الولايات المتحدة تطالب بوقف الأعمال العدائية مع دخول الاشتباكات يومها الثالث

طالبت الولايات المتحدة تايلاند وكمبوديا بـ«وقف الأعمال العدائية فوراً»، بعد أن امتدت الاشتباكات الحدودية لليوم الثالث ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وتشريد مئات الآلاف.

وقال وزير الخارجية ماركو روبيو إن على القطرين الالتزام بإجراءات خفض التصعيد المنصوص عليها في اتفاق سلام توسط فيه الرئيس دونالد ترامب في أكتوبر الماضي.

وأضاف ترامب أنه سيجري «مكالمة هاتفية» لوقف القتال، في حين اتهمت كل من البلدين الأخرى بإشعال المواجهات التي شهدت غارات جوية وتبادلاً لقصف المدفعية.

ويرتفع عدد القتلى خلال ثلاثة أيام من العنف إلى عشرة أشخاص — سبعة من كمبوديا وثلاثة من تايلاند. وأفاد مسؤولو تايلاند بإجلاء أكثر من 400,000 شخص، بينما أعلنت بنوم بن أن نحو 100,000 على الجانب الكمبودي نُقلوا إلى ملاجئ.

ونقلت وزارة الدفاع التايلاندية يوم الأربعاء أن العمليات العسكرية «مقيدة النطاق وتوظفت كخيار أخير». وقال متحدث باسم الوزارة: «السلام لا بد أن يقترن بأمن وسلامة مواطنينا، نقطة على السطر».

ومن جانبها اتهمت كمبوديا تايلاند بشن «هجمات عسكرية عدوانية» استهدفت مؤسسات مدنية و«مواقع ثقافية مقدسة»، بما في ذلك معابد تاريخية على طول الحدود المتنازع عليها.

كما أعلنت كمبوديا الأربعاء انسحابها من دورة الألعاب الآسيوية الجنوبية الشرقية التي تستضيفها تايلاند. وأوضحت اللجنة الأولمبية الوطنية الكمبودية أن قرار الانسحاب جاء استجابةً لـ«مخاوفٍ جدية وطلبات» عائلات الرياضيين، مؤكدة أن القرار «لم يُتّخذ باستخفاف».

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الطرفين إلى «ضبط النفس وتفادي مزيد من التصعيد»، مشيداً بتداعيات النزاع التي أدت إلى «خسائر مدنية كبيرة، وإلحاق أضرار ببنى تحتية مدنية، وتشريد على كلا الجانبين».

لقد تفاقم النزاع الحدودي، الذي يمتد جذوره لأكثر من قرن بين الجارين الآسيويين، بشكل كبير في 24 يوليو حين أطلقت كمبوديا وابلًا من الصواريخ نحو تايلاند تلاها ضربات جوية تايلاندية. وأدى ذلك إلى خمسة أيام من القتال العنيف التي أوقعت عشرات القتلى من العسكريين والمدنيين.

يقرأ  الولايات المتحدة توسّع التحقق من حسابات التواصل والسجل الوظيفي لطالبي تأشيرة إتش‑١بي — أخبار دونالد ترامب

وبعد ذلك الشهر توصلت بانكوك وبنوم بن إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار» بوساطة رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم وترامب — الذي هدد آنذاك بوقف مفاوضات الرسوم الجمركية حتى تتوقف الأعمال القتالية.

وفي أكتوبر أعلن ترامب أنه حقق إنجازاً تاريخياً بإنهاء النزاع الحدودي بعد توقيع الطرفين اتفاقية لوقف إطلاق النار، غير أن التوترات استمرت في الغليان.

وتوسعت أعمال العنف هذا الأسبوع إلى ما لا يقل عن ست مقاطعات في شمال شرق تايلاند وخمس مقاطعات في الشمال والشمال الغربي الكمبودي.

وتتنازع تايلاند وكمبوديا السيادة على نحو 800 كم من الحدود البرية منذ أكثر من قرن، منذ تحديد خطوط الحدود بعد الاحتلال الفرنسي لِكمبوديا.

هذا الأسبوع أصدرت عدة دول، من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان، تحذيرات بعدم السفر إلى المناطق الحدودية نظراً لاستئناف القتال.

أضف تعليق