جماعات المشجعين تحذر: ارتفاع الأسعار يهدد تحويل مونديال 2026 إلى «ألعاب الشركات»
طالبت أبرز منظمات المشجعين في كرة القدم الفيفا بوقف فوري لبيع التذاكر لكأس العالم المقبل، المقرّر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، محذّرة من أن وصول اسعار تذاكر النهائي المميزة إلى ما يقرب من 9,000 دولار سيقصي أنصار اللعبة عن متابعة البطولة.
منظمة Football Supporters Europe، التي وصفت سياسة التسعير بأنها «ابتزازية»، أصدرت النداء الخميس بعدما بدأت الاتحادات الوطنية في تداول قوائم أسعار تُظهر زيادات تصل إلى سبعة أضعاف مقارنة بكأس العالم 2022 في قطر.
وصفت المجموعة هيكل التسعير بأنه «خيانة فادحة» لتقاليد البطولة، ودعت إلى فتح مشاورات عاجلة قبل مواصلة أي مبيعات.
بحسب تفاصيل الأسعار التي نشرتها اتحادات ألمانيا وإنجلترا وكرواتيا، سيواجه مشجع يحضر كل مباراة من الدور الأول حتى النهائي نفقات لا تقل عن 6,900 دولار عبر قنوات الدعم الرسمية.
تصل أسعار التذاكر المميزة لنهائي 19 يوليو في ملعب متلايف بنيويورك إلى 8,680 دولاراً، مقارنة بنحو 1,600 دولار لفئة مماثلة في قطر.
تأتي هذه الانتقادات بينما تخضع الفيفا لرقابة متزايدة بعد مدح رئيسها جياني إنفانتينو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنح الهيئة جائزة سلام استثنائية للرئيس الأمريكي، الأمر الذي أثار سخطاً بعد استبعاد ترامب من جائزة نوبل للسلام هذا العام.
وقد أدى ذلك إلى تقديم شكوى رسمية تتعلق بانتهاكات أخلاقية والحياد السياسي؛ حيث قالت منظمة حقوقية، FairSquare، يوم الثلاثاء إنها رفعت شكوى إلى لجنة الأخلاقيات في الفيفا، زاعمة أن تصرفات المنظمة تخالف المصالح المشتركة لمجتمع كرة القدم العالمي.
وتزامن الجدل مع انطلاق المرحلة الثالثة من مبيعات التذاكر لدى الفيفا، التي تطبق تسعيراً متغيراً الآن على مباريات دور المجموعات استناداً إلى ما تصفه الهيئة بـ«جاذبية» المواجهة، دون توضيح آلية احتساب هذه الجاذبية.
تبلغ قيمة تذكرة مقاعد خلف المرمى لمباراة افتتاح إنجلترا ضد كرواتيا 523 دولاراً، بينما سيدفع مشجعو اسكتلندا مبالغ أقل لمباريات مشابهة، ما أحدث ما يصفه النقّاد بنظام شفافيتين غير واضح.
«بالأسعار التي طرحتها الفيفا، نحن مذهولون بعض الشيء»، قال رونان إيفان، المدير التنفيذي لـ Football Supporters Europe. ونبّه إلى أن تذاكر النهائي التي تقترب من 4,000 دولار قد تجرد الملاعب من الأجواء التي تجعل البطولة جذّابة، مضيفاً أن «لا شيء من ذلك سيحدث» بالمستويات السعرية الحالية.
حذّر الكاتب الرياضي البارز هنري وينتر من أن استبعاد المشجعين المتحمّسين الذين يخلقون الأجواء قد يحوّل المنافسة إلى ما سماه «ألعاب الشركات»، مع احتمال أن يجد البُثّون، الذين يدفعون مبالغ كبيرة للفيفا، أنفسهم أمام مقاعد فارغة وجماهير مكتومة.
بالنسبة للمشجعين القادمين من خارج أمريكا الشمالية، تمتد الأعباء المالية إلى ما هو أبعد من التذاكر: غاري أل-سميث، مراسل الشؤون الأفريقية، لفت إلى أن المشجعين «سيطيرون من خارج الولايات المتحدة، وينفقون على الإقامة والطعام»، محذّراً من أن هذا سيكون «كأس عالم مكلف جداً للمشجعين».
يمثل هذا التسعير تحوّلاً حادّاً عن وثيقة عرض الفيفا عام 2018 لإقامة البطولة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، التي كانت تتوقع تذاكر دور المجموعات ابتداءً من 21 دولاراً.
كما استبعدت الفيفا أدنى فئات التذاكر من مخصصات مجموعات المشجعين تماماً، محتفظة بمقاعد الفئة الرابعة عن البيع العام لتُطبق عليها تسعيرات متغيرة تعتمد على الطلب.