اعتقالات بعد لقاء الرئيس عون بمندوبة مجلس الأمن وتهيؤ وفد لزيارة الجنوب للاطلاع على «الصورة الحقيقية»
6 ديسمبر 2025
أعلن الجيش اللبناني عن توقيف ستة أشخاص على خلفية هجوم استهدف عناصر حفظ السلام الدوليين الذين كانوا يقومون بدوريات في جنوب البلاد، وذلك في وقت كان وفد من مجلس الأمن الدولي يستعد للقيام بزيارة ميدانية إلى المنطقة.
وذكر الجيش في بيان السبت أن مديرية الاستخبارات ألقت القبض على ستة مشتبه فيهم لبنانيين فيما يتعلق بالهجوم الذي وقع الخميس، والذي شارك فيه ستة أشخاص على ثلاث دراجات نارية أطلقوا النار على آلية دورية تابعة لليونيفيل من دون أن يسفر عن إصابات. وشدد البيان على أن المؤسسة العسكرية لن تتسامح مع أي اعتداء على قوة حفظ السلام.
تلعب قوات اليونيفيل دورَ حاجزٍ بين إسرائيل ولبنان منذ ما يقرب من نصف قرن، وتراقب أيضاً الالتزام بقرار وقف النار الذي أبرم في نوفمبر من العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله. وجاءت الاعتقالات بعد لقاء للرئيس جوزيف عون مع وفد مجلس الأمن الجمعة، حيث أعلن الأخير عزمه جولة جنوبية «للاحاطة بما يحصل على الأرض».
قال عون إن جولة الوفد ستتيح له «رؤية الصورة الحقيقية لما يجري هناك»، بعد مناقشات تناولت تصاعد التوتر مع إسرائيل وجهود الجيش اللبناني لتفكيك السلاح خارج شرعية الدولة. وكان اتفاق الهدنة السابق يفترض انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية وتفكيك قدرات حزب الله العسكرية، لكن القوات الإسرائيلية لا تزال تحتل على الأقل خمسة مواقع داخل الأراضي اللبنانية وتنفذ هجمات شبه يومية عبرت عن مقتل أكثر من 300 شخص، وفق الأمم المتحدة.
تؤكد إسرائيل أن عملياتها تستهدف عناصر وبنية تحتية لحزب الله لمنع تجدد قدراته العسكرية، غير أن ضرباتها قضت على عشرات المدنيين ودمرت مبانٍ سكنية وبنى تحتية حيوية. كما اشتكت اليونيفيل مؤخراً من تعرض قواتها لإطلاق نار من أو قرب مواقع إسرائيلية.
تأتي زيارة وفد مجلس الأمن في ظل مؤشرات متحفظة على أن حواراً أوسع قد يكون جارياً بين لبنان وإسرائيل، إذ جرت محادثات مباشرة يوم الأربعاء تحت مظلة آلية مراقبة وقف النار. وأبلغ عون المندوبين بأن لبنان «اعتمد خيار التفاوض مع إسرائيل» وأن «القرار نهائي ولا رجعة عنه».
أثار الإعلان استياء حزب الله، الذي اعتبر أن مقاربة لبنان تشكل «تنازلاً مجانياً» لا يكفل وقف الاعتداءات.