فوز تاريخي في ميامي: ايلين هيغنز تتولى رئاسة البلدية بعد ثلاثة عقود من غياب الديمقراطيين
في تصويت أُجري يوم الثلاثاء فازت الديموقراطية ايلين هيغنز برئاسة بلدية ميامي، منهيةً فترة امتدت قرابة ثلاثين عاماً لم تكن فيها المدينة بقيادة حزبها. جاءت هزيمة المرشح الجمهوري الذي حظي بتأييد دونالد ترامب في مدينة يغلب عليها الطابع اللاتيني، لتكتسب السباق دلالات وطنية رغم الطابع الرسمي غير الحزبي للانتخابات.
النتائج النهائية والوقائع الأساسية
– أعلنت نتائج أولية من مكتب مراقب انتخابات مقاطعة ميامي-دايد تفوق هيغنز بنسبة تقارب 59% مقابل 41% لإميليو غونزاليس. الأرقام الكاملة أظهرت 21,550 صوتاً (59.3%) لها مقابل 14,799 صوتاً (40.7%) لمنافسها.
– هيغنز أصبحت أول امرأة تُنتخب عمدةً لميامي. في الجولة الأولى التي جرت في الرابع من نوفمبر تصدرت هيغنز بنسبة نحو 35% مقابل 19% لغونزاليس.
– تُعتبر هذه النتيجة استمراراً لسلسلة انتصارات للحزب الديمقراطي في انتخابات محلية وسنوية أدت إلى زخم قبل انتخابات التجديد النصفي في 2026.
لماذا كان السباق مهماً؟
رغم أن صلاحيات عمدة ميامي رسمياً محدودة، إلا أن المنصب يحمل رمزية كبيرة لمدينة تشكل الجالية اللاتينية جزءاً حاسماً من هويتها وتتصدر ملفات الهجرة المشهد الوطني. ميامي، التي يعيش فيها نحو نصف مليون نسمة، هي ثاني أكبر مدن فلوريدا بعد جاكسونفيل، وفي دورات انتخابية سابقة اتجهت أجزاء منها نحو الجمهوريين، مما يجعل فوز ديمقراطي بارزاً في المدينة أمراً ملحوظاً.
قضايا محورية أثّرت في التصويت
– الهجرة: كانت قضية الهجرة في صلب حملة هيغنز. تحدثت عن مخاوف ساكني المدينة من اعتقال أفراد عائلاتهم ووصفته أيضاً بأنها استفتاء على سياسات إدارة ترامب التي أثارت قلقاً حول ضمانات الإجراءات القانونية. أُبلغ عن أعداد كبيرة من الاعتقالات منذ إطلاق حملات تشديد ضد المهاجرين، وتظهر بيانات جديدة أن أكثر من 200,000 شخص اعتُقلوا منذ بداية هذه الإجراءات، وأن نحو 75,000 منهم لم تكن لديهم سجلات جنائية.
– مراكز الاحتجاز والسياسات المحلية: انتقدت هيغنز ممارسات تطبيق الهجرة ووصفَت بعض مراكز الاحتجاز التي افتُتحت بأسماء شهيرة بأنها «قاسية ولا إنسانية»، مشددة على الاختلاف الواضح بينها وبين نهج الإدارة الفدرالية. وفي المقابلات والحوارات العامة كررت أن المجتمع في ميامي مرتكز إلى المهاجرين وأن هذا ما يمنحه تميّزاً وقوة.
– القدرة على تحمل الأعباء المعيشية: ركّزت حملتها أيضاً على قضايا محلية مثل ارتفاع تكاليف السكن، بينما دعا غونزاليس إلى إلغاء ضريبة ملكية المسكن (homestead tax) وتسهيل تصاريح الأعمال. انتقد غونزاليس مشاريع البناء المكثفة وهاجم ما وصفه بتسويق ناطحات سحاب على أنها إسكان ميسور التكلفة بالقول إنها بالكاد تعكس الواقع.
مواقف المرشحين
– هيغنز: قدمت نفسها كمديرة محلية تؤمن بالتوازن بين إنفاذ القانون وحقوق السكان، ومعارضة لسياسات التفويض الاتحادية التي اعتبرتها تجرد الناس من كرامتهم.
– غونزاليس: تولى منصب مدير مدينة سابقاً ومثّل موقفاً أقسى في مسائل إنفاذ القانون، قائلاً إنه يؤيد ملاحقة «المهاجرين الذين يرتكبون جرائم» ولا يقبل في ضميره الدفاع عن مرتكبي اعتداءات خطيرة.
خلفية عن الفائزة
ايلين هيغنز نَشأت في أوهايو وترعرت في البوكيركي بولاية نيو مكسيكو؛ حاصلة على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة نيو مكسيكو وماجستير إدارة أعمال من جامعة كورنيل. قبل انتخابها عملت في مجالات التنمية الدولية والاستشارات، مع تركيز على مشاريع البنية التحتية والنقل في أمريكا اللاتينية، ومثّلت دائرة تضم أجزاء من «ليتل هافانا» ذات الطابع الكوبي المحافظ سياسياً. تبنّت لقباً شعبياً باللغة الإسبانية يعكس صورتها كواشحة في المجتمع المحلي.
ملاحظات ختامية
يمثل فوز هيغنز مؤشراً على قدرة القضايا المحلية—كالهجرة وتكاليف المعيشة—على التأثير في مواقف الناخبين حتى في مناطق تبدو ميالة سياسياً إلى اليمين، ويعكس أيضاً تحركاً نوعياً للحزب الديمقراطي في انتخابات خارج الأعوام الرئاسية. هذا التحول قد يؤثر في مناخ السياسة المحلية والإقليمية قبيل انتخابات 2026. يرجى تزويدي بالنص المراد إعادة صياغته وترجمته.