زيلينسكي يحذّر من تزايد التعاون العسكري-الصناعي بين روسيا والصين أخبار الحرب الروسية الأوكرانية

زيلينسكي: بكين تُكثّف تعاونها العسكري‑الصناعي مع موسكو

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الصين تسعى إلى “تكثيف التعاون” مع روسيا، لا سيما في المجال العسكري‑الصناعي، مع تعمق العلاقات بين الشريكين الاستراتيجيين منذ انطلاق الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. وذكر زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي أن تقرير رئيس الإستخبارات الخارجية في كييف أشار إلى اعتمادية الدولة الروسية على “الاستثمارات والتكنولوجيا والأولويات السياسية الصينية”.

نوّه التقرير كذلك — وفق زيلينسكي — بأن أجهزة استخباراتية شريكة في الغرب رصدت خطوات مشتركة بين بكين وموسكو لتوسيع التعاون في القطاع العسكري‑الصناعي. وعلى ضوء ذلك، كلف زيلينسكي جهاز الاستخبارات الخارجية الأوكراني بمراقبة هذا التعاون “بشكل أعمق” لتقييم صلته بمصالح أوكرانيا وحلفائها الغربيين.

“لا يجوز أن يُقوّض الأمن العالمي لأن شهوة روسيا للعدوان لم تخفَّ”، قال زيلينسكي.

وأشار التقرير أيضاً إلى اتساع ظاهرة “تفكيك سيادة أجزاء من الأراضي الروسية” لصالح بكين، لا سيما عبر استغلال أراضٍ غنية بالموارد وبيع موارد ثمينة إلى الصين، وهو ما يحمل الاثار جيوسياسية واقتصادية على المنطقة.

على الرغم من ضغوط الغرب، تقاربت بكين مع روسيا منذ بدء الغزو في فبراير 2022. وتتبنى الصين موقف الحياد الظاهري في الصراع، محافظًة على دور منخفض النبرة في مساعي التفاوض على السلام، رغم النداءات لاستخدام نفوذها على موسكو — التي تعتمد إلى حدّ كبير على الصين للتخفيف من أثر العقوبات الغربية — للمساهمة في إنهاء الحرب.

في أيلول/سبتمبر، حدّد زعماء الصين وروسيا رؤيتهما لنظام دولي متعدد الأطراف جديد في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وفي لقاء شهده الشهر الماضي، تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ بتوسيع الاستثمارات وتعميق العلاقات الاقتصادية مع روسيا، واعتبر تعزيز الروابط “خياراً استراتيجياً مشتركاً”. وأبرز شي قطاعات مثل الفضاء والطاقة والزراعة والاقتصاد الرقمي كمجالات للتعاون.

يقرأ  أكثر من سبعين فنانًا يحولون علب الثقاب إلى أعمال فنية لمشروع «الإضراب العام» من تنظيم جوي ماشين — كولوسال

ائتلاف الراغبين: اجتماع ووساطات لإنهاء الحرب

جاء تحذير زيلينسكي في وقت كانت فيه السلطات الأوكرانية تستعد لتسليم مفاوضي الولايات المتحدة مقترحاتها الأخيرة بشأن إنهاء الحرب، في ظل ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التوصل إلى تسوية. ومن المقرّر أن يناقش زيلينسكي وضع هذه المفاوضات في مكالمة فيديو مع قادة نحو 30 من حلفاء أوكرانيا، أعضاء ما يعرف بـ”ائتلاف الراغبين” بقيادة فرنسا والمملكة المتحدة؛ وقد أكدت الرئاسة الفرنسية إجراء الاتصال.

تدعم دول أوروبية حليفة أوكرانيا جهود زيلينسكي لضمان أن أي اتفاق لإنهاء الحرب يكون عادلاً ويردع أي اعتداء روسي مستقبلي على أوروبا، في ظل مخاوف من أن سعي ترامب لصفقة سريعة قد يفضي إلى نتيجة تميل بقوة لصالح الكرملين.

وردّاً على تصريحات لترامب ألمحت إلى أن زيلينسكي يستخدم الحرب ذريعة لتأجيل الانتخابات، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده ستكون مستعدة لإجراء انتخابات خلال ثلاثة أشهر إذا ضَمِنَ شركاؤها الأمن أثناء الحرب، وبشرط إمكانية تعديل قانون الانتخابات.

“لإجراء الانتخابات يجب معالجة مسألتين: أولاً، الأمن — كيف تجرى الانتخابات وكيف تُخاض في ظل الضربات والهجمات الصاروخية؛ وثانياً، مسألة قواتنا المسلحة — كيف سيُمارِس أفراد الجيش حقّهم في التصويت”، أوضح زيلينسكي، مضيفاً أن “المسألة التشريعية اللازمة لضمان شرعية الانتخابات” يجب أن تُعالج لأن الانتخابات لا يمكن إجراؤها أثناء حالة الطوارئ العسكرية.

قصف مستشفى في خيرسون وتصعيد قتالي مستمر

في وقت تستمر فيه جهود التوصل إلى تسوية، تواصلت العمليات العسكرية على الأرض. ونقل حاكم مُعيَّن من قبل روسيا، فلاديمير سالدو، عبر تيليغرام أن قصفاً أوكرانياً استهدف مستشفى في جزء تسيطر عليه روسيا من منطقة خيرسون الجنوبية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين؛ وقال إن جميع الضحايا كانوا من العاملين بالمرفق، وأن أحد المصابين في العناية المركزة.

يقرأ  لاتفيا تسعى لتسريع تعزيز دفاعاتها الحدودية على حدود روسيا وبيلاروسيا

وفي مكان آخر، ضربت طائرات دون طيار روسية شبكة نقل الغاز في إقليم أوديسا، وفق نائب وزير الطاقة ميكولا كوليسنيك، فيما استمر قتال شرس في مدينة بوكروفسك بشرق دونباس حيث أفادت القوات الأوكرانية بأنها تصدّت لهجوم ميكانيكي روسي.

أضف تعليق