تقرير: تحطّم طائرة نقل عسكرية في السودان الممزّق بالحرب يودي بحياة طاقمها

سقوط طائرة عسكرية وإستيلاء على حقل نفطي استراتيجِي

سقطت طائرة نقل عسكرية من طراز إليوشن إل‑76 أثناء محاولتها الهبوط في قاعدة عثمان دقنة الجوية قرب مطار بورتسودان، ما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم. ذكرت مصادر عسكرية لوكالة الأنباء أن الطائرة انفجرت إثر عطل فني أثناء الاقتراب من المدرج، فيما لم تُفصح القوات المسلحة السودانية المتحالفة مع الحكومة عن عدد الركاب على متن الطائرة.

الحادثة تأتي في سياق توسع الأعمال القتالية في مناطق البلاد الوسطى والغربية، بعد أن استهدفت ضربات مُسيّرة مواقع متعددة في بورتسودان قبل أشهر وكانت آخرها في مايو.

تطورات ميدانية واقتصادية

في تطور ميداني خطير، سيطرت قوات الدعم السريع على حقل هجليغ النفطي، أكبر منشأة نفطية في السودان، في ولاية غرب كردفان بعد انسحاب القوات الحكومية من مواقعها، وفق تقارير صحيفة سودان تريبيون. نقلت أنباء أخرى عن تراجع القوات الحكومية من بابنوسة، بوابة استراتيجية قالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت عليها في أوائل ديسمبر.

فقدان حقل هجليغ يمثل ضربة قاصمة لإيرادات الحكومة الموالية للجيش، إذ يعالج الحقل بين 80 و100 ألف برميل من الخام يومياً لصالح السودان وجنوب السودان، ويمر عبره خط أنابيب إلى ميناء بورتسودان.

أبعاد إقليمية ودولية

قال أحمد إبراهيم، مستشار حكومي سابق، إن الهجوم على هجليغ يندرج ضمن محاولة من قوات الدعم السريع لاستدراج جنوب السودان المُنهك بهدنة هشّة إلى صفها في الصراع. وقد تحوّل محور الصراع نحو إقليم كردفان بعد سقوط الفاشر الشهر الماضي، الذي وصفته الأمم المتحدة بمسرح جريمة. المكاسب المتسارعة لقوات الدعم السريع في المنطقة الوسطى قد تؤدي إلى شطر البلاد، وعزل مناطق تحت سيطرة الجيش، وتمكين امتداد سيطرة شبه عسكرية مستمرة من تشاد حتى عمق السودان.

يقرأ  صورة مُعدَّلة تزعم زورًا أنها تُظهر جواز سفر تابع لحركة انفصالية نيجيرية

على الصعيد الدولي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أربعة مواطنين كولومبيين وأربع شركات متهمة بتجنيد مئات المحاربين القدامى للقتال لصالح قوات الدعم السريع. ومع ذلك، لم تستهدف العقوبات شركة «غلوبال سيكيوريتي سيرفيسز غروب» الإماراتية، التي رصدت تحقيقات نشرها مركز Sentry ترتيبها لنقل مرتزقة كولومبيين إلى السودان. وتؤكد الإمارات باستمرار أنها لم تزوّد الدعم لقوات الدعم السريع.

محاكمة تاريخية ومأساة إنسانية

قضت المحكمة الجنائية الدولية بسجن علي الكوشيب، القيادي السابق في قوات الدفاع الشعبي (المعروفة أيضاً بالجنجويد)، لمدة عشرين عاماً بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت في دارفور بين 2003 و2004. وتمثل هذه الإدانة أول متابعة للمحكمة لجرائم ارتُكبت في دارفور، التي تشهد اليوم تجدداً لجرائم واسعة مع تقدم قوات الدعم السريع في غرب ووسط السودان.

منذ أبريل 2023، أدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف وتهجير أكثر من 12 مليون شخص داخل وخارج البلاد. وحذّر برنامج الأغذية العالمي من أن نحو 20 مليون إنسان يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء، بينما يوشك ستة ملايين على حافة المجاعة.

نداء لوقف التحوّل إلى «المألوف»

حذّر جَفيد عبد المنعم، رئيس منظمة أطباء بلا حدود الدولية، في مقالة نشرها، من قبول المجتمع الدولي لما وصفه بـ«الوضع الطبيعي الجديد» لجرائم جماعية في السودان. وقال إن ديناميكيات الصراع تشير إلى أن معاناة الفاشر ربما لا تكون نهاية أعمال العنف الرهيبة، بل علامة على تصاعد كارثي يستهدف المدنيين، لا سيما حالياً في إقليم كردفان.

أضف تعليق