حظر الأطفال من التطبيقات بدء سريان أول سياسة من نوعها عالمياً

دخل حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال في استراليا حيز التنفيذ، فاستيقظ آلاف المراهقين ليجدوا حساباتهم قد أُغلقت أو جرى تقييدها. وفي المقابل، يقول بعضهم لوسائل الإعلام إنهم نجحوا بالفعل في الالتفاف على الإجراءات وسيواصلون التمرير والنشر إلى أن يُكشف أمرهم.

القانون الجديد يلزم شركات المنصات — مثل ميتا، تيك توك، ويوتيوب — باتخاذ “خطوات معقولة” لضمان عدم امتلاك سكان أقل من 16 عامًا حسابات على منصاتهم. ومع رفع سن الاستخدام إلى 16 سنة ورفض استثناء موافقة الأهل، أصبحت استراليا أول جهة تقنن مثل هذا الموقف بشكل صارم على مستوى العالم.

رأى مؤيدو القرار أنه ضروري لحماية الأطفال من محتوى ضار وخوارزميات تستغل ضعفهم النفسي، بينما انتقده آخرون بوصفه حلاً شاملاً غير عملي ولا حكيم. هذا التشريع كان من مشاريع رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز الشخصية؛ وقال أمام الإعلام إنّه يعتقد أن له القدرة على تغيير حياة الناس حول العالم.

“هذا يوم أشعر فيه بفخر كبير لكوني رئيس وزراء أستراليا”، قال ألبانيز محاطًا بآباء وشخصيات إعلامية دعت إلى الحظر، وأضاف: “استراليا تقول إنّ الحد قد وُضع”. وتابع أنه يتوقع أن يُدرج هذا الإصلاح بين الإنجازات الكبرى التي قد تتبناها دول أخرى.

تجارب حكومية مماثلة كانت قائمة في مناطق أخرى — من ولاية فلوريدا الأميركية إلى الاتحاد الأوروبي — فيما تفحص دول عديدة، بمن فيها الدانمارك وماليزيا وسنغافورة واليونان والبرازيل، استراليا باعتبارها حالة اختبار. الحكومة الأسترالية عرّفت عشرة منصات كبداية، شملت الأكثر انتشارًا، وحذرت منصات أخرى بأنها ستكون محط متابعة لاحقًا.

وقالت المنظِّمة المعنية بالسلامة على الإنترنت، جولي إنمان غرانت، إن وكالتها ستباشر فحوص الامتثال اعتبارًا من الخميس. ولن يُحمّل القانون الأهل أو الأطفال مسؤولية المخالفة، بل الشركات نفسها التي قد تتعرض لغرامات تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (نحو 33 مليون دولار أميركي، أو 24.5 مليون جنيه إسترليني) في حال خروقات جسيمة.

يقرأ  مواجهات بين متظاهرين مناهضين للحكومة وقوات الشرطة في عدة مدن صربية — أخبار الاحتجاجات

“غدًا سأصدر إخطارات معلومات للعشر منصات الكبرى وسنُطلع الجمهور قبل عيد الميلاد على كيفية تطبيق قيود السنّ وما إذا كنا، تمهيديًا، نرى أثرًا لها”، قالت إنمان غرانت. وفي أستراليا إجماع واسع على أن شركات التواصل تفشل في حماية المستخدمين، وخصوصًا الأطفال، من الأذى على منصاتها.

من جهة ثانية، عبّرت فلوْرنس برودريب — المعروفة باسم فلوْسي — وهي تلميذة من تسمانيا تبلغ 12 عامًا، عن اعتقادها بأن الحظر سيساعد أطفالًا مثلها على النمو بصحة وسلامة ولطف واتصال أفضل. وقالت: “أدمغتنا تمر بإعادة توصيل كبيرة… ووسائل التواصل مصممة لاستغلال ذلك”، مضيفة: “الشباب يستحقون ما هو أفضل من هذا”.

أظهرت استطلاعات رأي أن الحظر يحظى بشعبية كبيرة بين الآباء الذين يأملون في أن يخفف أيضًا من التنمر الإلكتروني واستغلال الأطفال، بينما هو أقل رواجًا بين المراهقين أنفسهم. ونبه بعض ناشطي الصحة النفسية إلى أنّ الحظر قد يحرم الشباب، وخصوصًا من مجتمع LGBTQ+ والمختلفين عصبيًا وسكان المناطق الريفية، من شبكات تواصل مهمة ويجعلهم أقل استعدادًا لمواجهة واقع الحياة الرقمية.

حذر خبراء من سهولة تحايل الأطفال على القيود إمّا بخداع تقنيات التحقق من العمر أو باللجوء إلى فضاءات أخرى على النت قد تكون أقل أمانًا. ودعا منتقدون بدلاً من الحظر الشامل إلى تعزيز التوعية والتعليم وتحسين آليات الرقابة والمحتوى، في حين أكدت شركات التكنولوجيا أنها عزمت تحسين الضوابط الأبوية وأن الحكومة قد تبالغ في توقعاتها.

ألبانيز ردّ عن سؤال بشأن معايير النجاح قائلاً إنّ “النجاح يكمن في أن الأمر يحدث وأننا نفتح هذا النقاش”، معترِفًا أنه لن يكون مثالياً وأن العمل مستمر لمعالجة الثغرات. من جانبها، أكدت إنمان غرانت أن استراليا تلعب لعبة طويلة الأمد، وأن حوادث التهرب أو قصص النجاة من القيود ستتصدر العناوين، لكنها لن تثني_regulators عن متابعة التنفيذ وفرض الامتثال، متوقعة أن تحذو دول أخرى حذوها كما سبق أن قادتها في قضايا التعبئة للتدخين على الطائرات، وإصلاحات الأسلحة، وحماية المياه، وسلامة التعرض للشمس. يبدو أن النص الذي أردتَ ترجمته لم يُرفَق. هل يمكنك لصق النص المطلوب هنا؟

يقرأ  مهمة إنقاذ حياة لجراح تجميل من لندن في غزة

أضف تعليق