تقرير ثقافي — انابيل راكهام
برنامج نتفليكس “سيلينغ صنست” يفترض أن يقدّم جولة في أفخم المنازل بلوس أنجلوس، لكن أبطال العرض هم غالباً الأشخاص الذين يبيعون هذه العقارات لا المنازل نفسها. في الموسم التاسع اشتعلت مناقشات حول كيفية التعامل مع شريك صديق تُعتبر علاقته سامة، بعدما تصاعد الخلاف بين وكيلتي العقارات كريس شيل ستاوس وايما هيرنان بسبب بليك ديفيس، رفيق إيما الذي تثير تصرفاته شكوك كريس.
ما قصتهما؟
كريس، التي تبلغ من العمر أربعة وأربعين عاماً، تقول إنها لم توافق منذ البداية على علاقة إيما بديفيس، واصفة بداية العلاقة بـ”الغمر بمظاهر الحب” أو ما يُعرف بـ love‑bombing، مع ظهور إشارات تحذيرية مبكرة. إيما من جانبها تقابل ذلك بأن كريس كانت تحاول حمايتها، لكنها تطلب منها أن تتراجع وتدرك أن دعمها وحبها للعلاقة قرارها الشخصي، وأن الآخرين “يحق لهم أن يحبوه أو يكرهوه، وفي النهاية لي حق الاختيار”.
قصة من الحياة الواقعية
تجربة امرأة تُدعى هانا تسلّط الضوء على الجانب المؤلم لهذه المعضلة. هانا انقطعت علاقَتها بصديقتها القديمة جورجيا بعد أن انتقلت الأخيرة مع شريك تسرّع في خطبتها. قبل حفل الزفاف بأيام، تعرّضت هانا لتعليقات جنسية صارخة من خطيب جورجيا أثناء سهرة، فبلغت صديقتها التي قللت من الأمر واعتبرت أن خطيبها “يفعل ذلك مع كل صديقاته الإناث”. هانا شعرت بالخجل والخوف والضيق، وقررت لاحقاً أن تقطع التواصل لأن وجود ذلك الشريك كان غير مقبول بالنسبة لها.
نصائح الخبراء
آنا ويليامسون، خبيرة علاقات ومعالجة نفسية ظاهرة في برامج المواعدة، تحذّر من الحكم المباشر أو إصدار أوامر، لأن ذلك يدفع الصديق إلى الدفاع عن قراره. بدلاً من ذلك تنصح بالتحلّي بالحذر ومراعاة الحدود العاطفية: “من الضروري أن نفرق بين مشاعرنا الشخصية ووقائع قابلة للرصد. ابدأ بالحوار من موقع الاهتمام: ‘أنا أهتم بك جداً، لكنني لاحظت أنك تبدين مضطربة مؤخراً’.” وتؤكد أنه من الأفضل الالتزام بالحقائق القابلة للملاحظة وتجنب التسميات الحادة مثل «سام» أو «مسيء» إلا إن كانت هناك أدلة واضحة.
إذا رغبت أن تحافظ على العلاقة مع صديقك لكنك لا تحتمل وجود الشريك، تقترح ويليامسون جملة لطيفة وحازمة في آنٍ واحد: “أنا أهتم بك، لكن سأحتاج مسافة من شريكك لأنني لا أشعر بالراحة تجاه سلوكه، ومع ذلك أريد أن أمضي وقتاً معك.” كما تذكر أن حماية نفسك والحصول على دعم من حولك أمران مهمان لأن مراقبة شخصٍ آخر طوال الوقت مرهق.
ياسمين شاهين ظفّار، مستشارة علاقات وعلاج صدمات، تشير إلى أن جزءاً كبيراً من التوتر في البرامج الواقعية ينبع من الثرثرة والتحدث خلف الظهر، ثم مواجهة الأشخاص بما قيل لاحقاً. لذلك تنصح بتجنّب نشر حديثك عن الصديق أو شريكه مع أطراف قد يبالغون أو يُسوّقون الخلاصات خارج سياقها: “حافظ على سلامتك لأن كلامك قد يُقتطع أو يُساء استعماله.”
الاختلاف في القيم والسياسة
ماذا لو اختلفت مع آراء شريك صديقك في السياسة أو القيم العامة؟ تشير شاهين ظفّار إلى ضرورة احترام قرار الآخرين ومحاولة الحفاظ على أدب التعامل إذا رغبت في استمرار الصداقة: ليس كل اختلاف يستوجب قطع العلاقة، لكن إذا تحوّل ممارساته إلى تحيّز واضح أو خطاب كراهية فهذا موضوع آخر ويتطلب موقفاً واضحاً. في المقابل، التحلّي بنضج داخلي لفهم وقبول آراء مختلفة قد يساعد في الحفاظ على علاقات طويلة الأمد — طالما أن ذلك لا يتعارض مع قيمك الأساسية.
متى تنتهي الصداقـة؟
في بعض الحالات تكون أفعال الشريك مرفوضة إلى حد لا يمكن تجاوزه، فتؤدي العلاقة إلى انفصال نهائي بين الأصدقاء. هانا اختارت أن تقول لصديقتها: “أحبك والباب مفتوح، لكن لا أستطيع أن أتحمل وجوده في حياتي” — قرار مؤلم لكنه نابع من حاجة للحفاظ على سلامتها النفسية.
الخلاصة
التعامل مع شريك صديقٍ تراه ضاراً يتطلّب توازناً دقيقاً بين الحزم والتعاطف: الالتزام بالحقائق، تجنّب النميمة، الحفاظ على حدود شخصية واضحة، والسعي إلى دعم نفسك عاطفياً. أحياناً يكفي حديث صادق وهادئ لإحداث فرق، وأحياناً تكون النهاية الوحيدة الممكنة للحفاظ على سلامتك.