هجليج أكبر حقل نفطي في السودان، ويعد المرفق الرئيسي لمعالجه صادرات النفط التابعة لجنوب السودان المجاورة.
نشر في 8 ديسمبر 2025
اعلن فصيل قوات الدعم السريع شبه العسكرية أنه سيطر على حقل هجليج الاستراتيجي في ولاية جنوب كردفان السودانية. وجاء إعلان الاستيلاء في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وتلاه بيان من القوات المسلحة السودانية للحكومة العسكرية يفيد بانسحابها من المنطقة. تزامن الاستحواذ مع حملة توسع تقودها قوات الدعم السريع من دارفور غرباً صوب الشرق والجنوب، بعدما سيطرت بالكامل على أجزاء واسعة من دارفور الشهر الماضي.
يوسف عليان، رئيس «الإدارة المدنية» المرتبطة بالدعم السريع في المنطقة التي يقع فيها الحقل، صرّح في بيان بأن العملية تمت بتنسيق تحت إشرافه. وقال إنه ساهم في «تجهيز قوة خاصة مؤهلة ومدربة … لتأمين حقل هجليج وحماية منشآت النفط من أي أعمال تخريب أو تهديدات قد تمس سلامتها».
حقل هجليج هو الأكبر في السودان، ويضم أيضاً المرفق الرئيسي لمعالجه نفط جنوب السودان.
القتال من أجل الموارد
تواصل قوات الدعم السريع تعبئة عناصرها للسيطرة على مزيد من المناطق في وسط وجنوب السودان، محققة اختراقات من دارفور باتجاه الشرق والجنوب. وخاضت الأسبوع الماضي قتالاً حول مدينة بابنوسة في غرب كردفان، التي تُعتبر بوابة إلى دارفور.
يمثّل الدفع شرقاً إلى منطقة كردفان الكبرى مساراً محتملاً نحو العاصمة الخرطوم، ومن شأن أي توسع أن يوفر موارد تمويلية كبيرة أيضاً، إذ يُعد السودان الوسطي مركزاً زراعياً مهماً، بينما تُختزن في أجزاء جنوبية من كردفان احتياطيات من الذهب إلى جانب النفط.
يقع حقل هجليج في أقصى جنوب الولاية، وقد شهد في الأسابيع الأخيرة اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة. وفي أغسطس الماضي أُجبرت السلطات على تعليق العمليات مؤقتاً في الحقل بعد ضربات بطائرات مسيّرة.
قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن قوات الجيش انسحبت «لحماية المنشآت النفطية ومنع حدوث أضرار». وأفاد عليان بأن إدارته حدّدت الآن الدخول إلى الحقل لقوة مهمّة أُنشئت «لحمايته».
ووصفت قوات الدعم السريع في بيان «تحرير منطقة نفط هجليج» بأنه نقطة مفصلية في تحرير الوطن بأسره، بحسب تعبيرها.
أخبر مهندس لم تُذكر هويته وكالة فرانس برس بأن الجيش والعاملين في الحقل أُخليوا إلى جنوب السودان، «وأُغلق أيضاً مرفق المعالجه القريب من الحقل الذي تمرّ عبره نفطيات جنوب السودان».
يغوص السودان في حرب أهلية منذ أبريل 2023، حين اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأسفرت المواجهات، وفق الأمم المتحدة، عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير أكثر من 12 مليون شخص، فيما يحتاج نحو 30 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية.