مات رايت، مروض التماسيح، يُحكم عليه بالسجن بتهمة التلاعب بالأدلة في حادث مميت

صور: غيتي إيماجز

أعلن محامو مات رايت أنهم ينوون استئناف الأحكام.

سيقضي مروض التماسيح الشهير مات رايت خمسة أشهر في السجن بعد إدانته بالتلاعب بالأدلة إثر تحطم مروحية أودى بحياة زميله وأوقع الطيار في حالة شلل نصفي. في أغسطس الماضي، حُكم على النجم السابق في نتفليكس بتهمتي الكذب على الشرطة والضغط على شاهد كان يتلقى العلاج نتيجة التحطم الذي وقع في إقليم الشمال عام 2022.

يوم الجمعة، ألقى القاضي القائم بالأعمال آلان بلو حكماً بالسجن لمدة عشرة أشهر، يُعلَّق بعد قضائه نصف المدة، كما فرضت المحكمة غرامة قدرها 5,000 دولار أسترالي (نحو 3,300 دولار أميركي أو 2,500 جنيه إسترليني). وذكر القاضي أن رايت «لم يظهر أي ندم»، رغم أنه «من غير المرجح جداً أن يعيد ارتكاب فعل ذي شأن كبير في المستقبل». علماً أن العقوبة القصوى للتهم الموجهة إليه كانت تصل إلى 15 عاماً.

لم تتوصل هيئة المحلفين إلى حكم بالإجماع بشأن تهمة ثالثة تتهم رايت بطلب من شخص أن «يحرق» أدلة، بينما توصلت إلى أحكام بالإجماع بالنسبة للتهمتين الأخريين. وكان فريق دفاع رايت قد أشار سابقاً إلى عزمه استئناف الأحكام. وأكد القاضي عند تبيان مدة العقوبة عوامل مخففة، من بينها إسهاماته المجتمعية وشهادات الحنكة التي وصفها بأنها «الأكثر إعجاباً التي رأيتها في حياتي».

تركزت القضية أمام محكمة إقليم الشمال العليا على تحطم مروحية في فبراير 2022 بمنطقة أرض أرنهـم، على بعد نحو 500 كيلومتر شرق داروين. قُتل صديق رايت وزميله في برنامج Outback Wrangler، كريس «ويلو» ويلسون، الذي كان معلقاً في حمالة أثناء رحلة جني بيض التماسيح. أما الطيار سيباستيان روبنسون فقد أصيب إصابات بالغة، بينها تمزق في الرئتين وإصابة دماغية شديدة. لم يكن رايت على متن المروحية، لكنه كان من أوائل الذين وصلوا إلى موقع الحادث.

يقرأ  كيف تكشّف البحث الذي استمر أربع سنوات عن أب نيوزيلندي

خلال محاكمة استمرت شهراً، قال الادعاء إن رايت كذب على الشرطة بشأن كمية الوقود في خزان الطائرة عند سقوطها. شملت الأدلة تسجيلات سرية لمحادثات رايت التي، بحسب النيابة، نقضت أقواله حين ادّعى أمام الشرطة أن خزان الوقود كان ممتلئاً حتى منتصفه. كما اتهم بأنه زار سرير روبنسون في المستشفى—وقد أبلغه الأطباء لاحقاً أنه قد لا يتمكن من المشي ثانية—وطلب منه تغيير سجلات الطيران التي تُظهِر عدد ساعات الطيران الفعلي للمروحية. وبحسب الادعاء، كان ذلك بدافع القلق من أن تكشف التحقيقات أنه كان يغيّر بانتظام الساعات الرسمية لتجنب صيانة مكلفة.

قدمت هيئة المحلفين أحكامها بالإجماع في التهمتين المتعلقتين بالكذب والتأثير على الشاهد، بينما شابت التهمة الثالثة المتعلقة بطلب إحراق سجلات الصيانة حالة تعارض بين أعضاء الهيئة فتعذر إصدار حكم بشأنها، وما زالت قيد التدقيق من قبل القضاء. ولم تتناول القضية أسباب التحطم ولا مسألة وفاة ويلسون أو إصابة روبنسون.

موقع الحادث: أرض أرنهـم، على بعد نحو 500 كم شرق داروين.

تزوير سجلات الطيران كان أمراً شائعاً
كشف مجرى المحاكمة عما يجري داخل مجتمع طائرات الهليكوبتر في الاقليم، حيث برزت ممارسات روتينية مثل فصل عدّاد ساعات الطيران (ما يُعرف بـ«إيقاف العداد») لإخفاء ساعات الطيران وتأجيل متطلبات الصيانة. جادل الادعاء بأن تزوير سجلات الطيران كان قائماً على نطاق واسع عبر القطاع، وأن رايت خشِي أن يُحمَّل مسؤولية ذلك بعد وقوع الحادث. من جهته، اعترف محامي دفاع رايت بأن تقليل ساعات الطيران المعلنة «كان شائع الانتشار في مجتمع الطائرات الهليكوبتر بالإقليم»، لكنه جادَل بأن موكله لم يعرقل مجرى العدالة عندما حاول التستر على السجلات المزورة.

سمعت هيئة المحلفين كذلك أن رايت زار روبنسون عدة مرات أثناء إقامته في المستشفى، وزعمت النيابة أنه قصد تهديد الطيار وإقناعه بنقل ساعات طيران الطائرة المنكوبة إلى مروحية أخرى. خلال الاستجواب المعاكس، نفى روبنسون أن يكون «مدمن كوكايين عاصف» بعد أن وصفه شاهد آخر—وهو طيار هليكوبتر—بأنه «محب للحفلات». وسمعت المحكمة أن عينة دم من روبنسون أظهرت آثاراً من الكوكايين لكنها أقل من «الكمية المحددة للتطبيق» وفق قواعد الطيران، بحسب هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC).

يقرأ  طلاب جامعة يوتا التي قُتل فيها كيرك يتعهدون بمواصلة مناظراته

أخبر روبنسون المحكمة أنه لا يذكر لحظات التحطم، لكنه اعترف بأنه «لا بد وأنه فصل» حمالة ويلسون عمداً لأن الإفراج عن جامع البيض كان ممارسة متبعة في حالات الطوارئ؛ خلص المحققون إلى أن ويلسون سقط نحو 25 متراً إلى الأرض ومات إثر ذلك.

«الجميع كانوا يعتبرون مات قدوة»
يشتهر رايت عالمياً ببطولته في برنامجي الواقع Outback Wrangler على ناشونال جيوغرافيك وWild Croc Territory على نتفليكس. ويمتلك أيضاً عدة شركات متعلقة بالسياحة المحلية ويعمل كسفير سياحي لأستراليا. خلال المحاكمة وصف روبنسون كيف كان العاملون لدى رايت ينظرون إليه بإجلال. قال روبنسون: «بالتأكيد، كان الجميع يعتبرون مات قدوة، وإذا قال ‘اقفز’ كانوا يسألون ‘كم ارتفاع القفزة؟’»، وأضاف: «كنا شباباً، كنا ننظر إليه بتقدير وكنا نسعى لترك انطباع جيد أمامه وتنفيذ ما يطلبه».

قبل النطق بالعقوبة، طالب المدعي العام جايسون جولاتشي SC بأن يُحكم على رايت بعقوبة سجن فورية فعلية لتعكس «خطورة» جرائمه. ووصف زيارات رايت المتكررة إلى روبنسون في المستشفى لطلب تلاعب بالسجلات بأنها أكثر خطورة بكثير من كذبه بشأن الوقود، لأنها «كانت مدروسة ومخططاً لها، وكل عملها كان موجهاً لتحقيق نتيجة إعاقة مجرى العدالة». بدوره، طلب محامي رايت ديفيد إدواردسون KC ألا يُحكم على موكله بحكم «مكانته الشهرة»، وأن تقدير رايت لكمية الوقود في الطائرة كان «عملَة لحماية صديق».

أضف تعليق