مخيمات الخيام تغرق: عاصفة شتوية تكشف هشاشة الهدنة في غزة

نُشر في 12 ديسمبر 2025

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل

إعصار “بايرون” اجتاح مخيمات الخيام المؤقتة في غزة، مبللاً عشرات الآلاف من المشردين، ومبرزاً أن فترة الهدنة التي استمرت شهرين لم تجرِ أي معالجة للأزمة الإنسانية المتدهورة.

عثر الأهالي على ممتلكاتهم ومؤوناتهم الغذائية مبللة داخل الخيام. الأطفال يخوضون مياه فيضانية معتمة البنية تصل أحياناً إلى مستوى الركبة، وأقدامهم تصطفّ بالنعال المبللة. تحولت الطرق الترابية إلى طين، وتدفقت النفايات ومياه الصرف كالأنهار الصغيرة.

«غرقنا. لا أملك ثياباً أرتديها ولم يعد لدينا مرات للنوم»، قالت أم سلمان أبو قناس، وهي أم مهجرة في مخيم خان يونس. وأضافت أنها لم تستطع أسرة أسرتها النوم ليلة الأمس بسبب تسرب المياه داخل الخيمة.

تقول منظمات الإغاثة إن مواد التخييم والمأوى غير الكافية سُمح بدخولها لغزة طيلة فترة الهدنة، ما زاد من معاناة الحرب عند وصول الكارثة الطبيعية. وتشير أرقام حديثة للجيش الإسرائيلي إلى أنه لم يلتزم بشرط الهدنة الخاص بدخول 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى القطاع.

«البيئات الباردة والمكتظة وغير الصحية تزيد من مخاطر الأمراض والعدوى»، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا على منصة X. «كان من الممكن تجنب هذا المعاناة عبر إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك الدعم الطبي والمأوى المناسب».

قالت صابرين قدّيح من مخيم خان يونس في منطقة المواسي المتهالكة إن عائلتها استيقظت على تسرب أمطار من سقف الخيمة بينما أغرق ماء الشارع مراتبهم.

«بناتي الصغيرات كن يصرخن»، قالت.

أبلغ أحمد أبو طه، أحد سكان المخيم، أن خيمة واحدة لم تسلم من الفيضانات. «الأوضاع سيئة جداً، لدينا كبار في السن ومشردون ومرضى داخل هذا المخيم»، قال.

يقرأ  الشرطة النيجيرية تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في أبوجا قوات الأمن تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين بأبوجا

وأفادت الدفاع المدني الفلسطيني بأن ثلاثة مبانٍ كانت متضررة سابقاً في مدينة غزة انهارت جزئياً بسبب الأمطار، محذّرة السكان من البقاء في المنشآت المتضررة التي قد تنهار أكثر.

وتلقت الوكالة أكثر من 2500 نداء استغاثة من فلسطينيين يبلغون عن خيام وملاجئ تالفة منذ بداية العاصفة.

كان الفلسطينيون يفرغون المياه من خيامهم باستخدام دلاء ومماسح، في جهود مرهقة لإبقاء أماكن نومهم جافة.

قالت علياء بهتيتي إن ابنها البالغ ثمانية أعوام «غاص في الماء طوال الليل، وفي الصباح بدا أزرق اللون من البرد وهو ينام على الماء». غطى مستوى الماء بوصة طابق خيمتها. «لا نستطيع شراء طعام أو أغطية أو مناشف أو شراشف لننام عليها».

كانت بركة بهر تلتمس العناية بتوأميها اللذين لا يبلغان ثلاثة أشهر داخل الخيمة بينما تهطل الأمطار في الخارج؛ أحد التوأمين يعاني من استسقاء في الدماغ.

«خيامنا متآكلة… وتتسرب منها مياه الأمطار»، قالت. «لا يجب أن نفقد أطفالنا هذا الشتاء».

أضف تعليق