حماس وإسرائيل تتجهان إلى المرحلة الثانية من خطة غزة المدعومة أميركياً أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

بينما يستعدّ الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس للانتقال إلى المرحلة الثانية من مخطط تقوده الولايات المتحدة لإنهاء ما توصف به الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها إبادة، تلوح خلافات بشأن الدور الذي لم يُحدَّد بعد لقوة الاستقرارر الدولية في القطاع الفلسطيني المحاصر.

قال مسؤول بارز في حماس، باسل نعيم، يوم الأحد إن المسودة الأمريكية “تحتاج إلى الكثير من الإيضاحات”. وأوضح أن الحركة مستعدة لمناقشة “تجميد أو إيداع” مسلاحاته خلال الهدنة الجارية، لكنها لن تقبل بأن تتولى قوة دولية مسؤولية نزع السلاح.

مقالات موصى بها
قائمة مكوّنة من أربعة عناصر

“نرحب بقوة (تابعة للأمم المتحدة) تكون قرب الحدود، تراقب اتفاق وقف إطلاق النار، تُبلِّغ عن الانتهاكات، وتمنع أي تصعيد”، قال نعيم، مضيفاً أن حماس لن تقبل أن يكون لهذه القوة “أي نوع من الصلاحيات” داخل الأراضي الفلسطينية.

جاءت تصريحات نعيم بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من اليوم إنه سيلتقي دونالد ترامب لمناقشة الانتقال إلى مرحلة جديدة من خطة الرئيس الأمريكي بنهاية الشهر. وذكر أن تركيز اللقاء سيكون على إنهاء حكم حماس في غزة وضمان التزامها بالخطة التي تدعو إلى نزع سلاح القطاع.

“لدينا مرحلة ثانية، ليست أقل صعوبة، وهي تحقيق نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح”، صرح نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني الزائر فريدريش ميرتس.

لم يتضح ما إذا كانت تصريحات نعيم بشأن تجميد أو إيداع الأسلحة ستُرضي مطالب إسرائيل بنزع السلاح الكامل. وقال المسؤول في حماس إن الحركة تحتفظ بـ”حق المقاومة”، مضيفاً أن التخلّي عن السلاح قد يحدث كجزء من مسار يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، مع هدنة طويلة الأجل محتملة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات.

يقرأ  بوتاس وبيريز ينضمان إلى فريق كاديلاك في سباقات الفورمولا ١ موسم ٢٠٢٦

تُبقي المسودة الأمريكية الباب مفتوحاً أمام الاستقلال الفلسطيني، لكن نتنياهو رفض ذلك منذ زمن طويل، معتبراً أن إنشاء دولة فلسطينية سيكون مكافأة لحماس.

خطة غامضة

تقدّم خطة ترامب المؤلفة من عشرين بنداً مساراً عاماً لمسائل مثل تأسيس قوة الاستقرار وتشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية تعمل تحت “مجلس سلام” دولي، لكنها لا تقدم تفاصيل ملموسة أو جداول زمنية محددة.

قال مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقعون “وصول قوات برية” في أوائل العام القادم، لكن رغم موافقة دول مثل إندونيسيا على المساهمة بقوات، لا توجد خارطة طريق لإنشاء القوة، ولم تُحدَّد تشكيلتها الدقيقة أو هيكل قيادتها أو مسؤولياتها.

بدت غموض الخطة معترفاً به حتى من نتنياهو. “ما هو الجدول الزمني؟ ما هي القوات التي ستأتي؟ هل سنشهد قوات دولية؟ وإن لم يكن، ما البدائل؟ هذه كلها مواضيع قيد النقاش”، قال ذلك يوم الأحد.

أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن المرحلة الثانية من الخطة، التي ستُفعَّل بمجرد أن تُعيد حماس آخر أسير إسرائيلي — وهو شرطي قُتل في هجوم 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل — ستكون “أكثر صعوبة”.

لقد أثبتت المرحلة الأولى من الخطة صعوبات بالغة، بينما واصلت إسرائيل قصف غزة طوال الهدنة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 370 فلسطينياً بحسب مسؤولين صحيين، وفي المقابل اتهمت إسرائيل حماس بالإطالة في عمليات إعادة الأسرى.

الجيش الإسرائيلي: الخط الأصفر «حدود جديدة»

شهدت الخطوات الأولى للخطة انسحاب قوات إسرائيلية إلى مواقع خلف ما يُسمى بالخط الأصفر في غزة، رغم أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يسيطر على 53 في المئة من الأراضي. وقال الجيش يوم الأحد إن خط الترسيم هذا يمثل “حدوداً جديدة”.

“لدينا سيطرة عملياتية على أجزاء واسعة من قطاع غزة، وسنظل على هذه الخطوط الدفاعية”، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، الفريق الأركان إيال زامير. “الخط الأصفر هو خط حدودي جديد، يخدم كخط دفاعي أمامي لمجتمعاتنا وخط نشاط عملياتي.”

يقرأ  ذعر بين الصيادين الفنزويليين بعد ضربات أمريكية استهدفت قوارب في البحر الكاريبي

حذّر رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في منتدى الدوحة يوم السبت من أن الهدنة وصلت إلى “لحظة حرجة” وقد تنهار من دون تحرك سريع نحو اتفاق دائم. وقال إن وقف إطلاق النار الحقيقي “لا يمكن أن يكتمل إلا بانسحاب كامل” للقوات الإسرائيلية، إلى جانب استعادة الاستقرار وحرية الحركة للفلسطينيين، وهو ما لم يتحقق حتى الآن بموجب المرحلة الأولى من الخطة. ولم يَشِر في تعليقاته إلى الخط الأصفر.

في ظل تزايد الزخم نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام، التقى مسؤولون إسرائيليون وقطريون مع نظرائهم الأمريكيين في محاولة لإعادة بناء العلاقات بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على الدوحة في سبتمبر، بحسب تقرير لِـAxios استند إلى مصادر لم تُسمَّ.

أضف تعليق