أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاجا كالاس، أن الولايات المتحدة تبقى «أكبر حليف» لأوروبا رغم الانتقادات الشديدة الواردة في وثيقة الاستراتيجية الوطنية للأمن الأميركية، وذلك في وقت تتواصل محادثات وقف إطلاق النار بشأن الحرب في أوكرانيا.
خلال كلمة لها في منتدى الدوحة، اعترفت كالاس بأن بعض ما ورد في الوثيقة من اتهامات لأوروبا — بما في ذلك نقصان «الثقة بالنفس» وادعاءات عن خطر «المحو الحضاري» التي قوبلت برفض واسع — يحمل بعض الحقيقة، لكنها شددت على أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يجب أن يظلا متماسكن.
وقالت: «قد لا نتفق دائماً في كل القضايا، لكن المبدأ العام يبقى قائماً. نحن أكبر الحلفاء»، مضيفة أن على واشنطن أن تساعد أوروبا في «تصحيح مسارها الحالي».
وذكرت الوثيقة أن أوروبا قد تفقد في يوم ما صفتها كحليف موثوق، وهو خطاب طابعه مماثل للهجوم الذي شنه فريق إدارة الرئيس الأميركي السابق على أوروبا هذا العام، عندما ضغط لرفع مساهمات الدول في حلف الناتو واتهمها بالاستفادة من سخاء واشنطن في ظل الحرب الأوكرانية.
وتبوأ الرئيس السابق دوراً قيادياً في جهود إنهاء الحرب عبر خطة تقضي بتنازل أوكرانيا عن أراضٍ لم تتمكن روسيا من حسمها على الأرض مقابل وعود أمنية لا ترتقي إلى مستوى الانضمام إلى الناتو.
وتجري الولايات المتحدة محادثاتها لليوم الثالث مع نظرائها الأوكرانيين في واشنطن، الذين طالبوا بتعديلات على المسودة، وذلك متابعة لمحادثات استمرت خمس ساعات في موسكو يوم الثلاثاء، والتي أكدت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخلَ عن مطالبه القصوى ومطالبه الإقليمية.
وقال البيت الأبيض بعد اليوم الثاني من المحادثات إن «التقدم الحقيقي» مرهون بـ«استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بالسلام طويل الأمد، بما في ذلك خطوات نحو خفض التصعيد ووقف القتل».
وأشار كلام كالاس إلى أن الضغوط السابقة الممارسة على كييف للقبول بمطالب روسيا «لا تجلب لنا سلاماً دائماً». وأضافت: «إذا ما كُوفئ العدوان فسنراه يتكرر، وليس فقط في أوكرانيا أو غزة، بل في مناطق أخرى من العالم».
وختمت بالقول إن أوروبا، التي تخشى امتداد الصراع، كانت تقلل من تقدير قدرتها الذاتية: «نحن نستخف أحياناً بقوتنا. تجاه روسيا، على سبيل المثال… يجب أن نكون أكثر ثقة بالنفس».