وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببدء مفاوضات فورية تهدف إلى إطلاق سراح كافة الرهائن المتبقين ووضع حد للحرب بشروط «مقبولة لإسرائيل». وأبلغ نتنياهو قواته مساء الخميس بأن حكومته صادقت أيضاً على خطط لشن هجوم واسع على مدينة غزة في شمال القطاع، رغم معارضة داخلية ودولية واسعة.
وافق حماس على اقتراح أعدّه وسطاء قطريون ومصريون بشأن هدنة لمدة 60 يوماً يوم الاثنين، والتي قال قطر إنها تشمل إطلاق سراح نصف الرهائن المتبقين في غزة. لكن نتنياهو، في أول ردّ له، لم يقبل بالخطة المطروحة على الطاولة.
في بيان مصوّر خلال زيارة إلى مقر فرقة غزة داخل إسرائيل مساء الخميس، قال نتنياهو إنه «وجّه بالبدء فوراً في مفاوضات لإطلاق سراح جميع رهائننا». وأضاف أنه أتى للمصادقة على خطط جيش الدفاع الإسرائيلي للسيطرة على مدينة غزة وهزيمة حماس، مشدّداً على أن المسألتين — هزيمة حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن — مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً، من دون أن يورد تفاصيل حول المرحلة التالية من المحادثات.
على مدى هذا الأسبوع عبر مسؤولون إسرائيليون عن معارضتهم لاتفاق هدنة ينطوي على إطلاق جزئي للرهائن. وقال مكتب نتنياهو يوم السبت إن إسرائيل لن «توافق على صفقة إلا بشرط إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة»، وأن شروط إنهاء الحرب تتضمن نزع سلاح حماس، ونزع الطابع العسكري عن غزة، والسيطره الإسرائيلية على محيط غزة، وتثبيت إدارة لا تنتمي إلى حماس ولا إلى السلطة الفلسطينية.
تعتقد إسرائيل أن 20 فقط من أصل 50 رهينة ما زالوا أحياء بعد 22 شهراً من الحرب. وأفاد فلسطينيون بوجود قصف عنيف في المناطق الشرقية من مدينة غزة يوم الخميس، بعد يوم من إعلان الجيش أنه اتخذ الخطوات الأولى في الهجوم.
وحذرت قوات الجيش الطبيين والمنظمات الدولية من الاستعداد لإجلاء مخطط لسكان مدينة غزة البالغ عددهم مليون نسمة إلى ملاجئ في الجنوب قبل تقدم القوات. وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس إنها ترفض «أي خطوة تقوّض ما تبقّى من النظام الصحي». من جهتها، تعهّدت الأمم المتحدة ومجموعات الإغاثة بالبقاء لتقديم المساعدة لمن لا يمكنهم أو يختارون عدم الانتقال.
أعلن نتنياهو عزمه السيطرة على كامل قطاع غزة بعد انهيار محادثات غير مباشرة مع حماس الشهر الماضي. وشن الجيش الإسرائيلي حملة في غزة ردّاً على الهجوم الذي قادته حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأخذ 251 آخرين رهائن.
وحتى الآن، تقول وزارة الصحة في القطاع إن عدد القتلى في غزة بلغ على الأقل 62,192 شخصاً منذ بدء الصراع، وتستشهد الأمم المتحدة وغيرها بأرقام الوزارة كمصدر الإحصاءات الأكثر موثوقية المتاح.