لورا كريس — مراسلة تكنولوجيا
أوقفت منصة X إمكانية قيام المفوضية الأوروبية بنشر إعلانات عبر حساباتها على الشبكة، خطوة جاءت بعد أيام من توقيع غرامة قيمتها 120 مليون يورو على موقع إيلون ماسك بسبب آلية الشارات الزرقاء للتحقق.
اتهم نيكيـتا بيير، الذي يشغل منصباً رفيعاً في المنصه، الجهة التنظيمية الأوروبية بأنها حاولت «الاستفادة» من ثغرة في نظام الإعلانات لنشر منشور يروّج لخبر الغرامة. وكتب أن «القواعد لا تنطبق على حسابكم»، وأبلغ أن «حسابكم الإعلاني قد أُغلق».
وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية لهيئة الإذاعة البريطانية إن المفوضية «تستخدم جميع منصات التواصل الاجتماعي بحسن نية». وتُعد الغرامة التي فُرضت يوم الجمعة أول عقوبة تُنفّذ بمقتضى قانون الخدمات الرقمية التابع للاتحاد الأوروبي.
اعتبرت الهيئة أن نظام الشارات الزرقاء على X «مضلّل» لأن الشركة لم تكن تُجرِي تحققاً جوهرياً من هويات المستخدمين، ما يعرّضهم للاحتيال وعمليات انتحال الهوية وأنماط أخرى من التلاعب من جهات خبيثة. كما اتهمت المنصة بعدم توفير قدر كافٍ من الشفافية حول إعلاناتها ورفضها منح الباحثين إمكانية الوصول إلى البيانات العامة.
وطُلِب من X الردّ على مخاوف المفوضية بشأن علامات التحقق الزرقاء خلال ستين يوماً، وإلا فستواجه عقوبات إضافية.
وردّ ماسك بعد الغرامة بانتقاد لاذع دعا فيه إلى «إلغاء» الاتحاد الأوروبي، وأعاد تغريد منشور يقارن سلوك المنظمين بالاستبداد. واتهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ولجنة الاتصالات الفدرالية المفوضية الأوروبية بأنها تشن هجوماً على شركات أمريكية وتقوم بعمليات رقابة، مضيفين أن «عصر رقابة الأمريكيين على الإنترنت قد ولى».
«لم يُساء استخدامها هكذا»
بدأت الخلافات عندما اتهم بيير المفوضية بتفعيل حساب نادراً ما يُستخدم «للاستفادة من ثغرة»، وأضاف أنها نشرت رابطاً بدا للمستخدمين كفيديو ليُعطى للمنشور انتشاراً مصطنعاً، مشيراً إلى أن الثغرة «لم يُساء استخدامها هكذا من قبل» وقد تم إزالتها الآن.
تُستخدم الحسابات الإعلانية على X من قبل الشركات لإنشاء وتحليل حملات إعلانية مدفوعة وتشغيل مشاركات «مروَّجة» منفصلة عن حسابات المستخدمين العادية.
وردت المفوضية بأن ما قامت به «مجرد استخدام للأدوات التي توفرها المنصات لحساباتنا المؤسسية»، وأنها تتوقع أن تكون هذه الأدوات متوافقة بالكامل مع شروط المنصات وإطارها التشريعي.
وليس هذا النزاع الأول بين X والجهات التنظيمية العالمية؛ ففي 2024 رفعت المحكمة العليا في البرازيل الحظر عن X بعدما وافقت الشركة على دفع 28 مليون ريال، وجرى تعليق حسابات اتُهمت بنشر معلومات مضللة. وفي العام الذي سبقه غرّمت هيئة سلامة الإنترنت الأسترالية المنصة 610 آلاف دولار أسترالي لعدم تعاونها في تحقيق بشأن ممارسات مناهضة لاستغلال الأطفال.