قائمة استهداف مقلقة في سميثسونيان: ترامب يهاجم تاريخ المثليين والمهاجرين وغيرهم

أصدر البيت الأبيض في 21 أغسطس 2025 مذكرة مكونة من 26 بندًا بعنوان «الرئيس ترامب محق بشأن سميثسونيان»، جاءت بعد أيام من هجوم الرئيس عبر منصته على «تروث سوشال» حيث اتهم المؤسسة بالانشغال المفرط باستعراض «فظائع العبودية». تضمنت المذكرة أسماء معارض وأعمال فنية وبرامج محددة تعهّد البيت الأبيض بتصويبها وإزالة ما وصفه بـ«السرديات المفرّقة».

استهدفت الوثيقة خصوصًا برامج ومشروعات تبرز تاريخ ومكانة الأشخاص من مجتمع الميم، وتظهر مهاجرين بصورة إنسانية، وتستدعي شخصيات سياسية بعيدة عن الخط المحافظ مثل أنتوني فاوتشي، والناشطة أنجيلا ديفيس، والمرشّحة الاشتراكية كلاوديا دي لا كروز. كما ورد في القائمة عمل أيْمي شيرالد 2024 «تحوّل الحرية — Trans Forming Liberty» الذي كان مقررًا أن يُعرض في معرض منفرد بصالة البورتريه الوطنية، قبل أن تُسحب الفنانة عرضها مطلع الشهر الماضي مبرِّرة قرارها بمخاوف من رقابة محتملة على عملها.

من بين الأعمال المستهدفة صورة لريغوبرتو أ. غونزاليس بعنوان «لاجئون يعبرون جدار الحدود إلى جنوب تكساس» (2020)، تصور زوجين يصعدان سلَّمًا حاملين رضيعًا ويرافقهما طفل. اعتُبر هذا العمل جزءًا من دورة المسابقة الثلاثية للأوتوين في 2022، وظل في جولة متحفية لعدة أشهر لكنه غير معروض حاليًا في صالة البورتريه الوطنية وفقًا لما أفاد به الفنان. قارن غونزاليس إدراج لوحته في قائمة ترامب بحملة النازيين ضد «الفن المنحط»، مشيرًا إلى أن الفن سياسي وقادر على التحريض، وأنه وضع في أسفل اللوحة جريدة معقودة العنوان «ترامب مرفوع عنه» كدلالة رمزية، بالإضافة إلى إشارات تقود إلى الصورة المقدسة للعائلة.

كما تُحمّل المذكرة المؤسسة اتهامات بأنّها تُقصي «الأثرياء الشاحبين والرجال»، معلقة على تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز استخدمت فيه عبارات مماثلة — وهي عبارة لم تعتمدها مؤسسة سميثسونيان رسميًا. كثير من الأعمال والعروض التي وردت في قائمة البيت الأبيض سبق أن نُشرت في مقال بتاريخ 15 أغسطس بصحيفة «ذي فيديراليست» المحافظة.

يقرأ  ارتقِ بممارستك الإبداعية ومسيرتك المهنية مع برامج التعليم المستمر في إس في إيه

في الأسابيع الأخيرة شُنَّت حملة مستمرة من إدارة ترامب لفرض ما سمتْه «التفوق الأمريكي» داخل مراكز الأبحاث وواحد وعشرين متحفًا تديرها المؤسسة، مع تهديدات بمحو مناهج ونصوص تُعنى بالنظرية النقدية للعنصرية، وتواريخ مجتمع الميم، وسرديات أخرى تُصنّفها الإدارة كـ«غير وطنية». اتهم الرئيس المتاحف بكونها أحد الأعمدة المتبقية للحركة «الواوْك» الليبرالية — مصطلح له جذور في ثقافات الدفاع عن الحقوق وقد استعمله المحافظون كعبارة تقليلية للمواقف التقدمية.

افتتحت قائمة البيت الأبيض بصورة بيانية أُضيفت إلى موقع المتحف الوطني لتاريخ الأمريكيين من أصل أفريقي بعد مقتل جورج فلويد عام 2020، تحت عنوان «جوانب وافتراضات عن الثقافة البيضاء»، تضمنت أوصافًا لهياكل عائلية وسلوكيات دينية ومواقف يُفترض أنها سائدة في البياض الثقافي. اعتذر المتحف ثم أزال المخطط عقب موجة انتقادات من جهات محافظة، من بينهم بن شابيرو ودونالد ترامب الابن.

كما شملت القائمة محتويات متحف التاريخ الأمريكي التي تناقش تاريخ مجتمع الميم؛ عرضًا في المتحف الوطني للفن الإفريقي يستكشف أسطورة الدركسيا الأَفروفيتشرية؛ رسومًا متحركة تصوّر لاتينيين من ذوي الإعاقة أنتجها المتحف الوطني للأمريكيين اللاتينيين؛ وسلسلة بورتريهات تقنية الستوب موشن لأنطوني فاوتشي نفذها الفنان هوجو كروستوايت عام 2022. كذلك وُجِّهت اتهامات لمعرض «الديمقراطية الأمريكية» بميل إلى قضايا يسارية، من بينها دعم مشاركة الرياضيين المتحوّلين جنسيًا في فئات هويتهم الجنسية.

جهّت «هايبرألعريليك» طلب تعليق إلى سميثسونيان؛ ولم يُسجَّل حتى الآن رد معلن من المؤسسة بشأن مذكرة البيت الأبيض.

أضف تعليق