 2025
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ضربة بطائرة من دون طيار ألحقت أضراراً بغطاء الحماية في محطة تشورنوبل النووية بأوكرانيا، ما أفقده القدرة على احتواء المواد المشعة الناتجة عن انفجار المحطة عام 1986.
وقالت الوكالة، بعد تفتيش للهيكل الصلب أجرته الأسبوع الماضي، إن الغطاء لم يعد قادراً على أداء وظيفته الأساسية من حيث السلامة. وأضافت أن تأثير الطائرة المن دون طيار في فبراير أدى إلى تدهور الغطاء، في هجوم تتهم أوكرانيا روسيا بتنفيذه، فيما دخل الصراع بين البلدين عامه الرابع.
طوال سنوات الحرب اتهم كل من موسكو وكييف الأخرى بمنع استبدال طواقم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشأة زابوروجيا وبالمخاطرة بوقوع كارثة نووية محتملة عبر استهداف الموقع.
وقال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي في بيان إن مهمة التفتيش «أكدت أن [الهيكل الواقي] فقد وظائف السلامة الأساسية، بما في ذلك قدرة الاحتواء، لكنها لم تجد أضراراً دائمة في هياكل التحمل أو أنظمة المراقبة». وأضاف أن إصلاحات جزئية قد نُفذت بالفعل «إلا أن الترميم الشامل يظل ضرورياً لمنع مزيد من التدهور وضمان السلامة النووية على المدى الطويل».
وأبلغت الأمم المتحدة في 14 فبراير/شباط أن السلطات الأوكرانية أفادت بأن طائرة من دون طيار مزوَّدة برأس حربي شديد الانفجار ضربت المصنع وتسببت في حريق وألحقت أضراراً بالكسوة الواقية حول المفاعل رقم أربعة، الذي دُمّر في انفجار تشورنوبل عام 1986. وصنفت السلطات الأوكرانية الطائرة على أنها روسية، بينما نفت موسكو تنفيذ أي هجوم على المحطة.
قالت الأمم المتحدة حينها إن مستويات الإشعاع بقيت ضمن المعدلات الطبيعية والمستقرة، وأنه لم ترد تقارير عن تسربات إشعاعية.
أدى انفجار تشورنوبل عام 1986 إلى انتشار الإشعاع عبر أوروبا، مما دفع سلطات الاتحاد السوفييتي إلى تعبئة أعداد هائلة من الأفراد والمعدات للتعامل مع الحادث. كما أُغلق آخر مفاعل عاملة في المحطة عام 2000.
احتلت القوات الروسية المحطة والمنطقة المحيطة بها لأكثر من شهر خلال الأسابيع الأولى من غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022، حين حاولت التقدم صوب العاصمة كييف.
وأجرت الوكالة التفتيش بالتزامن مع مسح وطني لأضرار محطات تحويل الكهرباء الناجمة عن الحرب التي قاربت الأربع سنوات بين أوكرانيا وروسيا.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة أعلنت شركة الشبكة الوطنية الأوكرانية «يوكرِنِرغو» أن قيوداً على الكهرباء ستُطبق على الصعيد الوطني اعتباراً من السبت بسبب هجمات روسية على منشآت الطاقة.
تأتي هذه الهجمات بينما تجري الولايات المتحدة مباحثات مع مسؤولين من البلدين سعياً لتمهيد الطريق لوقف إطلاق نار طال انتظاره. واختتم مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف محادثات مع المفاوض الأوكراني البارز رستم عمرُوف في ميامي بعد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في وقت سابق من الأسبوع.
وكشفت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن مقترح من 28 نقطة لإنهاء الحرب، اعتبره كثيرون أكثر ميلاً لصالح المطالب القصوى لروسيا وسرديتها للحرب. وقد مثلت المطالب التي تقتضي تنازل أوكرانيا عن أراضٍ خطوطاً حمراء بالنسبة لكيف، وممنوعة بموجب دستور البلاد.