مشروع فوتوغرافي عن العائلة وذكريات الطفولة المشتركة من توقيع الفنانة البصرية سايوري ايشيدا. ولِدَت في اليابان وتقيم حالياً في المملكة المتحدة؛ تستكشف ممارستها الفنيّة قضايا الهوية الذاتية وتستند كثيراً إلى تجاربها الحياتية الخاصة. عنوان العمل «تعزف البيانو في الطابق العلوي» ينبع من علاقتها بأختها وذاكرتهاما المشتركة عن النشأة.
التقطت جميع الصور في مسقط رأسهما نيجاتا، بلدة ساحلية صغيرة تُعد من أكثر المناطق تساقطاً للثلوج في اليابان، وهي أيضاً موطن محطة كاشيوازاكي-كاريوا النووية التي عمل فيها والدهما. بعد كارثة فوكوشيما صار المكان مرآةً للحنين والقلق معاً؛ جماله لا ينفصل عن شعورٍ طاغٍ بعدم الاطمئنان.
تروي ايشيدا أن أخلاقياتهما وطباعهما كانت متباعدة في الصغر، وأن فقدان والدتهما للسرطان في أواخر سن المراهقة جمعهما في مواجهة الحزن، ومن ثم نمت تدريجياً بينهما حالة من الفهم الأعمق. أصبح تصوير أختها وسيلة للاعتراف بتحوّل ذلك الرباط—كيف أن سنوات الصمت والصراع والرعاية نسجت قرباً هشّاً لكنه باقٍ ودائم.
جمع العمل بين بورتريهات هادئة لأختها ودراسات صامتة للمحيط الطبيعي المحيط: الحقول والثلوج والبحر. مشاهد الثلج لها وقع خاص؛ فشتاء نيجاتا الطويل وسجلات تساقط الثلوج القاسية شكلت إحساسهما بالزمن والتحمل، حتى أن العالم كان يختفي تحت طبقاتٍ من الأبيض. تلك اللقطات الثلجية تعمل كمجاز للذاكرة نفسها—متبدلة، مواربة، لكنها تتوهّج برفق تحت السطح.