تقرير الشرطة: «إم آي 5» حمى عميلًا تابعًا للجيش الجمهوري الإيرلندي (IRA) ارتكب جرائم قتل

تقرير للشرطة: أجهزة الأمن البريطانية سمحت لجاسوس رفيع في الجيش الجمهوري الإيرلندي بالاستمرار في ارتكاب جرائم جسيمة

كشفت نتائج تحقيق واسع النطاق أن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (MI5) حمى عميلًا مزدوجًا داخل صفوف الجيش الجمهوري الإيرلندي (IRA) ارتكب عمليات قتل خلال فترة الصراع في أيرلندا الشمالية، ثم نجح في الإفلات من الملاحقة القضائية.

النتائج الصادرة عن “عملية كينوفا” — تحقيق شرطي استمر قرابة عقد كامل في شأن الاسم الرمزي “ستيكنايف” — تشير إلى أن هذا المسؤول في المنظمة المسلحـة كان يزوّد الجانب البريطاني بمعلومات بينما يقود في الوقت نفسه وحدة الأمن الداخلي للـ IRA، التي كانت تختطف وتستجوب وتقتل من يُشتبه في تعاونهم مع الخصم.

عمل “ستيكنايف” خلال عقود الصراع المعروفة باسم Troubles، الذي واجه الجمهوريين المطالبين بتوحيد الجزيرة مع قوات بريطانية وفصائل يونية معارضة للبقاء داخل المملكة المتحدة. وأسفرت أعمال العنف عن نحو 3500 قتيلاً قبل أن يُبرم اتفاق يوم الجمعة العظيمة عام 1998 يُنهي العنف إلى حد كبير.

اتهم المحققون جهاز MI5 بأنه سمح للعميل بمواصلة ارتكاب جرائم خطيرة، معتبِرين أن ذلك نتج عن “شعور منحرف بالولاء” حال دون مساءلته. ويتضمن التقرير أن الجهاز نقل هذا العميل إلى خارج أيرلندا الشمالية مرّتين تحت ذريعة “الإجازات”، رغم علمه بأن الشرطة كانت تطارده بتهم تتعلق بالمؤامرة على القتل والاحتجاز الخاطئ.

لم يكشف التحقيق عن هوية “ستيكنايف” رسمياً، لكن الاسم يرتبط على نطاق واسع بساكن بلفاست فريدي سكاباتيتشي، الذي ذُيّنت به صلات بأربع عشرة جريمة قتل وخمسة عشر اختطافاً. توفي سكاباتيتشي في 2023، وقد اعترف بعض الانتماء إلى صفوف الـ IRA لكنه نفى العمل لصالح المخابرات البريطانية.

كما وجّهت “عملية كينوفا” انتقادات لجهاز MI5 بشأن تأخير الإفراج عن وثائق جوهرية، معتبرة أن بعض الحوادث قد تُفهم على أنها محاولات لتقييد التحقيق، استنزاف الوقت، تفادي الملاحقات القضائية… وإخفاء الحقيقة.

يقرأ  الشرطة: إغلاق مطار كوبنهاغن إثر رصد طائرات مسيّرة

عبر مدير عام MI5، كين ماكالوم، عن اعتذاره عن التأخير في الكشف وأبدى تعاطفه مع الضحايا وعائلاتهم. وأوضح التقرير أن ثمة “حالة أخلاقية قوية” تدعم الكشف العلني عن هوية “ستيكنايف” وأن على الحكومة البريطانية تقديم اعتذار لعوائل الضحايا والناجين.

تالفت تكلفة التحقيق نحو 40 مليون جنيه استرليني، واستعرضت العملية 101 قضية قتل واختطاف مرتبطة بتلك الوحدة، وحددت أكثر من 3500 تقرير استخباراتي صادر عن “ستيكنايف” لم تُجْرَ بشأنها أي إجراءات. ويخلص المحققون إلى أن في إمكان هذه المعلومات أن تنقذ أرواحًا كانت يمكن ويجب أن تُنقذ.

أضف تعليق