نُشر في 6 ديسمبر 2025
انقر هنا للمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
مخيم فرشانة للاجئين، تشاد — أدى استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إلى اندلاع موجة جديدة من العنف والدمار والنزوح ضمن حرب أهلية مدمّرة مستمرة في السودان.
تستمر هذه المواجهة بين الفصيل شبه العسكري والجيش السوداني الموالي للحكومة لأكثر من 30 شهراً، وقد أسفرت عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، نزح خلالها ما يقارب 12 مليون شخص.
آلاف الفارين من العنف الأخير يلتمسون المأوى في تشاد التي كانت تستضيف أكثر من 880 ألف لاجئ سوداني، وفي الوقت نفسه تكافح أعداد اللاجئين المتزايدة مع تراجع التمويل الإنساني ما يضيق سبل البقاء لدى كثيرين.
تؤوي تشاد حالياً نحو 1.3 مليون نازح قسري، بمن فيهم ما لا يقل عن 760 ألف لاجئ سوداني وصلوا منذ أبريل 2023. هذا التدفق الهائل، الذي يغلب عليه النساء والأطفال، يثقل كاهل بلد يعاني من ضعف اقتصادي ونزاعات وظواهر مناخية قاسية.
تتعاون المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع الحكومة التشادية لتنسيق العمليات الإنسانية، ونقل اللاجئين من المناطق الحدودية إلى مواقع منظمة، وتقديم خدمات الحماية والمساعدات الأساسية من مياه ومأوى وغذاء ورعاية طبية. وتستمر الجهود لنقل أكثر من 237,000 لاجئ من التجمعات المؤقتة قرب عقرة (أدري) إلى أماكن توفر رعاية صحية وتعليمية أفضل.
يعمل قسم سوء التغذية في مستشفى فرشانة حالياً على علاج ما لا يقل عن 80 رضيعاً وطفلاً بحاجة إلى رعاية عاجلة، يتلقون مراقبة مستمرة وعلاجات غذائية متخصصة طوال فترة شفائهم. غير أن تمويل هذا البرنامج الحيوي مهدد بالانتهاء بحلول أواخر 2025، مما يعرّض أعداداً كبيرة من الأطفال الضعفاء للخطر.
«نحتاج إلى الكثير من الدعم لتوفير الأدوية للاجئين والمجتمع المضيف. الأعداد هنا هائلة، والأمراض الموسمية والتفشّيات تجعل الوضع أكثر صعوبة»، قال محمد إبراهيم، صيدلي من ولاية الجزيرة في وسط السودان، فرّ من الحرب برفقة زوجته وأطفاله ويعمل الآن في مستشفى فرشانة. ومع محدودية الموارد يشعر بقلق متزايد على صحة رفاقه اللاجئين.
الطلب على المياه في مخيم فرشانة ارتفع بشكل حاد. ساهمت الظروف الجافة وتواصل وصول موجات جديدة من اللاجئين من السودان في تفاقم شحّ المياه؛ ففي عام 2025 وحده وصل ما لا يقل عن 41,000 لاجئ جديد.
قدمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الملف المصور.